الرئيسيةبحث

بالي ( Bali )



جزيرة بالي تمتاز بمناطق عديدة أنشأ فيها المزارعون مساحات مدرجة لزراعة الأرز فوق المنحدرات الجبلية.
بالي أشهر الجزر الإندونيسية وأكثرها جاذبية بما تتمتع به من مزارع مدرجة للأرز وجبال خضراء تكتنفها الأشجار وبحيرات وشواطئ جميلة. وخلافًا لمناطق إندونيسيا الأخرى التي تعتنق الإسلام، فإن سكان بالي يمارسون دينًا يسمى الهندوسية البالية. وهناك آلاف من المعابد في الجزيرة، وفي القرى، والحقول وشواطئ البحار والبحيرات، وكهوف الجبال، إضافة إلى العديد من تماثيل الآلهة الأسطورية والشياطين التي أضفت على بالي لقب جزيرة الآلهة. كذلك يُعد الرقص البالي مشهورًا على مستوى العالم.

يشمل إقليم بالي جزيرة بالي نفسها، وجزرًا أصغر منها مثل: نوسا بنيدا، ونوسا ليمبونغان، ونوساسيننغان. وينقسم الإقليم إلى ثمانية مراكز، وعاصمته دنباسار الواقعة على الرأس الجنوبي للجزيرة الرئيسية.

تقع جزيرة بالي غربي جاوة عبر مضيق ضيق يبلغ عرضه نحو 2,5كم، على درجة عرض 8° جنوبي خط الاستواء تقريبًا.


حقائق موجزة

السكان 2,633,500 نسمة.
المساحة: 5,632 كلم²
الارتفاع: أعلى منطقة غوننغ أغونغ 3,124م.
المنتجات الرئيسية الزراعية: المنيهوت، وجوز الهند، والبن، والذرة الشامية، والأرز، والبهارات، والتبغ.
الصناعة : المنحوتات والمنسوجات.

ويسود في بالي مناخ حار مداري مثل جاوة لكنه أبرد قليلاً. أما الأمطار فإنها تهطل من ديسمبر إلي إبريل بسبب الرياح الموسمية الشمالية الغربية، كما تبلغ أقصي درجة سنوية للحرارة 30° مئوية.

تضم معظم مناطق بالي مجموعات من البراكين المرتفعة التي تمثل امتدادًا لسلسلة من الجبال البركانية لسومطرة وجاوة. وجبالها الرئيسية هي: غوننغ أغونغ، وغوننغ باتوكاو، وغوننغ باتور. من بين تلك الجبال، يُعد غوننغ أغونغ الجبل المقدس للجزيرة بأكملها، ويعده الباليون مركز العالم. ويقوم علي منحدرات ذلك الجبل المعبد الرئيسي بورا بساكيه بأضرحته المظلمة المدرجة. ومايزال بركان غوننغ أغونغ بركانًا نشطًا، إذ حدث آخر ثوران خطير له في مارس 1963م، كما تفجر غوننغ باتور عامي 1917م و1926م، ثم في عام 1972م. يقع أكثر من 70% من المساحة البرية لبالي على ارتفاع 400م أو أكثر فوق سطح البحر. ويزعم الناس أن الجبال ببحيراتها وأنهارها، هي موطن الآلهة الأسطورية ومصدر خصوبة الأرض. وتشمل البحيرات الرئيسية: باتور، وبويان، وبراتان. وتهبط المنحدرات الطويلة المخضرة للبراكين بصورة مستقيمة دون أن تشكل أراضي منخفضة، كما تتخلل تلك المنحدرات أخاديد عميقة نتيجة لوجود أودية صغيرة تجرفها أنهار تكتظ بالجنادل والشلالات. ولا توجد هنا أنهار كبيرة، إلا أن السكان يستخدمون مياه الجداول العديدة في الري.

الاقتصاد:

تمتاز التربة بالجودة والخصوبة بسبب الرماد البركاني. ويُعد الأرز أهم المحاصيل الزراعية، وتشمل المحاصيل الأخرى: المنيهوت والفواكه والذرة الشامية، والفول السوداني، والبطاطا الحلوة والخضراوات، كما تزرع أيضًا محاصيل كالقرنفل، وجوز الهند، والبن، والتبغ. ويربي المزارعون الأبقار والماعز والخيل والدواجن والضأن وجواميس الماء. وخلافًا لمعظم مناطق إندونيسيا، تربى الخنازير في هذه الجزيرة. ويصنع الصناع المهرة تشكيلة متنوعة من المنحوتات والرسومات، إضافة إلى أن الباليين ينتجون الطوب والخزف وبلاط التسقيف.

الحيوانات والنباتات:

يعتقد العلماء أن بالي تمثل النقطة الأمامية والأخيرة للحيوانات والنباتات التي تتميز بها قارة آسيا، إذ إن المنطقة الواقعة إلى الشرق بعد عبور مضيق لومبوك العميق الضيق، تمثل موطنًا نموذجيًا للحيوانات والنباتات الأسترآسيوية. ويشكل خط والاس، والذي يمتد على طول مضيق لومبوك، الحدود بين المنطقتين. ★ تَصَفح: والاس، ألفرد رسل.

المعابد الهندوسية في بالي تشمل المعبد الرئيسي بورابساكيه على منحدرات جبل أغونغ.

الثقافة والعادات والتقاليد:

تشتهر بالي بتقاليدها الفنية الغنية، كما تجتذب عددًا كبيرًا من السياح بشواطئها المحفوفة بأشجار النخيل ومناظرها الطبيعية الخلابة التي تزيدها الأنشطة الزراعية جمالاً. ذلك أن المزارعين يحولون منحدرات الجبال إلى مدرجات زراعية. ويروون جميع جوانب الجبال عند زراعة محصولهم الرئيسي الأرز.

هناك مجموعة كبيرة من المعابد الهندوسية والأضرحة الدينية الوثنية الأخرى على طول الجزيرة وعرضها، كما أن جزيرة بالي تعتنق دينًا فريدًا من نوعه، وهو عبارة عن ضرب من هندوسية متطورة ومتصلة بالمعتقدات الباليَّة المحلية. وتدين الغالبية العظمى من سكان إندونيسيا بالإسلام، إلاّ أن عدد المسلمين في بالي لا يتعدى 5% بينما يعتنق 93% منهم الديانة الهندوسية البالية.

يمثل الدين مركزًا مهماً في حياة الباليين، حيث يتخذ إلههم الأعلى وفق زعمهم عدة أشكال، كما أن هناك آلهة وإلاهات للجبال والأنهار والبحيرات والبحار والغابات والحقول وجميع المكونات الطبيعية في العالم. وتتضمن عبادة هذه الآلهة جميع أنواع الطقوس مثل: الرقص، والتمثيل، والنحت الخشبي والحجري، والغزل، والرسم، والأدب.

للباليين مهرجانات عديدة تشارك فيها مواكب زاهية الألوان، ومن أشهرها الأعياد السنوية للمعابد وإحراق جثث الموتى، (الاحتفال بحرق جثث الموتى حتى تصبح رمادًا). ويؤمن الباليون بتناسخ الأرواح (توالدها من جديد)، وبذلك يُعدّ أقدس الواجبات، حيث يُعِد أقارب الميت مراسم مطولة تستمر عدة أيام. بالإضافة إلى أن الاحتفال بحرق الجثث يعد فرصة للابتهاج أيضًا.

من أهم المراسم المرتبطة بالمراهقة برد الأسنان، ويتم عادة عند وصول الفتاة أو الفتى سن البلوغ. فبعد ثلاثة أيام من العزلة يذهب الشاب أو الشابة إلي مقصورة خاصة حيث يبرد القسيس ستًا من الأسنان الأمامية العليا، وتدفن البرادة خلف ضريح الأسرة.

يصنع القرويون منحوتات من الخشب، والقرون، والعظام، وسن الفيل، ودمى خاصة بخيال الظل. وتمثل رسوماتهم خليطًا من الأشكال التقليدية والحديثة ويستخدمون أحيانًا موضوعات هندوسية، كما يظهرون ملكاتهم الفنية من خلال المسرحيات الراقصة والأدب من نصوص مكتوبة على نحو تقليدي في صحائف رفيعة من أوراق النخيل.

ُتعدّ الموسيقى والرقص جزءًا مكملاً لأسلوب الحياة البالية، إذ تملك كل قرية فرقة غاميلان موسيقية ومجموعة من الراقصين خاصة بها.

يبدأ الراقصون التدريب من عمر 6 إلى 8 سنوات ويتقاعدون في عمر 15 أو 16 سنة. وتستمد موضوعات الرقص المفضلة من الرامايانا، وهو شعر ملحمي هندوسي.

ربما كان أفضل أنواع الرقص في نظر السُّياح هو رقصة الليغونغ، التي تُعد أكثر الرقصات قِدمًا من بين أشكال الرقص التقليدي في بالي، وتمارس بواسطة فتاتين أو ثلاث بمصاحبة فرقة غاميلان.

كذلك تلاقي رقصة البارونغ استحسانًا بالغًا من الجمهور. وتتمثل الرقصة في تقمص رجلين هيئة حيوان أسطوري يسمى بارونغ، حيث يمثل أحدهما الرأس، والآخر طرف الذيل. ويبدأ البارونغ معركة مع الساحر الشرير رانغدا في رقصة تصاحبها الفرقة الموسيقية.

أما رقصة كيكاك فإنها تمارس دون الفرقة الموسيقية، إذ يستعاض عنها بجوقة كبيرة من الرجال، ويجسد الممثلون أحداثًا عن الرامايانا.

من بين الرقصات المحببة أيضًا رقصة ويانغ ونغ (مسرحية مقنعة) ورقصة ويانغ كليت (خيال الظل)، وقد حُظِرَ صراع الديوك حاليًا ولا يسمح به إلا من خلال المراسم الدينية.

أشياء للمشاهدة والممارسة:

يربط إقليم بالي ما يربو على 5,000كم من الطرق البرية الرئيسية يوجد فيه عدد من الموانئ البحرية، إضافة إلى المطار الدولي في نغورا راي الذي تربطه خطوط طيران مباشرة بمناطق عديدة في العالم. يمكن للزوار أيضًا الوصول إلى بالي بالسكة الحديدية والنقل البري من جاكرتا، بعد عبور المضيق من جاوة بالعبّارات.

من المواقع السياحية المفضلة: شواطئ كوتا، وسانور، ونوسا روا، إلى جانب كنتماني، وبحيرة باتور، وتمباكسرنغ، وبورا بساكية، وتاناه لوت. وتجتذب بالي سيّاحًا من مختلف أنحاء العالم، وعلى وجه الخصوص من الولايات المتحدة، وهولندا، وأستراليا، كما تجتذب الجزيرة المجاورة لومبوك ـ التي لم تكن معروفة للكثيرين إلاّ مؤخرًا ـ أعدادًا كبيرة من الزوار.

نبذة تاريخية:

كان سكان الجزيرة الأصليون يسمون بالي أغا، وما تزال سلالتهم تعيش في المناطق الجبلية البعيدة. ولم يكن من عاداتهم دفن الموتى، بل اعتادوا ترك الجثث الآدمية خارج القرية لتأكلها الحيوانات المتوحشة. ومنذ حوالي القرن الأول الميلادي وقعت بالي تحت النفوذ الهندوسي الذي توغل إلى وسط وشرق جاوة، فكانت الجزيرة تتعرض كثيرًا إلى سيطرة الملوك الجاويين منذ الأيام الأولى لجاوة الهندوسية. وخلال القرن الخامس عشر الميلادي، طرد المسلمون الحكام الهندوس من ماجاباهيت، فهاجر ابن آخر حاكم جاوي، مع عدد من أتباعه، إلى بالي، وأعلن نفسه حاكمًا على الجزيرة. ويسمي سلالة هؤلاء المهاجرين أنفسهم ونغ ماجاباهيت (قوم ماجاباهيت).

بهذه الطريقة انتقلت خلاصة الموروث الهندوسي الجاوي من ثقافة، ومعتقد، وفن، وفلسفة إلى بالي، حيث ما تزال مزدهرة حتى اليوم.

زار التجار الهولنديون بالي عام 1597م لأول مرة، وأعجب بعضهم بالجزيرة إلى درجة جعلتهم يستقرون فيها بصفة دائمة. ومالبث الهولنديون أن أبرموا بعد حين اتفاقيات مع حكام بالي، وكان من أثمن السلع حينئذ العبيد الباليون، حيث كان الطلب عليهم شديدًا. وفي عام 1839م أجبر الهولنديون حكام بالي على الاعتراف بالسيادة الهولندية على الجزيرة، غير أن ذلك كلفهم العديد من الحملات العسكرية، قبل أن يقبل الباليون بمطالبهم آخر الأمر، بل إن الباليين لم يخضعوا تماما، إلاّ في مطلع القرن العشرين.

★ تَصَفح أيضاً: إندونيسيا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية