الرئيسيةبحث

يورغين موليمان

يورغين موليمان 2002
يورغين موليمان 2002

فهرس

مقدمة

يورغن موليمان ( 15 حزيران 1945 - 5 أيار 2003 ) ، سياسي الماني (الحزب الديموقراطي الحر FDP) ورئيس الجمعية العربية الألمانية. ولد في أوغسبورغ واستلم في عهد المستشار الألماني هلموت كول وزارة التعليم والعلوم ( 1987 - 1991) ، وزارة الاقتصاد ( 1991 - 1993) ونائب المستشار ( 1992 - 1993) ولكنه اضطر في العام 1993 إلى تقديم استقالته بسبب ما سمي بفضيحة الرسائل الرسمية [Briefbogen-Affäre]

حياته

عاش موليمان فترة شبابه في نيدارهاين أقصى غرب ألمانيا. وبعد حصوله على شهادة البكلوريا سنة 1956 في مدرسة أمبلونيوس في راينبرغ ادى الخدمة العسكرية ضمن فرقة المظليين. ومن بعدها تعلم الألمانية والتاريخ والرياضة في جامعة مونستر. وكان منذ سنة 1993 صاحب شركة الاستشارات التجارية المعروفة بويبتيك WebTec .

حياة موليمان السياسية

موليمان إبان إحدى الحملات الإنتخابية
موليمان إبان إحدى الحملات الإنتخابية


بدأ موليمان عمله السياسي مع حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي CDU عام 1962. من العام 1970 وحتى تقديم استقالته في 17 آذار 2003 كان موليمان عضواً في الحزب الديموقراطي الحر FDP. تميزت حياة يورغين موليمان السياسية بتعاقب النجاحات الباهرة والاخفاقات الفادحة على حد سواء. الى جانب العديد من النجاحات كاستلامه لوزارة التعليم والبحث العلمي الاتحادية, لاحقته بعض الفضائح السياسية. في كانون الثاني سنة 1993 أجبر على التنحي عن منصبه كوزير للإقتصاد, لاستخدامه أوراق الرسائل الرسمية للدعاية لمشروع لأحد أنسباء زوجته.

برع موليمان في إثارة القضايا الهامة وفي حشد الرأي العام والإعلام لصالحه أو ضده. سنة 1994 استقالت قيادة الحزب الديمقراطي الحر في ولاية نوردراين فيستفالن مجتمعة لإجباره على تقديم استقالته. لكنه عاد ليتسلم مهامه بعد سنتين وقاد الحزب الإقليمي في معركة الانتخابات لسنة 2000 محققا فوزا استثنائيا للحزب الحر الذي غاب عن مجلس النواب الاقليمي في دوسلدورف لمدة خمس سنوات. فقد حصل الحزب بفضل استرتيجية موليمان الانتخابية على 9.8 بالمئة من الاصوات عائدا بذلك إلى المجلس.

أسس سويا مع مدير شؤون الحزب فريتس جورجين المشروع 18 الذي حاز على إثره على الثناء من قيادة الحزب الاتحادية. أثيرت في وسائل الأعلام قضية شركة السلاح ويبتيك وعلاقته بصفقات أسلحة مع العالم العربي. بداية نيسان 2004 نشرت صحيفة جنوب ألمانيا (زود دويتشه تسايتونغ) أخبارا نسبتها لمديرية مكافة الجرائم في نوردراين-وستفالية, مفادها أن الشركة تمارس نشاطها غالبا عبر شركات وهمية في ليختنشتاين وموناكو. في خضم تصعيد الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية قام بانتقاد الممارسات الاسرائيلية بحدة وأعلن تفهمه للعمليات الفدائية الفلسطينية.

تحدث النائب الاقليمي قارصلي عن حزب الخضر عن حرب إبادة يقوم بها أرييل شارون ضد الشعب الفلسطيني وانتقد دور اللوبي الصهيوني في قمع أي نقاش حول سياسة الحرب الاسرائيلية. قام موليمان بدعوة قارصلي للإنضمام للحزب الديمقراطي الحر واستجاب قارصلي للدعوة وانضم لكتلة الحزب في مجلس النواب الاقليمي مما أثار حفيظة مؤيدي اسرائيل والجماعات اليهودية وبعض كبار اعضاء الحزب مثل هيلديغراد هام-بوشر. في مقابلة مع القناة الثانية للتلفزيون الالماني الرسمي رد موليمان على الهجمات اليهودية والصهيونية ضده شخصيا مركزا هجومه على ميشيل فريدمان نائب رئيس المجلس المركزي لليهود في المانيا. "أخشى أن لا أحد يساهم في نمو المعاداة للسامية, والموجودة في المانيا والتي يجب أن نكافحها, بقدر ما يساهم بها السيد شارون وفي ألمانيا السيد فريدمان بأسلوبه المتعجرف غير المتسامح والمثير للإشمئزاز. يجب أن يكون بالإمكان إثارة النقد تجاه سياسة شارون من دون أن يتم التصنيف في خانة معينة. أعتبرت العديد من وسائل الأعلام تركيز الهجمات من موليمان على شخص فريدمان بمثابة "اعادة الاعتبار لقوالب لا سامية". إستغل سياسيو الأحزاب الأخرى هذا الأمر في الدعاية الإنتخابية واتهموا موليمان بمعاداة السامية. موليمان, وسترفيلله والعديد من اعضاء الحزب الحر رفضوا هذه الاتهامات بغضب.

قبيل الانتخابات النيابية الاتحادية سنة 2002 تصاعدت الازمة ووصلت ذروتها بمنشور عمل موليمان على توزيعه على كافة المنازل في ولاية نوردراين فيستفالن. المنشور هاجم شارون وفريدمان مما ادى قيام جبهة عريضة رافضة لهذه الخطوة عبر كافة الاحزاب واستعر من جديد النقاش حول قضية اللاسامية. بعد توافر الاحصاءات الاولية التي تشير إلى تراجع الاصوات لصالح الحزب هدد الصراع بين المؤيدين والمعارضين لموليمان بشق صفوف الحزب. اعلن الحزب, باستثناء بعض الفروع الاقليمية, تنصله من منشور موليمان وأنه لا يشكل جزءا رسميا من الدعاية الانتخابية. إتخذت الأزمة منحى جديد بعد اثارة قضية تمويل المنشور وتسارع فقدان موليمان للتأييد داخل حزبه إلى ان هُدد بفتح اجراءات طرد من الحزب بحقه.

رفض التنحي عن منصبه كنائب اتحادي واستبق اجراءات قيادة الحزب بطرده واعلن انسحابه من الحزب الديمقراطي الحر.

وفاته

كان موليمان مولع بالقفز من الباراشوت حيث إستخدم قفزاته في حملاته الإنتخابية لمرات عديدة. و في 5 يونيو 2003 توفي موليمان من جراء سقوطه أثناء قيامه بقفزة من الباراشوت في منطقة قريبة من كولونيا Köln غرب المانيا. حيث واجه مصاعب في فتح منطاده أثناء السقوط مما أدى إلى إرتطامه بالأرض بدون أي توقف. هذا و لم يتبيّن حتى اليوم ماهية أسباب عدم فتح مظلة السقوط.

في تقرير له بتاريخ 9 يوليو في السنة نفسها، إستبعد الإدعاء الألماني في مدينة إسّن Essen أن يكون أحد ما قد تلاعب في نظام السلامة الخاص بموليمان حين قيامه بقفزته الأخيرة. و لكنه في الوقت نفسه لم يمكن من إثبات أن تكون الوفاة ناجمة عن حادث أو عملية إنتحار، مما ترك الباب مفتوحا على جميع الإحتمالات.

تبقى قضية وفاة موليمان مجهولة الجوانب، خاصة عند الإستناد إلى ما صرّح به عدد من أصدقاء الضحية عن إحتمالات أن تكون الحادثة قتلا متعمدا. و بعد ظهور فيلم خاص في آخر سنة 2007 كان قد تم تصويره من قبل رفيق للضحية أثناء القفزة الأخيرة، تم دراسة صور الفيلم من قبل الإدعاء العام حيث كانت التحقيقات ما زالت جارية. و لكن ظهور الفيلم لم يؤثر على نتيجة التحقيقات القائلة بأن " لا يمكننا لا أن نستبعد الإنتحار، و لا أن نؤكّد حصوله"

و قد كان البرلمان الألماني قد رفع الحصانة عن موليمان قبل قيامه بقفزته الأخيرة بنصف ساعة فقط. مما سمح لمحققيي الشرطة و الإدعاء العام بالدخول إلى منزله و القيام بتفتيشه إستنادا إلى شكوك كانت تحوم حوله بقضية إختلاس ضرائب، إضافة إلى مخالفات قانونية حول قضايا رفعت ضده تمسّ مخالفاته النظام الحزبي و بعضا من أعماله في دول الخارج.

و أُغلقَت كل الملفات المذكورة ضد موليمان بعد وفاته.

تم دفن موليمان في مقبرة في وسط مدينة مونستر Münster.