يعقوب صنوع ( 1839\1912)موليير مصر كما اطلق عليه الخديوي ان ذاك. يهودى الوالدين وأحد رواد المسرح المصري والصحافة المصرية الساخرة. و كان والده من ضمن حاشية الأمير يكن حفيد محمد علي..ذهب لدراسة الفنون والأدب في إيطاليا و ذلك عام 1853 و عاد في العام 1855 ليعمل في الخدمة بالقصر،وسمح له بالتنقل بين جميع فئات المجتمع من حرفيها و عمالها و جاليتها الاجنبية و الطبقة الارستقراطية فكان لذلك تأثيرا فعالا في التعرف على كافة افراد الشعب المصرى أنذاك و استفاد من ذلك في رسم شخصباته المسرحية الكوميدية.و انشأ العديد من الصحف نذكر منها ابو نضاره و التي اضطر الي تغيير اسمها عدد من المرات الي ابو نظاره زرقاء و ابي نظارة زرقاء و الوطنى المصرى و ابو صفاره و التي ايضا اضطر الي تغيير اسمها الي ابو زمارة و غيره.أنشأ فرقته الخاصة لتقديم مسرحياته و في فرقته ظهرت النساء و لأول مرة على خشبة المسرح. و يرجع لقب موليير مصر إلى الخديوى اسماعيل الذى اطلق عليه ذلك الاسم و طلب منه ان يعرض مسرحياته بالقصر و فعلا عرض لمدة سنتين بالقصر إلى ان قدم مسرحية الوطن والحريه فغضب عليه الخديوى لانه سخر فيها من فساد القصر ثم اغلق مسرحه و نفاه إلى فرنسا فاستقر في باريس إلى آخر حياته. و التقى هناك بأديب إسحاق و جمال الدين الافغاني و محمد عبده و ابراهيم المويلحي و خليل غانم ثم مصطفى كامل وغيرهم. ثم واصل دعايته للقضية الوطنية بعد الاحتلال البريطاني لمصر ، فأصدر العديد من الصحف بالعربية والفرنسية وأخذ يتنقل في أوروبا للدفاع عن مصر واشترك في الحملات التي شنت على الخديوي إسماعيل والاحتلال البريطاني، وراسل احمد عرابي في منفاه في جزيره سيلان. من مسرحياته:
حكم قراقوش والدخاخينى و سلطان الكنوز و الأميرة الاسكندرانية و غيره.
بالرغم من كل التاريخ الذي يحمله صنوع فان الاديب والقاص المصري محمود تيمور ينفي بوجود هكذا شخصية في التاريخ الادبي المصري فلا ندري على اي مصدر نعتمد عليه في بحوثنا ؟؟!!
و هناك رأى آخر ينكر كون محمود تيمور هو من ينفى وجود صنوع في التاريخ الأدبي المصري، و يقول هذا الرأى أن من قام بذلك هو الأستاذ الدكتور سيد علي إسماعيل في كتابه الشهير (محاكمة مسرح يعقوب صنوع) الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2001. وقد جاء الباحث بأدلة دامغة تؤيد وجهة نظره، ولم يتصدى لهذه الأدلة أحد حتى الآن، والوحيد الذي حاول التصدي هو الدكتور محمد يوسف نجم ولكنه لم ينجح في إعادة صنوع إلى مكانته السابقة، وهذه المناقشة أو هذا السجال الأدبي نشرته جريدة (أخبار الأدب) المصرية فور صدور الكتاب في أربع حلقات، قام الدكتور سيد علي إسماعيل بنشرها في ملحق كتابه (مسيرة المسرح في مصر) الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 2003. كما أتحفنا الدكتور سيد بدراسة وتعليقات كثيرة حول هذا الأمر عندما قدم وعلق على كتاب الدكتور الإنجليزي فيليب سادجروف (المسرح المصري في القرن التاسع عشر) ترجمة الدكتور أمين العيوطي، الصادر عن وزارة الثقافة - المركز القومي للمسرح والموسيقى عام 2007.