الرئيسيةبحث

غايانا ( Guyana )



جورج تاون عاصمة غايانا وميناؤها الرئيسي. تقع على ساحل نهر ديميرارا، الذي يصب في المحيط الأطلسي.
غايانا دولةٌ تقع على الساحل الشمالي الشرقيّ لأمريكا الجنوبية. وهي بلاد استوائية توجد فيها مزارع قصب السكر الواسعة ومزارع الأرز الصغيرة. وتمتلك غايانا موارد معدنيةً وغاباتٍ كثيفةً، وريفًا جبليًا بكرًا يَصْعُب الوصول إلى كثير من مناطقه اليابسة، بل إن بعض هذه المناطق لم يكتشف على الإطلاق. وغايانا كلمة هندو ـ أمريكية تعني أرض المياه. والاسم الرسمي للدولة هو جمهورية غايانا التعاونية. يتكون سكان غايانا من عدد من مجموعات قومية وعرقية، ويشكل الهنود والسود أكبر هذه المجموعات.

وتعتبر غايانا واحدة من أولى المناطق في النصف الغربي للكرة الأرضية التي استوطنها الأوروبيون. أبحر كريستوفر كولمبوس على طول ساحلها في عام 1498م، وقد قام السير والتر رالي بالبحث هناك في عام 1595م عن إلدورادو مدينة الذهب الأسطورية. أنشأت بريطانيا مستعمرة غايانا البريطانية وأصبحت هذه المستعمرة دولة غايانا المستقلة في عام 1966م. ومدينة جورجتاون التي يبلغ عدد سكانها 72,049 نسمة، عاصمة غايانا وأكبر مدينة فيها.

نظام الحكم:

غايانا جمهورية ينتخب الشعب فيها الرئيس وهيئة تشريعية تضم 65 عضوًا، وتُدْعى المجلس الوطني. ينتخب 53 عضوًا من أعضاء المجلس على مستوى البلاد بينما يشغل باقي المقاعد الاثني عشر ممثلون عن الأقاليم. يحق لجميع المواطنين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر أن يمارسوا حق الانتخاب. ويقوم المجلس الوطني بصياغة قوانين الدولة، لكن الرئيس يملك سلطة رفضِ القوانين. ويتولى الرئيس تعيين رئيس ومجلس الوزراء. ويقوم رئيس الوزراء ومجلس الوزراء بتنفيذ أعمال الحكومة.

السكان:

أكثر من نصف سكان غايانا من الهنود الشرقيين الذين أُحضر أجدادهم من الهند للعمل في المزارع الكبيرة. ويعيش معظمهم في المناطق الريفية، حيث يعمل بعضهم في مزارع قصب السكر، وبعضهم الآخر في مزارع صغيرة يزرعون فيها الأرز والخضراوات. وقد انتقل الهنود الشرقيون في غايانا تدريجيًا إلى المدن حيث عمل الكثيرُ منهم تجارًا وأطباء ومحامين.

وتبلغ نسبة السود 40% من سكان غايانا، وهم الذين أُحضر أجدادهم من إفريقيا أرقاء. ويعيش معظمهم في المدن، ويعملون مدرسين وضباط شرطة وموظفين حكوميين وعمالاً مهرة في مصانع السكر ومناجم البوكسيت. أما بقية السكان فمن الهنود الأمريكيين، والأوروبيين والصينيين. ويعيش بعض الهنود الأمريكيين على مهنة الصيد، بينما تمارس البقية الزراعة وتقطيع الأخشاب وبيعها في مناطق الغابات النائية. أما أغلبية الأوروبيين والصينيين فهم من رجال الأعمال.

الإنجليزية هي اللغة الرسمية في غايانا، ويستخدمها أغلبية السكان. ويتحدث كثير من السكان شكلاً ركيكًا من أشكال اللغة الإنجليزية يسمى كريوليز، بينما يستخدم الهنود الشرقيون في غايانا اللغة الهندية والأردية على نطاق واسع.

وقد سبب التوتر الذي حدث بين الهنود الشرقيين والسود مصاعب سياسية في الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين، حيث كانت غالبية الشرقيين تؤيد حزب الشعب التقدمي. بينما يؤيد معظم السود مؤتمر الشعب القومي، أما الأوروبيون والهنود الأمريكيون فتؤيد أغلبيتهم القوة الاتحادية.

يستطيع كل سكان غايانا تقريباً القراءة والكتابة، والتعليم إلزامي للأطفال، ومعظمه مجاني للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة عشرة، وتدير الحكومة معظم المدارس. أما جامعة غايانا الموجودة في جورجتاون فهي الجامعة الوحيدة في غايانا.

الخريطة السياسية لغايانا

السَّطْح:

تنقسم غايانا إلى ثلاثة أقاليم رئيسية هي: السهل الساحلي، والغابات الداخلية، والهضبة.

