|
المحاكم الإقطاعية كانت تقوم بتسوية الخلافات بين النبلاء، وهذا الرسم المنمنم يوضح ملك إنجلترا ريتشارد الثاني متصدرًا محكمته الملكية. وكان الملك هو الذي يصدر الحكم النهائي وذلك حسب مشورة المقطعين التابعين له، والذين كانوا من النبلاء ورجال الكنيسة. |
العدالة في ظل النظام الإقطاعي:
كانت النزاعات التي تنشأ بين المقطعين تُسوَّى في الجلسات التي يعقدها السيد، وكانت تضم جميع المقطعين. وهنالك العديد من التقاليد القانونية التي نشأت في المحاكم الإقطاعية، وأصبحت فيما بعد جزءًا من الأنظمة القانونية لبريطانيا وبلدان أخرى. وعلى سبيل المثال، كان السيد هو الذي يترأس جلسات المحاكم الإقطاعية، وفي أيامنا هذه، يترأس جلسات المحاكم أحد القضاة. وكان الحكم يصدر على المقطع من قبل المقطعين الآخرين من أنداده ¸المماثلين له في المكانة الاجتماعية·. واليوم، يتلقى المواطنون في الغرب الأحكام التي تصدر عن أندادهم من المحلّفين. وأما الأعراف والتقاليد القضائية الأخرى لعصر الإقطاع فقد اختفت. وأحد هذه التقاليد ما كان يُعرف باسم المحاكمة عن طريق المبارزة، حيث كان على المقطعين المتنازعين أن يدخلوا في مبارزة، وكان من ينتصر في هذه المبارزة يكون أيضًا هو الذي يكسب القضية. فقد كان من المعتقد أن الإله يعطي النصرللمقطع الشريف، أو الجانب الذي معه الحق. ★ تَصَفح: المحاكمة بالمبارزة. زوال النظام الإقطاعي:
تضافرت عدة وقائع حدثت في أوروبا في القرن الثالث عشر الميلادي، لتقود في النهاية إلى تداعي النظام الإقطاعي. فقد أدت النهضة الاقتصادية إلى تداول مزيد من المال. ولمّا كان ممكنًا تشغيل الجنود بالأجر، فقد تضاءل عدد السادة الإقطاعيين الذين كانوا يعتمدون على المقطعين في توفير خدمات الفرسان.كما أدى اختراع البارود وأسلحة أخرى مثل القوس الطويل والمدافع إلى إضعاف سيادة الفرسان. فقد هزم جنود المشاة من المدن الفلمنكية الفرسان الفرنسيين في معركة كورتري عام 1302م. وانتصر رماة النبال الطويلة الإنجليز على سلاح الفرسان الفرنسي في المعارك التي دارت بينهم في كريسي عام 1346م، وفي أجينكورت عام 1415م. ولم تعد القلاع الحجرية التي كان يقيم فيها السادة الإقطاعيون قادرة على الصمود أمام المدافع. ونمت المدن وازدادت ثراءً، وتعاظمت أهميتها، وقلّت حاجة الحكام إلى الطبقة الأرستقراطية، وقام أفراد من الشعب تلقوا التدريب على الخدمة الحكومية، بشغل تلك الوظائف، التي كان يؤديها المقطعون في إقطاعاتهم. مقالات ذات صلة
المصدر: الموسوعة العربية العالمية