الرئيسيةبحث

الزكام ( Cold, Common )



الزُّكــام واحد من أنواع كثيرة من العدوى التي تُصيب الجهاز التنفسي العلوي. ويُعدُّ أكثر الأمراض انتشارًا وشيوعًا. وكثير من الناس يقللون من شأنه، لكنه يُعد السبب الرئيسي في التغيب عن المدارس والعمل.

قَطَعَ العلماء شوطًا بعيدًا بتحديدهم أكثر من مائة فيروس تتسبب في هذا المرض. وقد وصلوا إلى أن أحد الأسباب التي تصيب الناس بنزلات البرد باستمرار يكمُن في أن الفيروسات المختلفة تُحدث أمراضًا متشابهة، كما أن نوعًا ما من أنواع الزكام لايعطي مناعة ضد أي نوع آخر.

وجميع الناس ـ على مختلف أعمارهم ـ عرضة للإصابة بالزكام، لكن الأطفال، وكذلك الكبار الذين يختلطون بالصغار، هم أكثر قابلية وعُرضة للإصابة بالعدوى.

الأعراض:

الزكام أحد أنواع العدوى التي تصيب الغشاء المخاطي للأنف والحلق. وأحيانًا الممرات الهوائية والرئتين. وغالبًا مايصاحب الزكام انسداد في الأنف، لذا، قد يجدُ الشخص المصاب صعوبة في التنفس. وربما تنتقل العدوى إلى الأذنين، والجيوب الأنفية والعينين. وفي أحايين كثيرة قد تصل إلى الحلق فتسبِّب آلام الحلق وبُحة في الصوت. وعندما تنتشر العدوى إلى الممرات الهوائية والرئتين، فإنها تتسبب في الالتهاب الشُّعبي والالتهاب الرئوي.

يستمر أخف أنواع الزكام أيامًا قلائل. أما العدوى الحادة فقد تستغرق أيامًا كثيرة قبل أن يشفى منها المريض. وعادة ماتصاحبها أعراض أخرى كالحمى والأوجاع التي تعُم كل أعضاء البدن. وتعتري المريض بين الفيْنة والفيْنة نوبات من القشعريرة وفقدان الشهية.

تكْمن خطورة هذا المرض في أنه يجعل المصابين أكثر عرضة لأنواع أخرى من العدوى. وتتفاقم هذه الخطورة مع كبار السن وأولئك الذين يعانون من اعتلال في الرئتين أو الأشخاص ذوي البنية الضعيفة الواهنة نظرًا لسوء صحتهم العامة.

العــلاج:

لا يوجد علاج محدد للزكام، إلا أن الطبيب غالبًا مايصف الأدوية التي تخفّف من الأعراض التي يتسبب فيها الزكام. فعلى سبيل المثال، قد يعطى الأسبرين أو أي عقار مشابه آخر ليُسَكِّن أوجاع العضلات والآلام الأخرى. وتعمل أدوية الرذاذ أو قطرات الأنف على تقليص الأغشية المخاطية لدى المصاب، وتساعده على التنفس بطريقة أيسر. أما أدوية استنشاق البخار فتخفف الاحتقان بعض الشيء. وينبغي للمريض الذي تنتابه الحمى أن يلزم الفراش ؛ إذ من شأن ذلك أن يوفِّر له قسطًا من الراحة ويعزله عن بقية الناس.

كما ينبغي على الأشخاص المصابين بالزكام أن يتناولوا أطعمة مغذية، كما يتعين عليهم أن يشربوا مقادير كبيرة من السوائل كعصير الفواكه، والشاي، أو الماء. وإذا ما استمرَّت نوبة الزكام، أو بدا أنها تفاقمت، فعندئذ ينبغي استدعاء الطبيب الذي يمكنه وقف المضاعفات وعلاجها في وقت مبكر قبل أن تستفحل. وغالبًا ما يصف الطبيب المضادات الحيوية للحد من آثار المضاعفات البكتيرية.

الانتشار:

يعتقد الأطباء أن معظم نزلات البرد تنتقل بوساطة العدوى الرذاذية. فعندما يسْعل المريض أو يعطس، تخرج ذرات دقيقة من الرشح الرطب في شكل رذاذ مع الهواء، وهي تحتوي على جراثيم الزكام ؛ وعندئذ فإن أي شخص يستنشق ذلك الهواء سيكون عرضة للإصابة بالعدوى. لهذا السبب ينتشر الزكام بسرعة كبيرة في أماكن التجمعات كالمدارس والمكاتب والمسارح والحافلات.

ولكي لاتنطلق الجراثيم مع الرذاذ في الهواء، ينبغي للشخص المصاب أن يغطي فمه وأنفه عندما تعتريه نوبة من السُّعال أو العطاس. ويعتقد العلماء، إلى جانب ذلك، أن جراثيم الزكام يمكن أن تنتشر بالاحتكاك المباشر وبخاصة من خلال الأيدي.

الوقاية:

ينتقل الزكام بوساطة الأفراد الذين يحملون فيروسات الزكام. وعلى هذا يكون عزل هؤلاء الأشخاص أحد أنجح السبل لوقف انتشار هذا المرض.

طوّر العلماء كثيرًا من اللِّقاحات المضادة لفيروسات نزلات البرد المختلفة ـ خاصة فيروس الإنفلونزا ـ لكن لم يُثبت أيٌّ منها حتى الآن فعاليته مع كل أنواع نزلات البرد. ولكن في كل الأحوال، ينبغي إعطاء لقاح الإنفلونزا لأولئك الأشخاص الذين قد يقعون فريسة لمرض خطير إذا ما أصيبوا بالزكام.

تُنتج خلايا الإنسان مواد كيميائية تُسمَّى الإنترفرونات، وهي تساعد في التغلُّب على فيروسات نزلات البرد. وقد تمكن العلماء من الوصول إلى طرق تجعلهم يتحصَّلون على هذه الإنترفرونات عن طريق الهندسة الوراثية. ★ تَصَفح: الإنترفرون.

★ تَصَفح أيضًا: تقرح نزلات البرد ؛ الإنفلونزا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية