الرئيسيةبحث

مصارعة الثيران ( Bullfighting )



دخول المصارعين إلى الحلبة ومعهم مساعدوهم قبل المصارعة. يرتدي المصارعون الحُلة التقليدية مزينة بخيوط الذهب والترتر.
مصارعة الثيران رياضة تتم بين ثور ورجل، ويُطلق على الرَّجل اسم ماتادور (مصارع الثيران). ومصارعة الثيران محبوبة في كثير من الأقطار المتحدثة باللغة الأسبانية إضافة إلى البرتغال وجنوبي فرنسا. ويعد مصارعو الثيران في بعض الأقطار كأسبانيا والمكسيك أبطالاً قوميين.

تجري مصارعة الثيران في ميدان مخصص ويسمى حلبة مصارعة الثيران. وفي أثناء المصارعة يقوم المصارع بمواجهة الثور بمفرده، ويحاول محاورة الثور المهاجم بتحريك رداء أو قطعة من القماش. وفي نهاية المصارعة، يقتل المصارع الثور في كثير من الأقطار. أما في البرتغال، وفي بعض حلبات مصارعة الثيران في فرنسا، يُعد قتل الثور عملاً غير قانوني. وتربى ثيران المصارعة خصيصاً للمصارعة، فهي حيوانات قوية وعنيفة وقد تزن 450 كجم أو أكثر من ذلك. وقد يجرح الثور من يصارعه جرحًا خطيرًا، وربما يقتله بقرونه. ورغم شعبية مصارعة الثيران وشهرتها، فإن بعض الناس يعارضونها، لما فيها من معاملة قاسية وإيذاء للحيوان.

وتُعد هذه الرياضة محرَّمة في الإسلام نظرًا لما فيها من تعذيب وإيذاء للثيران، حيث نهى الإسلام عن ممارسة أي شكل من أشكال تعذيب الحيوان أو إيذائه. وورد كثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح هذا المعنى وتؤكد على هذا النهي.

بدأت المصارعة الحديثة للثيران في القرن الثامن عشر الميلادي عندما تم بناء أول حلبة مصارعة ثيران ثابتة في أسبانيا. وطُوِّرت السلالات الأساسية لثيران المصارعة في أسبانيا خلال القرن نفسه، واشتهر عدد من مصارعي الثيران خلال القرن العشرين، من أشهرهم: جوان بلمنت، وإل كوردوبيس، ولويس دومنغوين ومانوليتي. وكل هؤلاء من أسبانيا، كما اشتهر معهم كارلوس أروزا من المكسيك.

مصارع الثيران على الجواد يحمل رمحًا يسمى فيرا يدفعه في رقبة الثور ليضعف عضلات رقبته القوية.

حلبة مصارعة الثيران:

مبنية في شكل وعاء مُقعَّر مُدوَّر، تقام المصارعة في وسطها، ويجلس المشاهدون في شكل دائري على جوانبها. ويبلغ قطر حلبة المصارعة نحو 50م في الغالب. ويتكون سطحها من رمل مضغوط ضغطاً شديداً. ويدخل الثور من مدخل اسمه التوريل. وهناك حاجز خشبي يبلغ ارتفاعه 1,7م، ويسمى الباريرا يفصل الحلبة عن منطقة المشاهدين. ومن التجهيزات الأخرى بحلبة مصارعة الثيران حظائر للثيران وعيادة صغيرة لمعالجة الجرحى من المصارعين.

تمتلك أسبانيا وحدها أكثر من 400 حلبة مصارعة، وتتسع لحوالي 1,500 متفرِّج، وربَّما لأكثر من 20,000 متفرج. وأكبر حلبة مصارعة في العالم هي حلبة مكسيكو سيتي التي تسمى بلازا دو توروس منيو منتال. وسعتها نحو 55,000 شخص.

أنواع حلبات مصارعة الثيران:

تسمى مصارعة الثيران كوريدا باللغة الأسبانية. ولعل أكثر نوعين من أنواع مصارعة الثيران شهرة هما كوريدا دو توروس، والنوفيلادا. والأولى هي أرقى أشكال مصارعة الثيران، ولايشترك فيها إلا المصارعون الذين يطلق عليهم لقب ماتادورز دو توروس ويحصل الواحد من هؤلاء المصارعين على لقبه في احتفال يعرف باسم الألتيرناتيفا. ولاتقام هذه إلا للمصارعين الذين لديهم خبرة ومهارة وشعبية كبيرة. ويكون من حق المصارع الذي يبلغ هذه الدرجة، أن يرتدي بدلة الأنوار تراجي دو لوسيز، وتمثل الزي التقليدي لمصارعة الثيران، وهي بدلة فاقعة الألوان.

أما النوفيلادا فهي نوع من مصارعة الثيران الخاصة بالمصارعين الأقل خبرة، ويسمون نوفيلورز. ويصارع في كل من الكوريدا دو توروس والنوفيلادا ثلاثة مصارعين يصارع كل واحد منهم ثورين اثنين، الواحد تلو الآخر. ويتناول باقي هذه المقالة مصارعة نموذجية من نوع كوريدا دو توروس.

أحد مساعدي المصارع، في العادة يتناوب اثنان من المساعدين على رشق رقبة الثور بثلاثة أزواج من العصي الخشبية ذات الأنصال الحديدية الحادة. وتسمى الواحدة باندريلا وهي مزينة بالأوراق الملونة.

نظام مصارعة الثيران:

قبل موعد بداية المصارعة المحدد بدقيقة أو دقيقتين يدخل الرئيس ومستشاروه إلى مكانهم الخاص. ويكون الرئيس في العادة موظف حكومة محليًا، فهو يُحكِّم المصارعة، ويعطي الإذن للمصارع، ليتقدم من مرحلة إلى أخرى.

تبدأ المصارعة عندما يُنْفَخ البوق، وبعد ذلك مباشرة، يتحرك رجال على ظهور الخيل يدعون الغواسلرز عبر حلبة المصارعة إلى منصة حاكم المباراة، ويقلبون قبعاتهم ذات الألوان الأرجوانية المزرقَّة، ليأخذوا مفتاح حظائر الثيران. ويأتي بعد هؤلاء موكب المصارعين ومساعديهم فيدخلون الحلبة.

وبعد أن يأتي موكب المصارعين، تبدأ المصارعة فينفخ البوق، وتُفتح حظيرة الثيران، ليخرج منها الثور ويدخل إلى الحلبة. ويبدأ ثلاثة من مساعدي المصارعين ـ يدعون باندريلليروز ـ في إثارة الثور ليهاجم، وذلك بتحريك قطعة من القماش ذات لون أحمر من جانب وأصفر من جانب آخر. وعلى النقيض من الاعتقاد السائد، فإن الثيران لايثيرها اللون الأحمر، فهي في الحقيقة مصابة بعمى الألوان، فالذي يثيرها حقيقة هو حركة قطعة القماش وليس لونها. يتأمل المصارع الثور، فيلاحظ قدرته البصرية، وطريقة هجومه، وهل يهاجم في خط مستقيم، أو يفضل الهجوم بقرن واحد. ويدخل المصارع الحلبة بعد ذلك فيحرك القطعة خمس مرات أو ست، بحيث ينقاد الثور قريبًا من جسمه.

أثناء المناورة يواجه مصارع الثيران الثور بثوب أحمر، وقد أخفى عصا في الطرف الأعلى منه ليتمكن من مناورة الثور.
وبعد هذه الحركات، ينفخ البوق ويدخل اثنان ممن يسمون البيكادورز (مطاعن الثيران) على ظهور الخيل، ويحمل كل واحد منهما رُمحًا، يطلق عليه اسم فارا. أما الخيل فإن عيونها مغطاة وعلى جسمها غطاء سميك. ويطعن البيكادور الثور في عنقه ليضعف عضلاته، ويُطلق على هذه العملية أيضًا اسم فاراش. وبعد كل طعنة من هذه الطعنات، يقوم مصارع الثيران بعدة حركات بقطعة القماش، وتسمى هذه الحركات كوايت.

بعد ثلاث أو أربع طعنات ينفخ البوق مرة أخرى، ويغادر المصارع الحلبة، ويدخل مساعدوه، ويتناوب اثنان منهم في وضع ثلاثة أزواج من العصي الخشبية خلف عنق الثور، طول الواحد منها 70 سم وتسمى باندريلا، وهي مزينة بالأوراق الملونة ولها نصل حديدي حاد.

وينفخ في البوق لإعلان الجزء الأخير من الاحتفال الذي يطلق عليه اسم فينا. يدخل المصارع الحلبة، وهو يحمل سيفاً وقطعة قماش حمراء ملفوفة حول عصا، تسمى ميوليتا، ويقوم بعدة جولات بهذه العصا. ويعتمد تقويم أداء المصارع على رشاقته وعلى مقدار الخطر الذي يُعرِّض له نفسه. وأخيرا يقتل المصارع الثور بسيفه مدخلا إياه بين كتفي الثور. والفترة مابين دخول الثور وقتله تستغرق نحو 20 دقيقة.

وفي حالة أداء المصارع لدوره بطريقة جيدة، فإن الجمهور يصفق له، ويُشجعه. وقد يقدم رئيس المصارعة أحد أُذني الثور جائزة للمصارع. أما إذا كان الأداء فريدًا من نوعه، فإن المصارع يفوز بأذني الثور معًا، وقد يجمع بين الأذنين والذيل.

★ تَصَفح أيضًا: المكسيك ؛ البرتغال.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية