الحرف الشعبية ( Country crafts )
☰ جدول المحتويات
يستخدم عمال الحرف الشعبية الطرق التقليدية في الحرف ؛ كصناعة السروج. كما تعتبر حرفة تصليح السروج في حد ذاتها جزءًا مهمًا، كصناعة السروج الجديدة نفسها. |
يوجد في يومنا الحاضر الآلاف من الصناعات الشعبية المزدهرة في جميع أنحاء العالم وتشمل الصناعات الشعبية: أشغال الفخار والأشغال الجلدية والورش الصغيرة التي يملكها الحرفيون، والمصانع الصغيرة التي تستخدم عددًا من العمال المحليين. وليس هناك سبب واضح يبرر المواقع النائية في أماكن معينة لبعض الصناعات. كما أن بعضها الآخر موجود في أماكن معينة لأسباب خاصة. على سبيل المثال، صناعة عمل السلال في العالم العربي تكون بجوار أشجار النخيل التي تنمو بكثرة في بعض المناطق وتوفر المادة الخام للسلال. وفي بعض الدول العربية، تنتشر الحرف الشعبية كصناعة السجاد أو الحصر أو مشغولات الذهب والفضة في مناطق مختلفة لاستغلال ثراء المنطقة بالنماذج والأدوات الشعبية التي تُعطي لهذه الحرف تميزها.
أنواع الحرف الشعبية
صناعة القدور والدلال تعتبر من الحرف الشعبية الذائعة الصيت في المدن العربية، ويتفنن صانعوها بتصميمها في أشكال ونماذج متعددة للاستخدامات المختلفة. |
يمكن تقسيم الحرفيين الشعبيين إلى ثلاث مجموعات:
حرفيو الخدمات، كالحداد الذي يقوم بإصلاح آلات المزرعة، وحرفيو الإنتاج، كعمال الفخار الذين يقومون بصناعة بضائع للبيع. والفنانون، حرفيو الفنون الجميلة، الذين يصنعون عددًا محدودًا من أصناف البضائع الخاصة ذات الجودة المرتفعة. ويقدم بعض الحرفيين، مثل صانعي السروج الخدمة في القرى والمدن حيث تكون وسائل المواصلات هي الدواب.
يصنع الحرفيون الشعبيون بضائع مرتفعة الجودة تعتمد بشكل أساسي على التصاميم التقليدية، وفي بعض الأحيان يكون عملهم دون المستوى القياسي للتصميم الذي تتطلبه البضائع الصناعية الحديثة.
الأعمال البيطرية:
يطلق عليها حَذْو الحيوانات وهي حرفة قديمة لحَذْو الخيول. ولقد كانت هذه الحرفة في الزمن السابق المهمة الرئيسية للحدادين الذين شكلوا فيما مضى أكبر عدد من الحرفيين الشعبيين. أما في الوقت الحاضر، فإن معظم الحدادين مهندسون زراعيون مهرة. فهم يقومون بإصلاح وصناعة الآلات المعقدة المستخدمة في الزراعة الحديثة. ولدى العديدين منهم آلات متعددة احتلت مكانة لنفخ الخراطيم التي كانت تدار يدويًا، وسندانات الحدادين التي ميزت محال الحدادة القروية في الماضي. ونتيجة لتناقص عدد خيول المزارع، فقد قل عدد الحدادين الذين يقومون بوضع الحذوة للخيول في الوقت الحاضر. على أن التناقص في أعداد هؤلاء الحرفيين توقف أخيرًا نتيجة لازدياد عدد هواة راكبي الخيول. وأصبح بعض الحدادين مشغولين كليًا بالأعمال البيطرية وبصفة خاصة بجوار ميادين سباق الخيل.السراجة:
حرفة قديمة لعمل السروج، وتجهيز عِدَة الخيول. ولقد تأثر السراجون أيضًا نتيجة لتناقص عدد الخيول. وعلى أية حال، فهم، كالحدادين في الوقت الحاضر، يتمتعون برخاء اقتصادي نتيجة لانتشار رياضة القفز الاستعراضي للخيول، والرحلات على ظهور الخيول القزمة أي خيول البوني، وانتشار نوادي هذه الخيول في الغرب. على أن القليل من السراجين هم الذين يصنعون سروجًا للخيول، نظرًا لقيام عدد من الشركات الكبرى في المناطق الصناعية بمباشرة هذه الحرفة، وأصبح عمل معظم السراجين منحصرًا، في الوقت الحاضر، في تقديم خدمة إصلاح السروج، وبضائع الألعاب الرياضية، وبضائع السفر.صناعة السلال من الحرف الشعبية التي تمارس في كثير من الأقطار. |
صناعة السلال:
تُمارس صناعة السلال بصفة أساسية في المناطق التي تكثر فيها الخامات التي تصنع منها هذه السلال، فتتركز في العالم العربي في المناطق القريبة من مناطق زراعة النخيل وبالقرب من الأنهار حيث يكثر نبات القنا وأشجار الخيزران، كما أن صناع السلال يعملون في عدة بلدان أخرى، وعليهم مواجهة تحد حقيقي تفرضه السلال المستوردة من بلدان أوروبية، وأيضاً من بلدان الشرق الأقصى وبعض الدول العربية التي انتفعت بالموروثات الشعبية في مثل هذه الصناعات، واستخدمتها بل وأضافت إليها. ويصنع الحرفيون البريطانيون أيضًا مجموعة من أدق السلال الصناعية المتينة والأسبتة الكبيرة ذات الأغطية المستخدمة في الصناعات الزراعية وصيد الأسماك.التسييج والتسوير:
إن حرفة التسييج والتسوير آخذة في الزوال ويرجع ذلك إلى استخدام الآلات لقطع أسيجة النباتات، وكذلك انتشار الزراعة الآلية التي تفضل زراعة مساحات واسعة ومفتوحة. ولقد أصبح من المستحيل الآن العثور على حرفي ماهر في أعمال التسييج والتسوير، على أن نوادي المزارعين الشباب في مناطق عدة تقدم المعلومات، وتنظم المسابقات في مجال مهنة التسييج والتسوير في محاولة للمحافظة على الحرفة. ونتيجة لعمل هذه النوادي استطاعت حرفة التسييج والتسوير البقاء في مناطق متعددة من إنجلترا وويلز وغربي أيرلندا.صناعة الخزف والفخار والطوب:
تُعرف هذه الصناعات بأنها صناعات صلصالية نظرًا لاستخدامها الصلصال، وتشمل الصناعات الصلصالية الثقيلة صناعة القرميد، وحجارة البناء المصنوعة يدويًا. وتعد صناعة القدور والقلال والدلال من الحرف الشعبية المشهورة في المدن العربية، ويتفنن صانعوها بتصميمها في أشكال ونماذج متعددة لمختلف الاستخدامات. وينقسم صانعو الفخار والطوب إلى: صناع خزف وفخار للمنازل، وصناع الخزف والفخار للأغراض الصناعية. وعلى الرغم من الطلب الكبير على منتجات صنَّاع الخزف والفخار، إلا أن بعض الناس يعدونها أقل أهمية من المنتجات الشبيهة المستوردة. وتنتشر صناعة الفخار في العديد من الدول العربية، بل ونظمت لها أسواق خاصة، وأخذت تتطور يومًا بعد يوم في الأشكال والنماذج وحققت إقبالاً غير مسبوق من محبي هذه الصناعات، ومريديها.صناعة النسيج:
ترجع صناعة النسيج، بوصفها حرفة شعبية، إلى عصر ماقبل الإسلام ؛ إذ كانت صناعة تقوم بها النساء في البادية لصنع الخيام والملابس والأغطية والبسط من صوف الأغنام ووبر الإبل. وعلى الرغم من هيمنة النسيج الصناعي على هذا الحقل، إلا أن النسيج الشعبي لايزال له محبوه، وتنتشر صناعته هذه الأيام خارج المدن وفي البوادي.السقَّاف لاتزال هناك حاجة للسقَّافين في أجزاء عديدة من جنوب إنجلترا، وويلز، وأيرلندا. وهم يقومون بوضع أغطية جديدة على أسقف المنازل القديمة أو يصلحونها. |
السقافة:
حرفة السقافة في طريقها إلى التلاشي في الغرب. ولكنها لاتزال تمارس في الأقاليم الشعبية في جمهورية أيرلندا، حيث يعمل أكثر من 700 سقاف في بريطانيًا، ويعيش معظمهم جنوبي خط يقطع إنجلترا من الميرزي إلى ويلز. ويستخدم السقافون ثلاثة أنواع من أغطية الأسقف، وهي: القش الطويل، وحزم سيقان القمح، وقصب النورفوك، والأخير هو الأكثر تحملاً من بين الأنواع الثلاثة.صناعة العجلات:
لم تعد هذه الحرفة قائمة بصفتها المستقلة. فقد أضحت حرفة العامل الماهر الذي يتعامل مع عدة مواد، ويصنع المقطورات وعربات نقل الماشية، وحظائر تربية الدواجن. ويستخدم صانعو العجلات، في الوقت الحاضر، كمعظم الحرفيين، الآلات والمواد الحديثة.حِرَف أخرى:
تشمل هذه الحرف صناعة الأبواب والشبابيك، والحواجز المؤقتة، وصناعة الأثاث، وبناء السفن. ويتمتع صانعو السفن العاملون في المناطق الساحلية ومناطق الطرق المائية الداخلية بمكانة مرموقة، لما يصنعونه من أنواع القوارب الصغيرة. ويتخصص بعض الحرفيين في صناعة الحديد المطاوع، وهم يقومون بصناعة عدة أصناف منه، كالبوابات الكبيرة المزخرفة، والأسوار الحديدية أو الخشبية داخل البيوت على جوانب السلالم. كما يصنع بعضهم الآخر بضائع من النحاس والفولاذ، والفلزَّات الثمينة.تُعد الحِرَف الشعبية بشكل عام من الحِرف ذائعة الصيت في المدن العربية، نظرًا لثراء البيئة العربية بالموروثات الصناعية والشعبية القديمة. بل حققت الأسواق العربية رواجًا كبيرًا في مثل هذه المنتجات والحِرَف، ونُظِمَت لها المهرجانات والندوات، مثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي يقام كل عام بالمملكة العربية السعودية مُنشطًا للحِرَف الشعبية ونماذجها المختلفة بالمنطقة.
التطور التاريخي:
كان الحرفيون، وعند العرب حتى وقت قريب، يشجعون على إقامة نقابات لحماية سمعتهم الطيبة فيما يتعلق بالأمانة، والعمل المتقن الرفيع. وقد كان لكل حرفة رئيس يسمى الشيخ ؛ فهناك شيخ الصناعة وشيخ العطارين وشيخ السقائين وغير ذلك. وتوجد، في وقتنا الحاضر، العديد من نقابات الحرفيين، على أن القليل منها يهتم بالحرف التي أعطتهم أسماءهم. ★ تَصَفح: النقابات .أما في الغرب فكانت الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر الميلادي وقتًا صعبًا للحرفيين الشعبيين، حيث ترك الآلاف من الرجال المهرة والنساء والشباب بيوتهم وعملهم ليحصلوا على وظيفة أيسر، وغالبًا بأجر أكبر، في المصانع الصغيرة والكبيرة في المدن. ومن ثَمَّ، بقي العديد من القرى والمدن الصغيرة التي طورت ورش العمل الصغيرة بدون عامل ماهر واحد. ★ تَصَفح: الثورة الصناعية.
بعد الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945م)، تمتع الحرفيون الشعبيون بازدهار مطرد. ولقد جاء هذا الازدهار نتيجة للطلب الكبير على خدماتهم، والمناصرة الجديدة لهم من مصادر متعددة، وكذلك من رغبة العديد من الأفراد للعيش والعمل في الأقاليم والقرى الصغيرة. كما جاءت أيضًا مساعدة الحرفيين في بعض بلدان الغرب مثل بريطانيا من بعض المنظمات، كمجلس الصناعات الصغيرة في المناطق النائية الذي مولته الحكومة، ومركز الحرف البريطاني، ومجلس التصاميم الصناعية.
تشجع منظمة تمولها الحكومة وتسمَّى جيلتارا أيريان الصناعات في جمهورية أيرلندا، كصناعة النسيج، في المناطق الناطقة باللغة الأيرلندية. ويعتمد ازدهار المناطق الشعبية، في الوقت الحاضر، على المحافظة على توازن الصناعة والتوظيف بين هذه المناطق والمدن.
★ تَصَفح أيضًا: الحرف اليدوية.