الرئيسيةبحث

أسوان ( Aswan )


أسوان مدينة مصرية تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل.
أُسْوان مدينة مصرية تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل جنوبي مصر، حيث تبعد عن القاهرة بمسافة 690كم، وهي بذلك تُعدُّ أكثر المدن المصرية الكبيرة امتدادًا صوب الجنوب، إذ لا تتجاوز المسافة بينها وبين موقع السد العالي 13كم، وبينها وبين خط الحدود السياسية بين مصر والسودان حوالي 250كم. لذلك يربطها بباقي جهات مصر شبكة جيدة من خطوط السكك الحديدية ـ توجد محطة السكك الحديدية جنوبي المدينة بمسافة ثمانية كم ـ والطرق المرصوفة والخطوط النهرية، بالإضافة إلى النقل الجوي حيث يوجد في أسوان مطار رئيسي.

اسم المدينة أسوان مشتق من كلمة قديمة هي سوانو تعني التجارة، حيث كانت المدينة تشكل مركزًا تجاريًا مهمًا منذ القِدم، على الطريق الذي يربط بين مصر وكل من السودان وإثيوبيا، مما يعني أن المدينة اكتسبت شهرة تجارية منذ آلاف السنين بحكم كونها بوابة جنوبية لمصر (منذ أيام الفراعنة). وبحكم موقعها الجغرافي في جنوبي مصر. شُيِّد فيها مقياس النيل لقياس منسوب ارتفاع مياه النيل عند موقعها، الذي يحدّد حالة الفيضان ـ فيضان مياه النيل ـ وبالتالي يحدد مستوى كفاية المياه الواردة إلى البلاد من أجل الزراعة وأغراض الشرب والملاحة.

وتقع على الضفة الغربية لمجرى النيل عند أسوان بعض التلال الجرانيتية التي وجد فيها عدد من مدافن النبلاء من عهد الفراعنة، التي ترجع إلى عصري الدولتين القديمة والوسطى. ويوجد في مجرى النيل بنطاق المدينة عدة جزر أهمها جزيرة إلفنتين. وتنتشر في بيئة أسوان الصخور الجرانيتية التي استغلها الفراعنة في بناء التماثيل والآثار المنتشرة على طول امتداد نهر النيل في مصر. كما توجد في إقليم المدينة أعداد كبيرة من المعابد والآثار التي ترجع إلى عهود مصر الفرعونية والإغريقية والرومانية، بالإضافة إلى ضريح أغا خان الثالث الزعيم الروحي للطائفة الإسماعيلية الذي أوصى بدفن جثته في أسوان وهو ماتحقق عام 1958م حين تم دفنه في ضريح متميِّز البناء يقع على ضفة نهر النيل في أسوان.

سد أسوان تم بناؤه لحجز مياه النيل جنوبي مصر.كما يتم توليد طاقة كهربائية للاحتياجات السكانية والصناعية.
تم بناء سد أسوان إلى الجنوب من المدينة بمسافة ثمانية كيلومترات عام 1902م، من أجل تخزين مياه النيل وقت فيضانه واستغلالها في أغراض الزراعة والملاحة خلال شهور السنة وقبيل بدء موسم الفيضان التالي، ومن أجل زيادة طاقته التخزينية تمت تعليته مرتين ؛ الأولى عام 1912م والثانية عام 1934م حتى بلغ منسوب الخزن 124,6قدم (حوالي 38م) فوق منسوب قاع النهر، وبذلك بلغت طاقته التخزينية حوالي 5,3 بليون مترمكعب، وتم تشغيل محطة توليد الكهرباء الملحقة بخزان أسوان عام 1960م.

شُـيّد على مجرى النيل سد أسوان العالي إلى الجنوب من سد أسوان القديم بمسافة 8كم عام 1968م، وتكلَّف آنذاك أكثر من مليار دولار أمريكي، ويصل ارتفاع السد العالي حوالي 364 قدمًا (111م) وطوله 12,565قدمًا (3,830م) وتبلغ طاقته التخزينية نحو 164 بليون متر مكعب. وأوجدت المياه المختزنة أمام السد العالي جنوبي أسوان بحيرة ضخمة من المياه العذبة تُعرف باسم بحيرة ناصر، وهي تمتد بين الشمال والجنوب لمسافة 480كم، وتبلغ سعتها التخزينية نحو 155 بليون متر مكعبٍ، ويمتد داخل أراضي مصر ـ في حدود محافظة أسوان ـ من طول بحيرة ناصر نحو 320كم، أما باقي المسافة (160كم) فتمتد داخل حدود السودان ويسمى هذا الجزء بحيرة النوبة.

أدَّى بناء سد أسوان العالي إلى غمر مساحات واسعة من الأراضي بفعل المياه المختزنة، مما حتم نقل معبد أبو سُنبل الشهير إلى موقع عالٍ، كما تم نقل حوالي 150 ألف فرد مصري من منطقة السد إلى منطقة كوم أمبو الجديدة الواقعة إلى الشمال من أسوان بمسافة 48كم، بالإضافة إلى نقل سكان الإقليم الذي غمرته مياه السد العالي داخل السودان وإعادة توطينهم في مشروع خشم القِربة قرب خط الحدود السياسية بين السودان وإثيوبيا.

من فوائد بناء سد أسوان العالي السيطرة الكاملة على فيضانات نهر النيل، وتخزين المياه لمدد زمنية طويلة واستخدامها في أغراض الزراعة والملاحة والشرب في كل من مصر والسودان على وجه الخصوص، حيث تستفيد منه بصورة خاصة المنشآت الصناعية القائمة على تصنيع الألومنيوم والأسمدة والكيميائيات، إلى جانب الصناعات المعدنية المختلفة.

ويبلغ عدد سكان مدينة أسوان حاليًا 220 ألف نسمة، ساعد على ذلك رواج الأنشطة الاقتصادية في المدينة وخصوصًا تلك المتعلقة بالسياحة، حيث تشكِّل أسوان حاليًا منتجعًا شتويًا ناجحًا، تفد إليه سنويًا أعداد كبيرة من السياح ومن المصريين على حدّ سواء.

★ تَصَفح أيضًا: مصر ؛ سد أسوان العالي ؛ناصر، بحيرة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية