الرئيسيةبحث

يوسف ضياء الدين المقدسي

يوسف ضياء الدين (1884 - 1906) واضع أول معجم كردي - عربي بعنوان الهدية الحميدية ولد في مدينة القدس عام 1884 لعائلة مرموقة, فقد كان والده محمد علي قاضياً في مرعش و أرضروم إبان الحكم العثماني أما جده لأمه موسى الخالدي فقد كان قاضي عسكر الأناضول. كانت هذه العائلة تتصل بنسب ما إلى خالد بن الوليد الذي ادعت كثير من العائلات الكريمة انتسابها إليه, و منها عائلة البدرخانيين الكردية المعروفة. و قد أجمع علماء الأنساب في التاريخ العربي ان ذرية خالد بن الوليد قد انقرضت في الفترات الأولى من التاريخ الإسلامي حتى قال البعض. إن من انتسب إلى خالد فقد كذب. أما نسبة المقدسي فهي نسبة إلى المكان, و هو هنا القدس فالنسبة إلى القدس مقدسي و ليس قدسي, و هو نسبة إلى المسجد الذي عرف ببيت المقدس.

نشأ يوسف باشا في القدس و فيها تلقى تعليمه الأولي. ثم أراد متابعة الدراسة في الأزهر إلا أن والده رتب له الدراسة في الكلية البروتستانتية في جزيرة مالطا حيث بقي هناك سنتين بعدها أرسله أخوه ياسين إلى إسطنبول لدراسة الطب التي لم توافق مزاجه فتركها بعد سنتين ليلتحق بكلية روبرت كوليدج الأمريكية للهندسة ليترك الدراسة هناك أيضاً بعد سنة و نصف و لكن هذه المرة بسبب وفاة والده ليعود إلى القدس. أصبح رئيساً لبلدية القدس لمدة ست سنوات للإسهام في تطوير المدينة و أنشأ كثيراً من المشاريع إلى أن تم عزله. لقد هيأ القدر ليوسف باشا صديقاً متنفذاً تقلد وظائف مهمة في الدولة العثمانية, و امتدت الصداقة بين الرجلين طوال عمرهما, و لم يكن هذا الصديق سوى والي سوريا راشد باشا الذي لم يبخل على صديقه المثقف بشيء. فبمساعدته أنشأ يوسف باشا بعد عودته من الدراسة في اسطمبول أول مدرسة رشيدية في القدس بعد أن اطلع على نظم و قوانين الدراسة في العاصمة العثمانية. كذلك دعاه راشد باشا بعد أن أصبح وزير خارجية الدولة العثمانية إلى العاصمة ليعمل مترجماً لدى الباب العالي, حيث بقي في الوظيفة ستة أشهر فقط ليتقلد بعدها منصب نائب القنصل العثماني في ميناء بوتي الروسي على البحر الأسود. لكنه سرعان ما خسر المنصب بسبب عزل صديقه من وزارة الخارجية العثمانية.

استغل الخالدي تلك الفرصة للسياحة في البلاد الروسية حيث زار موسكو و بطرسبورغ و كييف و غيرها من المدن إلى أن وصل العاصمة النمساوية فيينا عام 1875 ليلتقي بصديقه راشد باشا من جديد, و قد أصبح سفيراً في فيينا. هناك ساعده صديقه السفير ليحصل على وظيفة مدرس اللغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية. عام 1877 اختير نائباً عن فلسطين في مجلس المبعوثان العثماني الذي أسسه السلطان عبد الحميد بضغط من الإصلاحيين و على رأسهم مدحت باشا. و قد لفت الانتباه خلال ذلك إلى أنه مدافع كبير عن الدستور و مقارع لا يشق له غبار ضد الاستبداد الذي رسخه عبد الحميد في حكمه. بعد حل البرلمان( مجلس المبعوثان) . لقد كان الخالدي من أعلام عصره البارزين و كانت له صداقات واسعة, حتى أنه كان على علاقة طيبة بالمفكر جمال الدين الأفغاني الذي كان يتواجد في العاصمة العثمانية أواخر القرن التاسع عشر و يتردد على مجلسه. بقي يوسف ضياء الدين باشا في اسطمبول مراقباً من قبل جواسيس السلطان إلى أن وافته المنية هناك في العام 1906, و ذلك حسب وثائق عائلته التي تخالف ما ورد لدى الباحث جليلي جليل من أنه توفي في بدليس.

مصدر