الرئيسيةبحث

هضبة التبت

هضبة تشينغهاي- التبت بمعدل الارتفاع الذي يفوق 4000 ? فوق مستوى سطح البحر هي الاعلى من نوعها في العالم. يصفها الانسان، عادة، بانها اقرب بقعة على الارض من الشمس. فالطريق المبني في مكانها اطلق عليه اسم "الطريق السماوي". وعليه اعتبرت سكة الحديد التي يجري بناؤها على قدم وساق،حاليا، طريقا من الحديد يفضي إلى "السماء".

ثمة هضبة ترتفع، عاليا في جنوب الصين الغربي الميال إلى الشمال.. ويفوق معدل ارتفاعها 4000? فوق مستوى سطح البحر، ويعلوها ما يزيد عن 50 قمة شاهقة بارتفاع ينوف على 7000 متر فوق مستوى سطح البحر.. بما فيها قمة جومولانغما بارتفاع يفوق 8000 متر فوق مستوى سطح البحر..هي الاعلى من نوعها فوق الارض. هذه الهضبة بقعة من بقاع الارض تعانق السماء، وتبدو كما لوانها جزيرة في الجنة تتراءى في الهواء وتتلفع باللثام الذي تكتنفه الاسرار. . الا وهي هضبة تشينغهاي – التبت المعروفة باسم "سقف العالم" او " القطب الثالث للكرة الارضية".. على الدوام ترتسم في الخواطر سماتها "برودة"? "وحشة"? "نقص الاكسيجين"? "دوار المرتفعات".. وقد يؤدي مثل هذه الخصائص الجغرافية الفريدة والموانع الجوية المحلية إلى الحيلولة دون لجوء الانسان إلى ازعاجها وتعكير صفوها.. مما يضمن التكوين المتكامل لملامحها الجغرافية وتميزها بغنى انواع الاحياء. فتكون هناك جبال مغطاة بالثلج يلمع بياضها الناصع، وبحيرات مقدسة تطفح بالمياه الصافية المنعكسة على صفحتها السماء الزرقاء والسحب البيضاء، ومعاشب مخضوضرة وصحراء غوبي مترامية الاطراف يعيش فيها عدد لا يحصى من الوحوش النادرة متعددة الانواع. هضبة تشينغهاي - التبت منطقة واسعة المساحة وقليلة السكان. والكثافة السكانية لكل كيلومتر مربع من ارضها لا تتجاوز اربعة اشخاص. قبل أكثر من عشرة اعوام كان أحد زملائي في المدرسة الابتدائية قد امضى اربعة اعوام هناك يعمل سائقا لشاحنة كبيرة. قال لي انه ما كان في استطاعته ان يرى انسانا ودخانا بعد ان يقطع عشرات الكيلومترات في تلك البيداء في كثير من الاحيان وهو يسوق الشاحنة. وبذلك كاد يفقد العقل بشدة الوحشة. هذا من جهة ومن جهة اخرى صادف احيانا وعلى غرة، في طريقه بعض التبتيين، بما فيهم العائدون إلى منازلهم بعد ان باعوا الاغنام، والمنتقلون من مرج إلى مرج اخر.. وحينذاك كانوا واقفين على جانبي الطريق يطلبون منه ان يسمح لهم باستقلال سيارته. التبتيون من طبيعتهم يحبون الغناء. فما ان صعدوا السيارة حتى بدأوا يغنون بلا انقطاع حتى نزولهم منها. وكان صوت طربهم يتردد صداه على امتداد الطريق، يعزي قلبي المستوحش