النسيلة ( Clone )
النسيلة مجموعة من الكائنات الحية المتطابقة من الناحية الوراثية. ومعظمها ينتج بالتكاثر اللاجنسي، وهي عملية يخرج فيها الكائن الحي للوجود من أحد الأبوين. ★ تَصَفح: التكاثر. وفيما عدا الطفرات التلقائية النادرة الحدوث، فإن الكائنات الحية التي تنتج عن التكاثر اللاجنسي لها نفس التكوين الوراثي لأبويها. وهكذا فإن الكائنات الناتجة عن أحد الأبوين تكوِّن نسيلة.
والكائنات الحية ذات الخلية الواحدة مثل البكتيريا والأوليات والخميرة تتكاثر عادة لاجنسيا. وتفيد النسائل الناتجة عن هذه الكائنات الحية في إجراء الأبحاث. فكثير من العقاقير وغيرها من المركبات يمكن اختبارها على نسائل البكتيريا. وجميع بكتيريا الاختبارات لها نفس التركيب الوراثي، لذلك فإن أي اختلاف في الفاعلية بين مركب وآخر يعود للمركب نفسه لا للبكتيريا.
وتتكاثر الفطريات والطحالب ومثيلاتها من النباتات البسيطة مثل نباتات رجل الذئب جنسيًا ولاجنسيًا في آن واحد، ويمكن أن تكون لها نسائل. وتتكاثر النباتات العليا عادة جنسيًا وتكون بذورًا، إلا أن كثيرًا من النباتات العليا، إن لم تكن جميعها، تتكاثر لاجنسيا فيما يعرف بعملية التكاثر الخضري، ومن ثم يمكنها تكوين نسائل. ★ تَصَفح: النبات. ويستفاد من النسائل النباتية في قياس تأثير العوامل البيئية المختلفة، أو المركبات الكيميائية في النباتات المتطابقة وراثيا. كما يستفيد القائمون بعمليات الاستيلاد من النسائل النباتية في جمع نباتات لها سمات خاصة مرغوب فيها. وكذلك يستفيد منها المزارعون والبستانيون في زراعة التفاح والبطاطس والورود.
ولبعض الحيوانات مثل الهيدرا والديدان المفلطحة وغيرها، القدرة على تكوين نسائل بالتكاثر اللاجنسي من خلال عملية التجدد. ★ تَصَفح: التجدد. لكن معظم الحيوانات العليا لاتستطيع ذلك بشكل طبيعي، إلا في حالة التوائم المتطابقة، أو غيرها من حالات المواليد المتعددة المتطابقة وراثيًا.
وفي فبراير 1997م أعلن فريق من الباحثين في معهد روزلين بأدنبرة في أسكتلندا، بقيادة إيان ويلموت، عن نجاحهم في توليد نعجة سموها دولي، ليس بطريقة التكاثر الجنسي المعروف، ولكن بطريقة تكوين النسائل فيما عرف بعملية الاستنساخ، حيث أخذ العلماء خلية من ضرع النعجة دولي وعالجوها بسحب المادة الوراثية منها، وحقنوا المادة الوراثية المسحوبة في بويضة نعجة أخرى أخذت منها المادة الوراثية، ووضعوا البويضة، بعد دمج المادة الوراثية فيها بالنبضات الكهربائية، في رحم نعجة ثالثة، والتي وضعت بعد فترة حمل عادية، نعجة مطابقة تمامًا لدولي، مما يعني أن هذه النعجة قد ولدت من ثلاث أمهات، ولكن دون أب. وفي فبراير 1998م، أي بعد عام من استنساخ دولي، أعلنت نفس الشركة التي تبنت هذه العملية، وهي شركة بي. بي. إل. ثيرابيوتكس، استنساخ عجل من سلالة هولستين سموه جيفرسون. وقد تمت عملية الاستنساخ هذه المرة من خلية جنينية بدلاً من نقل المادة الوراثية من خلية بالغة.
لقد كان نجاح هاتين التجربتين نقطة تحول كبرى في تاريخ البحوث البيولوجية، لأنهما هدمتا الاعتقاد بأن الثدييات لا تتكاثر إلا بالتلاقح الجنسي بين الذكر والأنثى. وظلت قضية الاستنساخ، واحتمال تطبيقه على الإنسان، مثار جدل بين الباحثين وغيرهم، حيث انقسم الناس بين رافض لإجراء مثل هذه التجارب، ومؤيد منبهر بها، ومن وقف موقف التوسط والاعتدال، داعيًا إلى تسخير مثل هذه الاكتشافات لصالح البشرية، ومطالبًا بضبط استخداماتها، لكي لا تؤدي إلى تقويض المؤسسات الاجتماعية والأسس الأخلاقية.
وفي مطلع عام 2000م، أعلن عن فك شفرة الخارطة الجينية ؛ وهو إنجاز علمي جعله كثير من العلماء بنفس أهمية الإنجاز العلمي الذي حققه الإنسان عندما حط بقدمه على سطح القمر عام 1969م. وينتظر أن يفتح فك هذه الشفرة المجال واسعاً أمام تطورات كبيرة في الهندسة الوراثية وتشخيص ومعالجة كثير من الأمراض، ولكن ربما العبث بالأسس والمبادئ الأخلاقية أيضاً.
★ تَصَفح أيضًا: الهندسة الوراثية.