السهل الساحلي حزام من الأرض محاذٍ للمحيط الأطلسي يتراوح عرضه بين 3 و84كم، وينخفض في معظمه بنحو متر ونصف المتر عن مستوى سطح البحر عند ارتفاع المد. وتسهم الأسوار البحرية والحواجز وقنوات التصريف في حجز مياه البحر وفي حماية الناس ومحاصيلهم من أن تغمرها مياه المد، ويعيش نحو 90% من السكان في هذا السهل. وتغطي المزارع جزءًا كبيرًا منه، حيث ينمو كثير من المحاصيل كقصب السكر والأرز وتُعالَج هناك صناعيًا.

الغابات الداخلية تغَطّي الهضبة الواقعة إلى جنوبي السهل الساحلي، وتشغل نحو 85 % من سطح غايانا، وهي تضم نحو ألف نوع من أنواع الأخشاب المختلفة.

الهضبة تتكون من الجبال وسهول السافانا العشبية. وتقع الأجزاء الجبلية من الهضبة إلى الجنوب والجنوب الغربي. وهذه المناطق معزولة عادة عن بقية البلاد بحيث يصعب الوصول إليها، ويعيش فيها معظم الهنود الأمريكيين. وتغطي السافانا الرئيسية مساحة تبلغ نحو 16,000كم² في الجنوب الغربي. وتوجد منطقةسافانا عشبية أصغر إلى الشمال الشرقي. ويدير المزارعون في مناطق السافانا العشبية بعض المزارع الصغيرة ويقومون بتربية الأبقار.

وهناك أربعة أنهار رئيسية تصب في المحيط الأطلسي هي إيسكيبو وديميرارا وبيربايس وكوارنتين. وتوجد في غايانا عدة شلالات رائعة المنظر. تسقط شلالات الملك جورج السادس من ارتفاع 488م على نهر أوتاشي، كما تسقط الشلالات العظمى من ارتفاع 256م على نهر مازاروني، ويسقط ماء النهر عبر شلال كاييتور من ارتفاع 226م على نهر بوتارو.

والمناخ السائد في السهل الساحلي رطب حار، حيث يبلغ معدل درجة الحرارة نحو 27°م ومعدل سقوط المطر نحو 230سم في السنة.

ويزداد معدل سقوط المطر في منطقة الغابات، كما ترتفع درجات الحرارة في مناطق الغابات والهضاب.

الاقتصاد:

الزراعة والتعدين هما النشاطان الاقتصاديان الرئيسيان في البلاد، فغايانا تتمتع بتربة خصبة، وغابات عظيمة القيمة، وترسبات كبيرة من المعادن، ومياه غزيرة لتوليد القدرة الكهربائية.

قصب السكر أهم المحاصيل في غايانا وأحد صادراتها المهمة. وينمو معظم قصب السكر في مزارع واسعة. ويزرع كثير من الناس الأرز ـ وهو المحصول الثاني من حيث الأهمية ـ في مزارع أصغر مساحة على السهل الساحلي. كما تعد الحمضيات والكاكاو وجوز الهند والبن وموز الجنة (ثمار تشبه الموز) من المحاصيل الرئيسية أيضًا. وغايانا واحدة من أكبر منتجي البوكسيت في العالم، وهو الخام المستخدم في صنع الألومنيوم. والبوكسيت أحد صادرات البلاد الرئيسية. كما تمتلك هذه الدولة مناجم الماس والمنجنيز والذهب.

تغطي الغابات نحو 85% من السطح في غايانا. ويستخدم خشب شجرة خشب السفن، وهو من أهم أنواع الأخشاب الموجودة هناك، في بناء أرصفة الموانئ.

تخترق الطرق الرئيسية في غايانا منطقة السهل الساحلي وهناك نحو 130كم من السكك الحديدية. وتستطيع العبّارات والقوارب الصغيرة فقط، استخدام معظم الأنهار للسفر داخل السهل الساحلي. بينما تستطيع السفن العابرة للمحيطات الإبحار لمسافة نحو 105كم في نهر ديميرارا.

نبذة تاريخية:

عندما وصل المكتشفون الأوروبيون إلى غايانا في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، وجدوا هنود الأرواك والكاريب والورّاو يعيشون في المنطقة. وقد أقام الهولنديون في عام 1581م مستوطنة فيما يعرف الآن بغايانا وطالبوا بالمنطقة. كما طالبت بها فيما بعد بريطانيا وفرنسا أيضًا. وفي عام 1814م سيطرت عليها بريطانيا، ثم أصبحت في عام 1831م مستعمرة غايانا البريطانية.

أقام المستوطنون الأوائل مزارع السكر الواسعة وأحضروا الرقيق من السود للعمل فيها. وقد ألغي الرق واعْتُبر غَير قانوني بحلول عام 1838م، وتوقف العديد من السود عن العمل في المزارع. بعد ذلك، بدأ أصحاب المزارع بُحضرون العمال من الهند للعمل في مزارعهم. وخلال الأربعينيات من القرن العشرين، ضاعف البريطانيون جهودهم لإعداد غايانا البريطانية ليحكمها أهلها، حيث سُمِحَ لعدد أكبر من السكان بممارسة حق الانتخاب وقاموا بانتخاب عدد أكبر من أعضاء الهيئة التشريعية.

وأجيز دستور جديد في عام 1953م وأُجْرِيَتْ الانتخابات في أبريل 1953م، ففاز حزب الشعب التقدمي الذي كان يقوده تشيدي جاغان، وهو طبيب أسنان هندي شرقي، بأغلبية المقاعد في الهيئة التشريعية. لكن البريطانيين علّقوا الدستور وعزلوا إدارة جاغان من الحكم في شهر أكتوبر 1953م. وسبب ذلك أن سياسات جاغان كانت في نظرهم نذيرًا بتحويل غايانا البريطانية إلى دولة شيوعية. ثم عاد حزب جاغان إلى الحكم بفوزه في انتخابات 1957م، و1961م.

وأوشكت غايانا البريطانية أن تَحْصلَ على استقلالها في عام 1961م. فقد أتاح الدستور الجديد للمستعمرة السيطرة على شؤونها القومية، لكن العنف اندلع بين الهنود الشرقيين والسود في عام 1962م. وبعد حدوث ثورات أخرى خلال العامين التاليين، أعلنت بريطانيا عن ضرورة إجراء انتخابات جديدة قبل أن تحصل غايانا البريطانية على استقلالها. وفي عام 1964م، فاز مؤتمر الشعب الوطني والقوة المتحدة، وهما الحزبان اللذان كانا يشكلان المعارضة لحكومة جاغان، بأغلبية المقاعد في الهيئة التشريعية، وشكلا حكومة ائتلاف.

وأصبحت غايانا البريطانية تعرف باسم دولة غايانا المستقلة في مايو 1966م. وأصبح فوربس بيرنهام، وهو محام أسود وزعيم حزب مؤتمر الشعب الوطني، أول رئيس للوزراء في غايانا وأقوى زعيم فيها. ومنذ عام 1968م، أصبح مؤتمر الشعب الوطني يملك أغلبية المقاعد في الهيئة التشريعية.

تميز تطور غايانا في أواخر الستينيات من القرن العشرين باندلاع أحداث العنف العنصرية. وقد توسع اقتصاد غايانا وعملت على تحقيق التعاون الاقتصادي بين الدول المطلة على البحر الكاريبي. وخلال السبعينيات من القرن العشرين تبنت الحكومة سياسات اقتصادية اشتراكية فسيطرت على مناجم البوكسيت والصناعات الأخرى التي تمتلكها شركة أجنبية. كما تولت السيطرة على الصناعات الغايانية الرئيسية.

قام عدد من الجماعات الدينية المسماة بالطوائف الدينية أيضًا بالانتقال في السبعينيات من القرن العشرين إلى غايانا من دول أخرى. من بين هذه الجماعات جماعة المعبد، وهي طائفة من الولايات المتحدة الأمريكية، كان يتزعمها جيم جونز وهو رجل دين بروتستانتي. أقامت جماعة المعبد مستوطنة في شمال غايانا أصبحت تُعرف باسم جونزتاون. وفي عام 1978م، ذهب النائب الأمريكي ليو. ج. ريان، وهو من نواب كاليفورنيا، إلى جونزتاون للتحقيق في تهم تقول إن جونز كان يحتجز بعض أفراد الطائفة قسرًا ويعرضهم للتعذيب ولأشكال أخرى من سوء المعاملة. وقد قَتل أفراد الطائفة ليو وثلاثة صحفيين كانوا يرافقونه وفردًا من أفراد الطائفة كان قد قرر مغادرة جونزتاون. وبعد ذلك بقليل، أمر جونز أفراد طائفته بالانتحار. وقد مات في ذلك الوقت أكثر من 900 فرد بمن فيهم جونز. فقد تجرَّع معظمهم السم، وقُتل بعضهم على أيدي أفراد آخرين. وأصبحت الحادثة تعرف بمذبحة جونزتاون.

بقي بيرنهام رئيسًا لوزراء غايانا حتى عام 1980م، وفي تلك السنة، تزعَّم بيرنهام حركة زادت كثيرًا من صلاحيات الرئاسة وجعلتها أعلى منصب حكوميّ في الدولة، ثم أصبح رئيسًا للدولة. وقد مات بيرنهام عام 1985م، وخلفه في الرئاسة رئيس الوزراء هيو ديزموند هويتي. بدأ هويتي ولاية جديدة في أعقاب فوز حزبه، مؤتمر الشعب الوطني، في الانتخابات التي أجريت في نفس العام. وفي عام 1989م، أعلنت الحكومة عن إصلاحات اقتصادية باعت خلالها بعض الشركات التي كانت تمتلكها الدولة. وفي الانتخابات التي أجريت عام 1992م، فاز حزب الشعب التقدمي بأغلب مقاعد البرلمان وأصبح زعيمه جاجان رئيسًا للبلاد. وفي مارس 1997م، توفي الرئيس جاجان، وخلفه رئيس الوزراء صمويل هندس. فازت أرملة الرئيس جاجان السيدة جانيت جاجان في الانتخابات التي أجريت في ديسمبر 1997م.

★ تَصَفح أيضًا: جورجتاون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية