الرئيسيةبحث

القصيدة القصصية ( Ballad )



القَصِيـدة القصِصِيّـة أغنية تحكي قصة مسرحية بمقطع شعري. القصائد القصصية أسلوبٌ من أقدم أساليب الشعر ونوعٌ من أقدم أنواع الموسيقى. يمكن أن يكون المصطلح بالادُ (Ballad) يشير إلى أي قصة تروى عن طريق الغناء. ولكن أغلب القصائد القصصية هي إما أغان شعبية وإما تقليد لأمثال تلك الأغاني. كان شعراء الغناء في العصور الوسطى المعروفون بالمغنين يطوفون أوروبا منشدين القصائد القصصية في الحصون والأرياف.

بدأت هذه القصائد، مثل الأساطير الشعبية، قبل آلاف السنين بين الشعوب الأمية التي لاتعرف القراءة أو الكتابة. كانت القصائد القصصية الغنائية في أوائل عهدها تؤدَّى مع رقصات شعبية. غالبًا ما كان يغني القصة شخص واحد والراقصون يشتركون بشكل جماعي للترديد. ربما كان موضوع القصائد القصصية القديمة التي اعتمدت على الأساطير، الإله نفسه والبطل الأسطوري الذي ظهر في الخرافات والملاحم كالأسطوري الإنجليزي طريد العدالة روبن هود ومهندس السكك الأمريكي كاسي جونس.

القصائد القصصية والأدب:

بدأ المؤلفون والعلماء خلال القرن الثامن عشر الميلادي يجدون شوقًا في القصائد القصصية عند سماع الأغاني. جمع العالم الإنجليزي توماس بيرسي كثيرًا من القصائد القصصية (1765م)، كانت هذه المجموعة أول محاولة مهمة لصياغة القصائد القصصية للمغنين الشعبيين للإنجليز والأسكتلنديين، وتضمَّنت أول رواية منشورة للقصائد القصصية المشهورة للسير باتريك سبنس وإدوارد إدوارد. بدأ الكُتَّاب نتيجة لمجموعة بيرسي يقدرون النوع الأدبي من القصائد القصصية. اختار كثير من شعراء الحركة الرومانسية الإنجليز شكل القصائد القصصية في أعمالهم.

في القرن العشرين هناك شعراء أمثال و. هـ. أودين وستيفان فينسنت بنيت جون كروي رانسوم، كتبوا على نمط القصائد القصصية. وقد لحَّن بعض المغنِّين الشعبيين الأمريكيين الأغاني التي تحاكي القصائد القصصية التقليدية ومن بينهم جوني كاش وبوب ديلان. ولكنّ هناك قليلاً من تلك القصائد ابتدعها واحد لها بساطة قوية كتلك التي أنجزها وصقلها جيل بعد جيل من المغنِّين.

القصيدة القصصيّة عند العرب:

نشأت القصيدة القصصية عند العرب نتاجًا طبيعيًا لعوامل البيئة الزاخرة بالمكونات المختلفة وتأثيراتها على فاعليات الحياة، بدءًا من تضمين الشعراء لقصص الحروب والحب التي استقى منها الغرب واقتبس. ومرّت القصيدة القصصية عند العرب بمراحل مختلفة من التكوين والبنية والموضوع، بدءًا من العصر الجاهلي عند الشعراء الصعاليك الذين تركوا ثروة لا بأس بها، تعكس رؤيتهم للمجتمع، وطموحاتهم وآمالهم في حياة أفضل. إلى أن وصلت إلى عمر بن أبي ربيعة الذي أضاء معالم القصيدة القصصية وأضاف لها مفردات جديدة تقوم على الحوار والقص المتفرد. يقول في رائيته المشهورة:
أشارت بمدراها وقالت لأختها أهذا المغيريُّ الذي كان يذكرُ؟
فقالت نعم لاشك غيَّر لونه سرى الليل يطوي نصَّه والتهجُرُّ
فقلت أباديهم فإمَّا أفوتُهم وإما ينال السيف ثأرًا فيثأرُ

وهكذا تواصلت خيوط القصيدة القصصية عند العرب من عصر إلى عصر، حتى أصبح الشاعر الأندلسي الذي يتغنى بالقصيدة القصصية التي تنوعت موضوعاتها واختلفت يلقب بالشاعر الجوال، وصار على مدى العصور والأزمان للقصيدة القصصية عند العرب، دور بارز.

★ تَصَفح أيضًا: أدب الأطفال ؛ الشعر ؛ العربي، الأدب.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية