الرئيسيةبحث

الإنفلونزا ( Influenza )



الإنْفُـلَونـْزا مرض يُسببه فيروس الإنفلونزا، وتُستخدم كلمة إنفلونزا أحيانًا لتشير بصورة عامة إلى الإنفلونزا أو الأمراض المشابهة لها.

تشمل أعراض الإنفلونزا الشعور بالقشعريرة والحمى، والصداع، والآلام، والضعف، وتختفي هذه الأعراض عادة بعد نحو أسبوع واحد. ومن الممكن أن تقل مقاومة جسم المريض للأمراض، ومن ثم فإن العدوى الثانوية مثل الالتهاب الرئوي البكتيري، قد يصيب الإنسان بعد إصابته بها.

كيف تنتشر الإنفلونزا:

الإنفلونزا في الأساس مرض تنفسي يتم عن طريق استنشاق الفيروس. ويتصل بخلايا الممرات الهوائية العليا، وينفذ الفيروس إلى الخلايا التي تبطن هذه الممرات الهوائية، ويتكاثر داخلها. وبمرور الوقت، تُطلق فيروسات إنفلونزا جديدة من الخلايا المصابة بالعدوى وتُعدي خلايا أخرى على طول الجهاز التنفسي. وقد تنتشر الإنفلونزا في أعماق الرئتين. كما أن من الممكن أن يُحمل الفيروس بعيدًا في هواء الزفير، ويُسبب العدوى لأناس آخرين.

ويُنمي الناس مناعة أو مقاومة ضد الإنفلونزا عندما يُنتج الجسم مواد تُسَمَّى الأجسام المضادة، والتي تستطيع هي ذاتها مهاجمة فيروس الإنفلونزا، وتحول دونه وإصابة الخلايا بالعدوى. وعلى كل حال فإن الفيروس قد يغير تركيبه الكيميائي بصورة تجعل الأجسام المضادة غير فعالة في مقاومته. وفي هذه الحالة يجب على خلايا الجسم إنتاج أنواع جديدة من الأجسام المضادة كما يستطيع الجسم إنتاج خلايا تُسمى اللمفاوية التائية الخلوية الذيفانية، وهي خلايا ليمفاوية تتعرف على الخلايا المصابة بالعدوى بفيروس الإنفلونزا وتقتلها.

الوقاية والعلاج:

تحاول السلطات الصحية في كثير من البلاد الوقاية من انتشار الإنفلونزا عن طريق التطعيم (التلقيح). وتحتوي معظم لقاحات الإنفلونزا على فيروسات إنفلونزا مقتولة. وتوفر هذه اللقاحات بعض الوقاية ولكنها ليست فاعلة بالصورة التي يريدها العلماء، وخلال السبعينيات من القرن العشرين تم تطوير لقاحات صُنعت من الفيروسات الحية، وأصبحت متوافرة في بعض أنحاء العالم. ويعتقد العلماء أن مثل هذه اللقاحات قد تُوفر وقاية أفضل من تلك التي توفرها اللقاحات المصنوعة من الفيروسات المقتولة. واستخدمت كذلك تقنية هندسة الجينات لإنتاج لقاحات أفضل. وبالإضافة إلى اللقاحات، فإن العقاقير المضادة للفيروسات قد تُستخدم للمعالجة أو الوقاية من أنواعٍ معينة من الإنفلونزا.

ويستعيد معظم الناس عافيتهم من الإنفلونزا بالراحة في الفراش، وتناول حبوب الأسبرين. وعلى كل حال، فقد يشمل العلاج مقاومة العدوى الثانوية التي تسبب معظم الوفيات التي تنجم عن مرض الإنفلونزا، ويتحكم الأطباء في هذه العدوى بالمضادات الحيوية وغيرها من العقاقير.

وباء الإنفلونزا:

تميل الإنفلونزا إلى الظهور فى شكل وبائي. ويحدث كل نوبة وباء بفيروس مختلف قليلاً عن الفيروسات السابقة المسببة للإنفلونزا. وفي الغالب يُسمي العلماء أنواع الفيروسات المختلفة بأسماء الأماكن التي تكتشف فيها لأول مرة. وعلى سبيل المثال، فإن الإنفلونزا الآسيوية اكتشفت لأول مرة في آسيا وانتشرت فيما بعد في كل أنحاء العالم.

ولا يُسبب الطقس البارد الإنفلونزا بصورة مباشرة، كما يعتقد كثير من الناس. ولكن تحدث نوبات الإنفلونزا كثيرًا في الشتاء في المناطق المعتدلة الطقس. ويُعتقد أن لهذه النوبات صلة بازدحام الناس داخل المنازل أثناء الطقس البارد. ويجد الفيروس فرصة أفضل للانتشار في مثل ظروف التكدس هذه مما يكون عليه الحال في الظروف العادية.

وحدثت أسوأ الأوبئة العالمية للإنفلونزا في عامي 1918 و1919م. ففي ذلك الوقت مات نحو 20 مليون شخص متأثرين بالوباء. وفي عامي 1957 و1958م. سببت الإنفلونزا الآسيوية وباءً انتشر على نطاق العالم، تمامًا كما فعلت إنفلونزا هونج كونج في عامي 1968 و 1969م. ولكن نتجت حوادث وفيات أقل كثيرًا من الحالتين السابقتين. وعُزي ذلك إلى حد كبير إلى التحكم بالعدوى الثانوية بوساطة المضادات الحيوية.

وتوجد ثلاثة أنواع من فيروس الإنفلونزا هي: النوع ( أ ) والنوْع (ب) والنوع (ج). ويصيب النوعان (ب) و (ج) البشر بالعدوى. أما النوع (أ) فقد يُعدي الناس وبعض الحيوانات، مثل الخنازير. ومن ثم فإن الحيوانات قد تحمل وتنقل العدوى. ويمكن أن يُسبب النوعان أ ـ و ب الوباء. وحدثت نوبات من وباء الإنفلونزا سببها النوعان ( أ ) و(ب) من فيروس الإنفلونزا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية