في الدقيقة 110 من زمن المباراة النهائية في كأس العالم لكرة القدم 2006 بين منتخب فرنسا لكرة القدم ومنتخب إيطاليا لكرة القدم ، حصل زيدان على كارت أحمر بعد أن نطح المدافع الإيطالي ماركو ماتيرازي، و قد تبادل اللاعبين قبل حصول الحادثة ببضعة ثواني بعض الكلمات الجارحة ، و بدأ المشادة عندما سحب ماتيرازي قميص زيدان ، فحاول زيدان أن يستفز ماتيرازي فقال له : لا تقلق سأعطيك القميص بعد نهاية المباراة ، فقام ماتيرازي بالرد عليه و قال : لا أريد القميص بل أريد أختك وقال له أنتم إرهابية وشتم أمه و أخته، فتراجع زيدان ، و سدد ضربة برأسه على صدر ماتيرازي أوقعته أرضا ، و لكن الحكم هوراسيو أليزوندو لم ير الواقعة ، فأخبره الحكم الرابع لويس ميدينا كونتاليخو بالحادثة ، فأشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه زيدان.
و قد اعترف ماتيرازي بأنه أهان زيدان ، و لكن قال أن أسلوب زيدان كان مبالغا فيه ، و قال زيدان أن ماتيرازي تكلم عن أمه و عن أخته ، و قد اعتذر زيدان للأطفال الذين شاهدوه و لكنه رفض أن يعتذر لماتيرازي.
و بعد المباراة ، قام الرئيس الفرنسي جاك شيراك بتكريم زيدان كبطل قومي ، و قال شيراك بأن الهجوم على زيدان غير منطقي ، و أن فعلته مبررة ، و قام رئيس الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة بإرسال رسالة إلى زيدان يسانده فيها.
و قام الاتحاد الدولي لكرة القدم بفتح تحقيق في الحادثة ، و قالوا أن الطريقة التي طرد فيها زيدان كانت قانونية ، وأسكت المنتقدين الذي يقولون بأن الحكم الرابع لويس ميدينا كونتاليخو قد رأى الحادثة عبر التلفاز، و غرم الفيفا ماركو ماتيرازي 5000 فرنك سويسري و إيقاف لمدة مباراتين دوليتين ، و غرم زيدان 7500 فرنك سويسري و إيقاف لمدة ثلاثة مباريات دولية.
خرج مدافع المنتخب الايطالي ماركو ماتيرازي عن صمته، ليروي وقائع المشادة الكلامية التي أدت إلى "النطحة" التي باتت الأشهر في عالم كرة القدم، والتي تعرض لها من نجم المنتخب الفرنسي زين الدين زيدان.
كلام ماتيرازي، الذي ورد في مقابلة له مع صحيفة "غازيت ديلو" الرياضية جاء فيه، أن السبب وراء ما قام به زيدان هو نتيجة كلام تفوه به المدافع الايطالي عن شقيقة كابتن المنتخب الفرنسي.
وفي التفاصيل، قال ماتيرازي إن زيدان، وفي أعقاب قيام المدافع الايطالي بشده من قميصه لأكثر من مرة، خلال المباراة النهائية لكأس العالم، والتي جرت في التاسع من يونيو/ حزيران في برلين، سأل ماتيرازي بتهكم، حول ما إذا كان يرغب بالحصول على القميص الذي قام بشده بعد المباراة، فما كان من اللاعب الايطالي إلا أن أجابه بأنه يفضل الحصول على شقيقته.
ماتيرازي قال إنه شعر بالغضب من سؤال زيدان الساخر، لذلك أجابه بعصبية، نافياً أن يكون على علم مسبق بوجود شقيقة لزيدان.
وجاء في المقابلة أن نجم الدفاع الايطالي يرفض أن يوجه له أحد اللوم على ما حصل، فهو لم يقم، على حد قوله، سوى برد الإهانة، زاعما أنه يعرف مدى سوء ما قاله، ولكن كثير من اللاعبين يتفوهون بأشياء أسوء.
غير أن اللاعب الايطالي أشار إلى أنه يدين لشقيقة زيدان بالاعتذار، مندداً في الوقت نفسه بانحياز FIFA إلى جانب زيدان، سيما وانه هو من كان ضحية الضرب بالرأس.
وكانت اللجنة الدولية لكرة القدم FIFA عاقبت زيدان بمنعه من اللعب لثلاث مباريات، غير أن العقوبة استبدلت بالخدمة الاجتماعية لثلاثة أيام، وذلك إثر اعتزال زيدان.
بينما سيمنع ماتيرازي من المشاركة في المباراة المؤهلة لكأس أوروبا 2008 بين فرنسا وايطاليا، التي جرت الأربعاء. .
وردّ اللاعب الايطالي إلى انه مستعد أن "يعاقب بثلاثة أشهر اوحتى ثلاث سنوات من الخدمة الاجتماعية على أن يكون موجوداً إلى جانب فريقه في ملعب سانت دينيس الاربعاء."
ماتيرازي، الذي رفض الاعتذار من زيدان، قال إنه مستعد للقيام ببادرة مواساة تجاهه، إضافة إلى انه على قناعة أنه من الممكن الوصول إلى سلام بينهما.
وأضاف ماتيرازي، أن باب منزله مفتوح دائماً لزيدان وانه لن يكون من الصعب على نجم المنتخب الفرنسي السابق أن يعثر على العنوان.