وليام الثالث (William III) أو وليام من أورنج-ناسو (William of Orange-Nassau) عاش (لاهاي 1650- كِنْزِينْتَنْ 1702 م) هو الحاكم الأعلى (stadtholder) في اتحاد مقاطعات الأراضي المنخفضة (1672-1702 م)، وملك إنكلترا، إسكتلندا وآيرلندا (1689-1702 م)، والده "وليام الثاني من أورنج-ناسو" وأمه ماري بنت تشارلز الأول ستيوارت، ملك إنكلترا.
فهرس |
قام بعد توليه حكم الأراضي المنخفضة بقيادة المقاومة ضد الفرنسيين، أمر بفتح قنوات المياه والأهواس بالقرب من روتردام (1673 م) حتى يوقف زحف القوات الغازية. انظم إلى التحالف الأوروبي (راجع: رابطة آوغسبورغ) المتشكل ضد فرنسا، رغم تكبد جيشه خسائر فادحة استطاع بفضل دبلوماسيته، أن ينتزع من لويس الرابع عشر الاعتراف بسيادة الأراض المنخفضة في إتفاقية نيميج (Nimègue)، كان قد تزوج قبلها من ماري ابنة الملك جيمس الثاني عام 1677 م، ووفرت له هذه الزيجة تحالفا جديدا.
بدعوة من المعارضة المحلية، حل "وليام" على رأس قواته إلى إنكلترا عام 1688 م، ثم قام في الثورة المجيدة بخلع صهره الملك جيمس الثاني غير المرغوب فيه لأنه كاثوليكي المذهب ، وبعد أن قَبل الإمضاء على "إعلان الحقوق" (Bill of Rights) -وأهم ما جاء فيها ضمان الحريات العامة-، توج وزوجته ماري الثانية ملكا وملكة على البلاد عام 1689 م. قام بعدها بهزيمة أنصار الملك المخلوع "جيمس الثاني" في إسكتلندا وآيرلندا (1689-1690 م).
بعد عزل الملك جيمس الثاني من إنكلترا عام 1688 و تنصيب الملك وليام الثالث من إنكلترا والملكة ماري الثانية من إنكلترا على العرش كان الاتجاه السائد في أوروبا هو نحو فصل السياسة عن الدين وإلغاء العديد من القيود على التعامل و التعبير التي كانت مفروضة من السلطات السابقة التي كانت تأخذ شرعيتها من رجالات الكنيسة[1].
كانت بريطانيا منغمرة في نزاع مع الأمم الأخرى وبخاصة فرنسا من أجل السيادة على أمريكا الشمالية ولقد قامت بينهما أربعة حروب في أمريكا الشمالية [2]:
كرس وليام بقية حياته لمجابهة المطامع التوسعية للويس الرابع عشر (ملك فرنسا) فكانت حرب الملك وليام هي أول حروب الفرنسيين والهنود مع المستوطنين الإنكليز.
بدأت هذه الحرب في أوروبا بين ملك فرنسا لويس الرابع عشر و وليام الثالث ،وكان متحالفاً مع الهولنديين والإسبان, في هذه الحرب – في أمريكا - تحالفت قبائل "هورون Huron" الهندية مع الفرنسيين ضد الإنكليز ، وكانت عبارة عن مناوشات بين الفريقين وكانت حول بعض المواقع في خليج هدسون (في كندا) حيث سقطت هذه المواقع بيد الفرنسيين كما سقطت منطقة نيوفاوندلاند من قبل. وشجع الفرنسيون حلفاءهم الهنود على الجبهة بالهجوم على "شنيكتادي" (بلدة شمال مدينة نيويورك حالياً) في عام 1690، وقتلوا كل سكانها ما عدا 60 شخصاً، وعرفت هذه الحادثة بمذبحة شنيكتادي. انتهت هذه الحرب بعد عقد هدنة "رايسويك Ryswick" بين الطرفين في عام 1697 حيث نصت إلى عودة المستعمرات إلى وضع ما قبل الحرب. وكانت من نتائجها أيضاً الاعتراف بوليام الثالث ملكاً على إنكلترا ، وتنازلات وافقت عليها فرنسا للتجار الهولنديين ، والاعتراف باستقلال إقليم سافوي (في جبال الألب شرقي فرنسا)[3].