الهستامين عبارة عن مركب أميني أحادي حيوي فعال Biogenic monoamine ينتج من فعل إنزيمات بكتيريا روث الإنسان والحيوان Fecal bacteria على المواد البروتينية وأخص الحمض الأميني الأساسي المسمى الهستيدين Histidine . والهستيدين هو حمض أميني أساسي أو شبه أساسي Essential amino acid وهو أحد مكونات المواد البروتينية والتي تتغذي عليها يوميا ولا تصاب بأي أذى منه وذلك لوجوده في جسم الجزئ البروتيني وليس حراً طليقاً ومشوهاً كما هو الحال في الأسماك والبروتينات التي بدأت في التحلل والتعطن والتعفن. و يفرز هذا النوع من السم أيضاً بكثرة في الجسم من قبل الخلايا المعروفة ب:Mast cell والمنتشرة في الأنسجة الضامة Connective tissues ، و أيضا من قبل خلايا الدم البيضاء المعروفة بالخلايا القاعديةBasophils وذلك أثناء تفاعلات الحساسية وصدمة الحساسية الخطيرة والمهددة للحياةAnaphylactic shock (وأثناء أمراض الحساسية المختلفة). تتواجد خلايا الماست Mast cells بكثرة في كل من أنسجة الرئة وأغشية الأنف المخاطية وأنسجة العين المخاطية وتحت الجلد وبين الأنسجة المخاطية المختلفة. يستخدم الهستامين علاجيا كمادة تشخيصية لفحص كفاءة إفرازات الجهاز الهضمي وكعلاج لقاحي تدريجي لإزالة أو تخفيف استجابة الجسم للمستويات العالية من الهستامين Desensitizing agent ، ولحالات بعض أنواع السرطانات المتقدمة ، لفقدان السمع ، مرض منييرMeniere’s disease ، الآلام العصبية بالوجه Neuralgia of face ، ولتشخيص حالات فصام العقل Schizophrenia وذلك لما له من خاصية فارماكولوجية عالية في توسيعه للأوعية الدموية وتحريضه على إنتاج وإفراز الحمض المعدي والعصارات المعوية وخاصة الإنزيم ببسين. يدخل في استجابة جهاز المناعة الموضعي وتنظيم إفراز وإنتاج حمض المعدة ، وأثناء التفاعلات التحسسية (فرط الحساسية) حيث بعمل كوسيط مباشرة للتفاعلات التحسسية السريعة a mediator of immediate hypersensitivity ، عندما يفرز ويحرر من قبل mast cells يؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية ولزيادة نفاذية جدار الأوعية الدموية وهذا يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية مثل سيلان الأنف ، تدميع العينينWatery eyes ، وفي الرئة يؤدي تورم وضيق الممرات الهوائية لمنع الغبار ومسببات الحساسية allergens من الولوج إلى داخل الجسم والمحصلة لسوء الحظ هو صعوبة في التنفس (أزمة صدرية) ، صدمة تحسسيه قاتلة أو فرط الحساسية . من هذا يتضح أن الهستامين ليس في حقيقته سماً ، فهو هرمون حيوي داخلي مهم له وظائف مهمة يؤديها لحماية الكائن الحي مثله مثل باقي الهرمونات الأخري المشابهة في التركيب الكيماوي والوظائف الفسيولوجية (السيروتينين والأدرينالين والنور أدرينالين وغيرها) ، فكمياته التي تفرز إلى مجري الدم عند الحاجة له تكون مقننة كما أنه يتأيض (تزال سميته) بسرعة في الدم بواسطة الإنزيمات.