كومنولث الأمم ( Commonwealth of Nations )
☰ جدول المحتويات
أعضاء كومنولث الأمم |
ويشكل أعضاء كومنولث الأمم نحو ربع سكان العالم ويشغلون أيضًا ربع مساحة الكرة الأرضية تقريبًا. ويتفاوت الأعضاء في هذه المنظمة من حيث الحجم والثروة. فبعض هذه الدول كأستراليا وبريطانيا وكندا دُوَلٌ صناعية غنية. وتتمتع شعوب هذه الدول بمستوى معيشي مرتفع. بينما تُعَدُّ الهند وباكستان في قارة آسيا، وكينيا ونيجيريا في قارة إفريقيا، أَمثلة على الدول النامية التي لازالت تُنمي صناعاتها وزراعتها وتحاول تطوير اقتصادياتها. وتُعَدُّ بنغلادش، وهي أَحد أَعضاء هذه المنظمة، دولة فقيرة تنخفض فيها نسبة دخل الفرد إلى أقل مستوى.
وتعد الهند أكبر دول الكومنولث سكانًا حيث يسكنها 1,022,021,000 نسمة. بينما تُعَدُّ كندا أكبرها من حيث المساحة الجغرافية (9,970,610كم²). ويوجد بين كومنولث الأمم أيضًا دول صغيرة جدًا مثل سانت كيتس ونيفيس التي ينخفض عدد السكان فيها إلى نحو 41,000 نسمة. وهناك دولتان من أصغر دول العالم في جزر المحيط الهادئ هما ناورو وتوفالو، لكل منهما وضع خاص من حيث حق العضوية في كومنولث الأمم.
ولازالت بريطانيا تحتفظ بنفوذ في الحكم في عدد من هذه الوحدات السياسية في الكومنولث. كما تمارس أستراليا ونيوزيلندا بعض النفوذ على الحكومات في هذه الدول.
وتتمتع دول الكومنولث بتقليد إيجابي هو التعاون المثمر فيما بينها بحكم تاريخها المشترك. وهناك مجموعة من برامج التنمية تقوم بتنفيذها وكالات كومنولث الأمم بالدول الأعضاء، فعلى سبيل المثال، هناك مجموعة من برامج المساعدات الاقتصادية والمساعدات الفنية تُقدََّم للدول النامية في المجموعة. كما تقوم بعض الوكالات بتنمية التعاون الوثيق بين هذه الدول في قطاعات مختلفة مثل الإعلام والاتصالات الفضائية والتعليم والصحة والأبحاث العلمية. وتشرف أمانة (سكرتارية) كومنولث الأمم على قيادة هذه البرامج وتنسيقها وإدارتها.
ويُعقد بين حين وآخر مؤتمر قمة لرؤساء كومنولث الأمم لتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية. ويتم في هذه اللقاءات تعريف أهداف التنمية الاقتصادية المشتركة والشؤون الخارجية وتحديدها.
ويقوم رؤساء الدول بتنسيق السياسات وتحقيق الأهداف المرسومة. غير أن أعضاء الدول غير ملزمين بتنفيذ السياسات والقرارات التي توصلوا إليها في هذه اللقاءات.
أعضاء كومنولث الأمم | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الأعضاء المستقلون | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
تحت الحماية البريطانية | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أقاليم تابعة لأستراليا | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مناطق مرتبطة بنيوزيلندا | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
الأعضاء المستقلون في كومنولث الأمم:
يمثل هؤلاء الأعضاء مجموع المستعمرات البريطانية والمناطق البريطانية السابقة التي حصلت على استقلالها واحتفظت في الوقت نفسه بعضويتها في كومنولث الأمم. وعلى الرغم من التعاون الوثيق التقليدي بين هذه الدول إلا أَن لكل دولة الحق في رسم السياسات الخارجية وفق مصالحها الخاصة. ويعترف جميع الأَعضاء المستقلون في كومنولث الأمم ببريطانيا رئيسًا لهذه المنظمة. ولكن هذه الرئاسة رمزية فقط، بمعنى أنها لاتحمل أي سلطات أو صلاحيات على الأعضاء. وهناك خمس عشرة دولة من بين هذه الدول بالإضافة إلى بريطانيا دول ملكية تعترف في الوقت نفسه بملكة بريطانيا رئيسة لها. بينما هناك مجموعة صغيرة لها ملوك يحكمونها. وأكثر من نصف أعضاء منظمة كومنولث الأمم جمهوريات.مناطق تحت الحماية البريطانية (البلاد التابعة). هناك بعض المناطق التي لازالت تحت الحماية البريطانية. وتُدار هذه المناطق بوساطة أعضاء في كومنولث الأمم. وبعض هذه المناطق في سبيلها إلى الاستقلال بحكومة ذاتية، بينما هناك مناطق أُخرى صغيرة جدًا أو قليلة السكان ترغب في الاستمرار في وضعها تحت الحماية البريطانية.
ومعظم المناطق التي تحت الحماية البريطانية تم دمجها لتصبح تحت حكومة التاج البريطاني. وهذا يعني أن يتمتع مواطنو هذه المناطق بالجنسية البريطانية. وقد كانت هذه المناطق تُسمَّى في السابق المستعمرات أو مستعمرات التاج البريطاني. ويعتبر الحاكم في كل منطقة من تلك المناطق المسؤول الأَول فيها بعد أن تعتمد الحكومة البريطانية تعيينه. ويتمتع هذا الحاكم بجميع السلطات في هذه المناطق. وتقوم مجالس تشريعية في هذه المناطق حيث يُمنح الحاكم سلطات محدودة جدًا وبعض هذه المناطق أصبحت مستقلة في الحكم تمامًا، ولكن معظمها لايزال يُحكم بوصفه جزءًا من الأراضي البريطانية. ويُطلق مصطلح مناطق تحت الحماية أيضًا على أنواع أُخرى من الوحدات السياسية تشمل أنواعًا تُسَمَّى مناطق تحت حماية التاج البريطاني، والإدارة المشتركة، ومناطق تحت الحكم الذاتي، والأقاليم.
مناطق تحت حماية التاج البريطاني:
وهي تتمتع بالحكم الذاتي بعد دمجها تحت التاج البريطاني. ولا تخضع هذه الوحدات إلى قرارات مجلس العموم البريطاني، إلا إذا صدر بحقها قرار خاص باسم وحدة معينة منها.الإدارة المشتركة وفي هذه الحالة تُدار الوحدة بوساطة دولتين تجمعهما مصالح مشتركة فيها. وتتحمل كل دولة منهما مسؤولية القطاع والأفراد الداخلين في دائرة اختصاصها.
مناطق تحت الحكم الذاتي وهي مناطق تحكم أوضاعها الداخلية بشكل مستقل. وتقوم إحدى دول كومنولث الأمم، في الوقت نفسه، بإدارة شؤون الدفاع والشؤون الخارجية نيابة عنها. ولهذه المناطق حق إعلان استقلالها الكامل في أي وقت.
الأقاليم ؛ وهي مناطق تحت حماية الحكومة الأسْترالية أو حكومة نيوزيلندا. ولكل إقليم حاكم إداري يتم اختياره بوساطة الحكومة الأسْترالية أو حكومة نيوزيلندا. وفي بعض هذه المناطق، يُخَوَّل هذا الحاكم الإداري جميع السلطات السياسية. بينما يتقاسم في بعض المناطق الأخرى السلطات والصلاحيات مع مجلس منتخب من الشعب. بعض هذه المناطق أصبح يتمتع بالحكم الذاتي. وتدير حكومة أُسْتراليا وحكومة نيوزيلندا شؤون الدفاع والعلاقات الخارجية لجميع هذه المناطق.
الوضع الاستشاري في كومنولث الأمم:
يُنْظر إلى كومنولث الأمم بمثابة ناد، حيث يتفق الأَعضاء ويشتركون في مناقشة بعض الأَفكار والمبادئ والقضايا العالمية ولكن لايلتزم أَحدهم بتنفيذها. وقد تم تعيين أمانة (سكرتارية) كومنولث الأمم سنة 1965م. وتموِّل الدول الأَعضاء في الكومنولث هذه السكرتارية العامة. ومقرها الرئيسي مدينة لندن. وتقوم الأمانة العامَّة بتنظيم اللقاءات والمؤتمرات وتوزيع المعلومات وتنسيق أنشطة كومنولث الأمم. كم أنها تدير مخصصات كومنولث الأمم للمعونات الفنية. وتقوم الأمانة العامة، في حالة نشوب خلاف بين دولتين أو أكثر أعضاء في الكومنولث بمساعدة الأَطراف المتنازعة للوصول إلى حلول حول موضوع الخلاف.وقد خُصَِّص بند المعونات الفنية لتقديم مساعدات فنية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الأَعضاء في كومنولث الأمم ويهدف إلى مساعدة الدول الأَعضاء الفقيرة في تطوير الصادرات وزيادة الكفاية الإنتاجية في المواد الغذائية.
كما وُضع بند المنح التعليمية لمساعدة طلاب دول كومنولث الأمم على الدراسة عن طريق ابتعاثهم إلى الدول الأُخرى.
كما أن هناك مؤسسة كومنولث الأمم التي أُسِّست لتنمية التعاون بين المتخصصين ومنظمات القطاع الخاص في دول كومنولث الأمم.
وهناك مؤسَّستان مقرهما مدينة لندن وهدفهما تنمية العلاقات بين أعضاء كومنولث الأمم من خلال المعارض والبرامج التعليمية والمنح الدراسية. وهاتان المؤسستان هما معهد كومنولث الأمم والجمعية الملكية لكومنولث الأمم. وللجمعية فروع كثيرة منتشرة في الدول الأعضاء. وهناك منظمات أُخرى في كومنولث الأمم تهدف إلى توطيد العلاقة بين المتخصصين كالأَطباء والمعماريين وأُمناء المكتبات والمهندسين. ويجتمع أعضاء البرلمانات في المؤتمر السنوي لجمعية برلمانات كومنولث الأمم.
تعقد مؤتمرات قمة كومنولث الأمم مرة كل عامين، ويجتمع فيها رؤساء الدول أو الوزراء للتباحث في الشؤون العامة ذات الاهتمام المشترك. وقد عُقدت مجموعة من هذه المؤتمرات في المناطق التالية: في مدينة ناساو في جزر البهاما سنة 1985م، وكذلك في مدينة فانكوفر بكندا سنة 1987م، وفي مدينة كوالا لامبور في ماليزيا في سنة 1989م، وفي مدينة هراري في زمبابوي في سنة 1991م. وقد عُقد آخر لقاء لمناقشة موقف كومنولث الأمم تجاه دولة جنوب إفريقيا، التي انسحبت من عضوية كومنولث الأمم في سنة 1961م، وذلك عندما اشتدت المعارضة لسياسة التفرقة العنصرية التي تمارسها جنوب إفريقيا، وذلك قبل إلغاء سياسة الفصل العنصري. وقد عادت إلى حظيرة الكومنولث عام 1994م عندما أصبح نلسون مانديلا رئيسًا لها. وقد أُعيدت عضوية باكستان إلى عضوية كومنولث الأمم في لقاء القمة لهذه الدول الذي عُقد سنة 1989م. وكانت باكستان قد انسحبت من العضوية سنة 1972م عندما اعترفت دول كومنولث الأمم بعضوية بنغلادش، حيث أصبحت بنغلادش عضواً كاملاً في المنظمة. وعادت باكستان إلى عضويتها الكاملة بعد سبعة عشر عامًا.
ويتم الاتصال الدبلوماسي عادة بين دول كومنولث الأمم من خلال مكاتب تُسمَّى البعثات السّامية (الُعلْيا)، ويٌعَدُّ المبعوث الأعلى (المندوب السامي) بمثابة سفير لبلاده لدى كومنولث الأمم.
نبذة تاريخية:
بدأت تتكون مجموعة دول كومنولث الأمم في بداية القرن التاسع عشر. ففي ذلك الوقت كانت تتم اللقاءات بين ممثلي الحكومة البريطانية وممثلي المستعمرات البريطانية في ما كان يعرف باسم المؤتمرات الإمبراطورية. حيث كانت جميع هذه المستعمرات البريطانية تمتلك حكومات محلية لإدارة الشؤون الداخلية للبلاد، بينما كانت بريطانيا تدير سياساتها الخارجية وشؤون الدفاع. تحركت معظم المستعمرات البريطانية في أثناء العقدين الأولين من القرن العشرين نحو الاستقلال في سياساتها الخارجية. وتقدم ممثلوها بإعلان استقلالها التام في المؤتمر الاستعماري المنعقد عام 1926م. ووصفت هذه الدول بأنها جميعًا متساوية من حيث الأهمية وتدين بالولاء لبريطانيا وللحكم البريطاني، ولكنها دول حرة مستقلة ومشتركة في مجموعة كومنولث الأمم. ثم أعلنت بريطانيا قانونًا في عام 1931م عُرف بقانون وستمنستر، الذي اعترف باستقلال تلك المستعمرات وجعله أمرًا قانونيًا. والدول الأَصلية المشتركة في كومنولث الأمم هي: أُسْتراليا، وبريطانيا، وكندا، وأيرلندا، ونيوزيلندا، ونيوفاوندلاند، وجنوب إفريقيا.وفي عام 1932م، أسست كومنولث الأمم نظامًا للتبادل التجاري فيما بينها سمي الأفضلية لدول الكومنولث. فكانت بريطانيا تستورد البضائع من كومنولث الأمم الأُخرى دون فرض الضرائب المعتادة عليها. كما عقدت الدول الأُخرى التابعة للمنظمة اتفاقيات تجارية فيما بينها مع مراعاة المصالح المشتركة وحصلت نحو 40 دولة من المستعمرات البريطانية على استقلالها في الفترة ما بين عامي 1947م و1980م، واشتركت معظم هذه الدول المستقلة الجديدة في كومنولث الأمم. انضمت نيوفاوندلاند إلى كندا في الفترة نفسها لتصبح إحدى مقاطعاتها. كما انفصلت دولتا أيرلندا وجنوب إفريقيا عن المنظمة بسبب اختلافات في الآراء فيما بينها وبين الدول الأُخرى المشاركة.
وأصبح نصف الدول المشاركة في المنظمة في منتصف الستينيات من القرن العشرين من دول قارة إفريقيا.
وأتمت بريطانيا خطَّتها لإنهاء اتفاقياتها في التبادل التجاري مع الدول الأعضاء في عام 1977م. وقد بدأت في وضع هذه الخطة عام 1973م عندما دخلت شريكة في مجموعة الدول الأوروبية.
ومن الملاحظ أن كومنولث الأمم آخذة في التغيُّر مع تطور الدول المشاركة فيها وإقامتها لعلاقات قوية مع الدول المجاورة لها، كل دولة حسب منطقتها. ولم تعد الدول تنظر إلى بريطانيا وكأنها قائد المجموعة، فانضمام بريطانيا إلى مجموعة الدول الأوروبية عام 1973م يعني أَنها لن تبحث عن دول في كومنولث الأمم تُقيم معها تبادلات تجارية، فأقامت كندا علاقات اقتصادية قوية مع الولايات المتحدة الأَمريكية. وأصبحت لأستراليا ونيوزيلندا علاقات قوية وأنشطة سياسية في المحيط الهادئ ودول جنوب شرقي آسيا. وانضمت بروناي وماليزيا وسنغافورة إلى مجموعة دول جنوب شرقي آسيا، وأقامت دول إفريقيا المشتركة في المنظمة علاقات قوية مع دول إفريقيا الأُخرى. وكذلك فعلت دول المنظمة الموجودة في منطقة البحر الكاريبي.
ولكن، على الرغم من هذه التطورات فإن منظمة كومنولث الأمم مازالت منظمة نشطة وقوية. فهناك روابط كثيرة فيما بين هذه الدول كاللغة الإنجليزية الواسعة الانتشار. وهناك الكثير من الأنظمة المتشابهة كنظام التعليم والقانون ونظام التجارة.
عادة هونج كونج لسيادة الصين في الأول من يوليو عام 1997م، بعد أن كانت تحت الحماية البريطانية منذ عام 1842م.