الرئيسيةبحث

هندرة

ظهر مفهوم إعادة هندسة الأعمال بدايًة في عام 1990 عندما قامت مؤسسة ماساتشوسيتس للتكنولوجياMassachusetts Institute of Technology (MIT) بإجراء بحث بعنوان " الإدارة في عام 1990 " ، وكان الغرض من هذا البحث هو معرفة الدور الذي تلعبه تكنولوجيا المعلومات في منظمات ذلك الوقت . وفى نفس العام قامت مجموعة من الباحثين لدى مؤسسة سي اس سي للخدمات الاستشارية بإجراء بحث لفحص طبيعة العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات وبين تغيير المنظمة . وفى صيف نفس العام قام كل من دافينبورت وشورت بنشر مقالة بعنوان " الهندسة الصناعية الجديدة : تكنولوجيا المعلومات وإعادة تصميم عمليات المنظمة " ، ثم تلي ذلك مباشرًة مقالة هامر بعنوان " إعادة الهندسة " . وانتشر مفهوم إعادة الهندسة بشكل كبير في مجال الفكر الإداري الأمريكي عندما قام كل من هامر وتشامبى بنشر أول كتاب في إعادة الهندسة بعنوان " إعادة هندسة المنظمة " ( Peppard and Fitzgerald ، 1997 : 447 ) .

ويؤكد العديد من الكتاب على أن مدخل إعادة الهندسة نشأ بدايًة في حقل تكنولوجيا المعلومات ثم انتشر بقوة في كافة المجالات الوظيفية داخل المنظمة . فلقد كان من المتوقع نتيجة للاستثمارات الهائلة في مجال تكنولوجيا المعلومات زيادة الإنتاجية بنسب مرتفعة إلا أن ذلك لم يحدث ، فعلى سبيل المثال قُدرت الاستثمارات في مجال تكنولوجيا المعلومات في صناعة الخدمات خلال العشر سنوات الأخيرة* ﺒ 900 بليون دولار ، في حين لم يؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاجية إلا بمقدار 7, . % فقط ، الأمر الذي حدا بهذه المنظمات إلى محاولة رفع هذه النسبة بشكل كبير عن طريق الربط بين الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات وبين تغيير العملية (et al., 1994  : 99 ; Drew ، 1994 : 26 Dixon) . .

في حين يرى دافينبورت أن هناك العديد من المداخل والأساليب التي أدت إلى ظهور مدخل إعادة الهندسة وساهمت في تشكيل أسسه ومبادئه ، وهى كما يلي : مدخل الجودة الشاملة - الهندسة الصناعية - مدخل النظم - المدخل الفني الاجتماعي - الحركة النشيطة للابتكارات - استخدام نظم المعلومات لتحقيق ميزة تنافسية (Raymond et al., 1998:73).

ولقد أثار مدخل إعادة الهندسة الكثير من الجدل والخلاف بين الكتاب ، فبعض الكتاب مثل دراكر يرى أنه مدخل جديد ومبتكر ويجب تطبيقه ، في حين يرى البعض الآخر أنه يعتبر بدعة إدارية انتشرت فترة في مجال الفكر الإداري ثم ما لبثت أن اختفت ، بينما يرى فريق ثالث أن مدخل إعادة الهندسة قدم مجموعة من الأفكار منها ما هو جديد ومبتكر ومنها ما هو قديم ومكرر( Ascari et al., 1995 : 2 ) . فعلى سبيل المثال قدمت الهندسة الصناعية مجموعة من المفاهيم والأدوات في منتصف القرن العشرين مثل : تحليل العملية – تحليل تكلفة النشاط – تحليل القيمة المضافة ، إلا أن الفارق يتمثل في أن مدخل إعادة الهندسة قدم هذه الأدوات في بيئة مختلفة تمام الاختلاف من حيث البنية التكنولوجية والتي وفرت إمكانيات تكنولوجية هائلة لم تكن متاحة من قبل ( Fitzgerald and Murphy,1996:1 ).

2-2 تعريف مدخل إعادة الهندسة هناك مجموعة من التعريفات التي وردت بخصوص مفهوم إعادة الهندسة ، وفيما يلي مجموعة من هذه التعريفات :

يعرف كل من هامر وتشامبى إعادة هندسة العمليات بأنها " إعادة التفكير بصورة جادة وأساسية في عمليات المنظمة ، وإعادة تصميمها بشكل جذري لتحقيق تحسينات ثورية في معايير الأداء الهامة مثل : التكلفة – الجودة – الخدمة – سرعة إنجاز العمل ( Hammer and Champy 1993 : 24 ) .

ويعرف كل من دافينبورت وشورت إعادة تصميم عملية التشغيل بأنها " تحليل وإعادة تصميم تتابع العمل وعمليات التشغيل داخل وبين المنظمات " ( Neill and Sohal ، 1999 : 573 ) .

ويعرفها كل من مورو وهازيل بأنها " دراسة وفحص تدفق عمليات التشغيل الرئيسية والمعلومات الخاصة بها بغرض إعادة تصميمها ، وذلك بهدف التبسيط وتخفيض التكلفة وتحسين الجودة وتحقيق المرونة " ( رفاعى ، 2002 : 20 ) .

ويعرفها تالوار بأنها " مدخل يسعى لإعادة التفكير وإعادة هيكله والعمل على انسيابية كل من هيكل المنظمة وعملياتها والأنظمة الإدارية والعلاقات الخارجية بشكل يمكن من خلق وتعظيم القيمة المقدمة للعميل "( Neill and Sohal ، 1999 : 573 ) .

ويعرفها كل من بيتروزو وستيبر بأنها " إعادة الهيكلة المتزامنة لكل من عمليات المنظمة والهيكل التنظيمي ونظم المعلومات لتحقيق تحسينات جذرية في كل من الوقت والتكلفة وكل ما يتعلق بالسلع والخدمات المقدمة للعميل " ( Neill and Sohal ، 1999 : 574 ).

ويعرفها كلاين بأنها " إعادة التصميم الجذري والسريع لعمليات المنظمة الإستراتيجية ذات القيمة المضافة ، وكذلك للنظم والسياسات والهياكل التنظيمية المدعمة لهذه العمليات لتعظيم تدفق العمل والإنتاجية "( Khan ، 2000 : 100 ) .


ويعرفها باركر بأنها " تحليل وإعادة تصميم عمليات المنظمة التصنيعية والإدارية لاستبعاد أي عمل لا يضيف قيمة "( Ascari et al., 1995 : 1 ) .

ويعرفها رايموند بأنها " إحداث تغيير جذري في العمليات التنظيمية من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات الاستخدام الأمثل ، وذلك لتحقيق تحسينات جوهرية في الجودة والأداء والإنتاجية " ( Raymond et al., 1998  :72 ) .

ولقد استخدمت العديد من الدراسات مسميات مختلفة لمفهوم إعادة هندسة العملية ، ومن أمثلة هذه المسميات : إعادة التصميم الجذري للعملية – إعادة الهندسة التنظيمية – إعادة هيكلة العملية - تجديد وابتكار العملية ( Al- Mashari and Zairi ، 2000 : 2 ) .

ولقد قام الباحث بمحاولة لوضع تعريف لمدخل إعادة هندسة العمليات ، حيث عَرَّف إعادة الهندسة بأنها " إعادة تصميم عمليات المنظمة ذات القيمة المضافة وذلك من خلال تحويلها من عمليات مجزأة وموزعة على وظائف مختلفة معزولة عن بعضها البعض يجمع بينها هيكل تنظيمي رأسي إلى عمليات كاملة موزعة على فرق عمل - بحيث يؤدى كل فريق عملية كاملة - يجمع بينها هيكل تنظيمي شبكي ، مع إجراء التعديلات الملائمة في كل من النظم الإدارية والثقافة التنظيمية ، وذلك بغرض تعظيم القيمة المقدمة للعميل " .

ويرتكز تعريف هامر وتشامبى على أربعة ركائز أساسية, (Hammer and Champy ( 1993 :32 - 36 :

1- إعادة التفكير بصورة أساسية Fundamental يجب أن تسأل المنظمة نفسها مجموعة من الأسئلة : لماذا نفعل ما نقوم به الآن - ولماذا نؤديه بالطريقة الحالية - وما الذي يجب القيام به - وكيف يمكن القيام به ؟ فمدخل إعادة الهندسة يرفض كل الأساليب والممارسات التقليدية المتبعة في أداء العملية الحالية ، ويبحث عن أساليب جديدة ومبتكرة لأدائها .

2- إعادة التصميم الجذري Radical إعادة التصميم الجذري تعنى التجديد والابتكار وليس مجرد تطوير وتحسين أساليب العمل الحالية .

3- تحسينات ثورية ( فائقة ) Dramatic يسعى مدخل إعادة الهندسة إلى إحداث تحسينات ضخمة في معدلات الأداء الهامة مثل : التكلفة – الجودة – الخدمة – سرعة إنجاز العمل .

4 – العمليات Processes يركز مدخل إعادة الهندسة على عمليات المنظمة الجوهرية ( ذات القيمة المضافة ) ، وذلك من خلال وضع تصميم جديد ومبتكر يمكن من خلاله تحقيق التحسينات الجذرية المطلوبة .

وهناك العديد من التعريفات المختلفة التي وردت بخصوص مفهوم العملية ، ومن أمثلة هذه التعريفات :

يعرف كل من جودستين وبوتز العملية بأنها " مجموعة من الأنشطة التي تستوعب واحدًا أو أكثر من المدخلات لتقديم منتج ذو قيمة للعملاء " (Goodstein and Butz,1998:24 ).

ويعرفها كل من هاريسون وبرات بأنها " سلسلة من الأنشطة القادرة على إشباع احتياجات العميل الداخلي والخارجي "( Ascari et al., 1995 : 2 ) .

في حين اتفق الكثير من الباحثين على تعريف العملية بأنها " مجموعة من الأنشطة المترابطة تمر عبر حدود وظيفية مختلفة هدفها تقديم مخرجات معينة " ( Fitzgerald and Murphy ، 1996 : 2 ) .

ولقد قام دافينبورت بتقسيم عمليات المنظمة إلى أربعة أنواع كما يلي ( Willcocks and Smith ، 1995 : 281 )  :

1- عمليات جوهرية Core processes وهى تلك العمليات التي ترتبط بشكل مباشر بتقديم المنتج أو الخدمة للعميل ، ولذلك يطلق عليها عمليات ذات قيمة مضافة .

2- عمليات مساعدة Support processes وهى عمليات مساعدة ومدعمة للعمليات الجوهرية ، وهذه العمليات لا تخلق قيمة مضافة للعميل ولكنها تساعد في خلق القيمة المضافة . ومن أمثلة هذه العمليات الإجراءات المكتبية المصاحبة لتصنيع المنتج أو تقديم الخدمة ، وكذلك عمليات الصيانة والتطوير . 3- عمليات إدارية Management processes وهى عمليات التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة التي تمارس من قبل المستويات الإدارية المختلفة داخل المنظمة .

4- عمليات تتم بين المنظمات Business network processes وهى العمليات التي تتم بين المنظمة وبين الأطراف الخارجية ، مثل عملية الشراء من الموردين .

ويرى دافينبورت أنه يمكن استخدام مدخل إعادة الهندسة لإعادة تصميم العمليات السابقة بالشكل الذي يعظم القيمة المقدمة للعميل .

2-3 أسس ومبادئ مدخل إعادة الهندسة قام هامر بتحديد سبعة مبادئ لأداء العمل يفضل الاسترشاد بها عند تطبيق مدخل إعادة الهندسة ، وفيما يلي أسس ومبادئ مدخل إعادة الهندسة( Romney ، 1995 : 25 )  :

1 - تنظيم الأفراد وفرق العمل حول النتائج وليس حول المهام . 2 - تنفيذ العملية من قبل مستخدمي مخرجاتها كلما أمكن ذلك . 3 - دمج عملية جمع المعلومات مع عملية تشغيل ( معالجة ) المعلومات . 4 - التعامل مع الموارد المنتشرة جغرافيًا بشكل مركزي . 5 - الربط بين الأنشطة المتوازية بدًلا من التكامل بين نتائجها . 6 - تفويض الصلاحيات للأفراد لاتخاذ القرارات وحل المشكلات ( تمكين العاملين ) . 7 - الحصول على المعلومات من مصدرها الأصلي ولمرة واحدة .

المتطلبات اللازمة لتطبيق مدخل إعادة هندسة العمليات في المنظمات الصناعية المخصخصة. دراسة مقدمة للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال