الرئيسيةبحث

كولريدج، صمويل تايلور ( Coleridge, Samuel Taylor )


☰ جدول المحتويات


كُولريدج، صمويل تايلور (1772 - 1834م). شاعر وناقد وفيلسوف الحركة الرومانسية الإنجليزية. وتُعد قصائده من بين أكثر القصائد أصالة في الأدب الإنجليزي. وقد أثَّر نقده الأدبيّ في كل أساليب النقد التي جاءت بعده تقريبًا.

حياتُه:

وُلِد في ديفون بإنجلترا. وكان أصغر أبناء أحد رجال الدين البالغ عددهم نحو 14 ابنًا. وتلقى تعليمه العالي في جامعة كمبردج التي التقى فيها بالشاعر روبرت ساوثي عام 1794م. وقد شُغِف الشاعران الناشئان بمبادئ الثورة الفرنسية، وخَّططا لقيام مجتمع مثالي في أمريكا. كما اشتركا سويًا عام 1794م في تأليف عمل مسرحي يناهض مفهوم الملكية.

قابل كُولَرِيدج الشاعر وليم وردزورث عام 1795م، وما لبثا أن أصبحا صديقين حميمين. ونشرا سويًا ديوان القصائد القصصية الغنائية (1798م)، ويحتوي هذا الديوان على النسخة الأولى لرائعته قصيدة الملاح العتيق. ومنذ عام 1798م بدأ يتلقى إعانة سنوية منتظمة من جُوسيا و توما ويدجوود مما أتاح له فرصة السفر إلى ألمانيا. وفي ألمانيا تشرَّب أفكار الفلاسفة الألمان التي كان لها أثرُها في نظرياته الأدبية. وعقب عودته من ألمانيا قام بترجمة مسرحيتين للكاتب الألماني فريدريتش شيلر.

أخذت صحة كُولـريدج في التدهور الخطير بدءًا من عام 1800م على وجه التقريب، وهو العام الذي بدأ يتعاطى فيه الأفيـون ليخفف من آلام الروماتيزم. كما سبب له زواجـه ـ الذي لم يسعـد به قط ـ مزيـدًا من التعاسة بعد أن وقع في غرام شقيقة زوجة وردزورث، سارة هتشنسون. ولجأ للتخلص من معاناته إلى تعاطي المزيد من المخدرات والأسفار. وكان يُلقي في لندن سلسلة من المحاضرات عن مفاهيم الشعر، كما أسَّس مجلة دورية أسماها الصديق لكنها لم تُعمِّر طويلاً. وبدأ عام 1813م في إلقاء سلسلة أخرى من المحاضرات، وقام بإخراج مسرحيته الندم بالتعاون مع لورد بايرون. وقضى سنواته الأخيرة تحت إشراف أحد الأطباء ؛ وذلك لكي يحدَّ ـ في المقام الأول ـ من إدمانه الأفيون.

مؤلفاته:

من بين قصائده المشهورة الأخرى قصيدتا قبلاي خان ؛ وكريستابل وقد صرّح ـ وربما يكون مخطئًا في ذلك ـ أن الأولى قد استوحاها من حلم من أحلام الأفيون. أما كريستابل فهي حكاية لم تكمل من حكايات العصور الوسطى، والقصيدتان كلتاهما تتناولان الرُّؤى الخيالية وخوارق الطبيعة، وتمزجان التصورات الخيالية بالإشارات الأدبية الثرية وبالرمزية المعقدة.

مزج كُولَرِيدج البصائر النفسية بالصور الوجيزة للمشاهد الطبيعية في كل قصائده الغنائية التأملية ؛ خاصة في القصائد الثلاث الصقيع عند منتصف الليل ؛ شجرة الزيزفون تُعرِّش سجني ؛ الاكتئاب، قصيدة غنائية.

أما فيما يتعلق بنقده الأدبي فقد أرسى كُولَرِيدج مفهوم كون القصيدة الجيدة وحدة عضوية وليست ميكانيكية ؛ على هذا، فإن القصيدة لايمكن إعادة صياغتها. كما أكّد على أن الشِّعر عمل إبداعي أو تعبيري أكثر من كونه محاكاة وتقليدًا. كما كان يُصرّ أيضًا على أن الخيال هو قوام الفنون الجميلة وليس المنطق والعقل ويُعد كتاب السيرة الأدبية (1817م) أفضل أعماله النقدية. وهذا الكتاب يتضمن تحليلا قيِّمًا لشعر وردزورث. أما أفضل تعليقاته السياسية فنجدها مبثوثة في صفحات مذكراته ومحاضراته، وكذلك مقالاته الصحفيَّة وتعليقاته التي يدوِّنها على هوامش أعمال المؤلفين الآخرين. ولأنه كان ورعًا، فقد كتب وتحدث كثيرًا عن الدين والمبادئ الأخلاقية والَّلاهوت.

★ تَصَفح أيضًا: القصيدة القصصية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية