الرئيسيةبحث

المذنب ( Comet )



من أين أتت المذنبات يعتقد الفلكيون أن المذنبات التي تمر بالقرب من الشمس تأتي من مجموعتين من المذنبات توجدان بالقرب من الحافة الخارجية للنظام الشمسي. فالمذنبات التي تكمل دوراتها حول الشمس في أقل من 200 عام تأتي من نطاق قرصي الشكل يسمى حزام كويبر، يقع وراء مدار بلوتو، الذي يبتعد عن الشمس بمسافة قدرها 7,4 بليون كم. أما المذنبات التي تكمل دوراتها في 200 عام أو أكثر فتأتي من سحابة أورت، التي تبتعد حافتها الخارجية عن الشمس بمسافة تبلغ قدر المسافة بين الشمس ومدار بلوتو ألف مرة.
المَذنَّب جسم ثلجي يدور عادة حول الشمس في مدار بيضاوي طويل. يتكون المذنب من نواة (مركز) صلبة، وغلاف جوي غائم يسمى الذؤابة، وذيل واحد أو ذيلين. وتشبه النواة كرة ثلجية متسخة، وتتكون من أنواع مختلفة من الثلوج وجسيمات غبارية صخرية مغروزة في الثلوج. وعندما يقترب المذنب من الشمس تتبخر بعض الثلوج السطحية، وتتطاير الغازات الناتجة والجسيمات التي كانت مغروزة في الثلوج مبتعدة عن الشمس، مكونة الذؤابة والذيول. واعتمادًا على كمية الغبار في النواة يمكن أن يكون للمذنب ذيل غباري أو ذيل غازي أو كلاهما.

ولمعظم المذنبات نواة يبلغ قطرها حوالي 16كم أو أقل، بينما يبلغ قطر الذؤابة في بعض المذنبات حوالي 1,6 مليون كم، وتمتد ذيول بعض المذنبات إلى 160 مليون كم.

ولا يمكن رؤية معظم المذنبات إلا بالتلسكوب. وبعضها يمكن رؤيتها بالعين المجردة لأسابيع قليلة تكون خلالها في أقرب مسافة من الشمس. ويمكننا رؤية المذنبات لأن الغبار في كل من الذؤابة والذيل يعكس ضوء الشمس، كما تطلق غازاتها الطاقة التي امتصتها من الشمس، مما يجعلها تشع.


مذنب هالي يصبح مرئيًا بالعين المجردة كل 77 عامًا، عندما يكون قريبًا من الشمس.

التركيب:

يدرس الفلكيون تركيب المذنبات بتحليل الضوء الصادر عنها. ويجمع هذا الضوء بالتلسكوبات التي تكون موضوعة على الأرض أو مثبتة في المركبات الفضائية. وقد تمكن العلماء من الحصول على كمية كبيرة من المعلومات عن تركيب المذنبات بدراسة مذنب هالي في عام 1986م، عندما عبر المذنب مدار الأرض في ذلك العام. فقد حلقت أربع مركبات فضائية بالقرب من المذنب وجمعت معلومات عن مظهره وتركيبه الكيميائي.

ويحتوي مذنب هالي على كميات متساوية تقريبًا من الثلوج والغبار. ويتكون الثلج من الماء المجمد، بنسبة 80% تقريبًا، وأول أكسيد الكربون المجمد، بنسبة 15% تقريبًا، وخليط من غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان والنشادر المجمدة، بنسبة 5%. ويعتقد العلماء أن المذنبات الأخرى شبيهة في تركيبها بمذنب هالي.


أشهر المذنبات

اسم المذنَّبشوهد لأول مرةمدة دورانه (بالسنوات)
مذنب هاليحوالي 240 ق.م.76
مذنب سويفت - تتل69 ق.م130
مذنب تمبل - تتل136633
مذنب تيخو براهي1577غير معروف
مذنب بييلا17726,6
مذنب إنكا17863,3
مذنب فلوجيرجيس18113100
المذنب الكبير1843513
مذنب سبتمبر الكبير1882579
مذنب إيكيا - سيكي1965880
مذنب بنيت19691678
مذنب كوهوتك1973غير معروف
المذنب ويست1975558,300
مذنب شوميكر-ليفي91993*
مذنب هال - بوب19952,380
مذنب هيكوتيك 199663,400
* كان هذا المذنب يدور حول المشتري في مدار مدته عامان، واصطدم بالكوكب في يوليو 1994م.

المدارات:

يصنف الفلكيون المذنبات إلى مذنبات قصيرة الأمد ومذنبات طويلة الأمد، اعتمادًا على الفترة الزمنية التي تستغرقها هذه الأجسام في الدوران حول الشمس، حيث تكمل المذنبات القصيرة الأمد دورة كاملة حول الشمس في أقل من 200 عام، بينما تكمل المذنبات الطويلة الأمد دورة كاملة في 200 عام أو أكثر.

وتتحرك معظم المذنبات المعروفة في مدارات متطاولة حول الشمس، وتخترق عادة المدارات الدائرية للكواكب. ونتيجة لذلك تصطدم المذنبات أحيانًا بالكواكب وتوابعها. ففي يوليو 1994م، على سبيل المثال، اصطدم مذنب يسمى شوميكر ليفي 9 بالمشتري. وقد أدت اصطدامات المذنبات بالكواكب وتوابعها إلى تكوُّن العديد من الفوهات على توابع الكواكب الخارجية وبعض الكواكب الداخلية وعلى القمر.

ويعتقد العلماء أن المذنبات القصيرة الأمد تأتي من نطاق من المذنبات يسمى حزام كويبر، يقع وراء مدار بلوتو، وهو أبعد الكواكب عن الشمس. وتأتي المذنبات الطويلة الأمد من سحابة أورت، وهي مجموعة من المذنبات تبتعد عن الشمس بمسافة تبلغ قدر المسافة بين مدار بلوتو والشمس ألف مرة.

اتجاه الذيول:

تمتد الجسيمات الغبارية المنطلقة من النواة إلى ذيل لأن ضوء الشمس يدفعها إلى ذلك. وفي نفس الوقت تتداخل الرياح الشمسية ـ وهي جسيمات صادرة عن الشمس، سريعة الحركة، ومشحونة كهربائيًا ـ مع غازات المذنب، وتدفعها إلى الخلف في شكل ذيل. وبسبب هذين التأثيرين تتجه ذيول المذنبات عادة بعيدة عن الشمس.

أصل المذنبات وأعمارها:

يعتقد العلماء أن المذنبات تكونت مع تكوُّن الكواكب ـ أي منذ 4,6 بليون عام. فقد تكونت الكواكب من تجمع الغازات والثلوج والصخور والغبار، حيث أصبحت معظم الثلوج والغبار جزءًا من المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وبقيت المذنبات في شكل قطع متخلفة من الثلوج والغبار.

وتفقد المذنبات الثلوج والغبار في كل مرة تعود فيها إلى النظام الشمسي الداخلي، ويؤدي هذا الفقدان التدريجي إلى نفاد كل الثلوج المكونة لبعض المذنبات في نهاية المطاف، وعندئذ يتكسر المذنب إلى سحب من الغبار أو تتحول إلى أجسام شبيهة بالكويكبات. وتدخل بعض جسيمات الغبار إلى الغلاف الجوي الأرضي، وتتوهج في شكل شهب أو نجوم مندفعة، بسبب احتكاكها بالغلاف الجوي.

★ تَصَفح أيضًا : مذنب هالي ؛ رحلات الفضاء (المجسات الموجهة إلى المذنبات).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية