قام بوضعه رائد اللسانيات الحديثة نعوم تشومسكي ،يقع هذا النحو على الطرف النقيض من النحو التقليدي القائم على اعطاء امثلة الاطراد النحوي مع ذكر حالات الشدود.
من المسلم به انه لا يمكن للنحو التقليدي ان يحصر العدد اللامتناهى من تركيبات الجمل التي يمكن للغة ان تولدها.
على العكس من ذلك يقوم النحو التوليدي على اساس التوليد الرياضي القادر علي احتواء اللامتناهي اللغوي ، حيت يصاغ النحو التوليدي في هيئة صيغ رياضية يمكن من خلالها توليد جميع تركيبات الجمل السليمة للغة ما.
يعد النحو التوليدي ادة فعالة لتفسير الظواهر اللغوية كحالات الحدف و الاضمارو وجوب التقديم و التاخير و جوازهما, و حالات اللبس التركيبي وما شابه
يفترض النحو التوليدي التحويلي ثنائية البنية اللغوية (di-strata) بمعني ان هناك بنية ذهنية عميقة (deep structure ) تشمل العناصر الكاملة للمقولة اللغوية تتحول إلى بنية سطحية منطوقة (surface structure) لذا فالنموذج يتكون من مكونين اساسين هما:
المكون التركيبي الذي تنتظم داخله عناصر البنية العميقة و المكون التحويلي الذي يحدد البدائل الممكنة لبنيتها السطحية فاذا اردنا – اردنا على سبيل المثال – تمثيل الحدث اللغوي لهجوم مجموعة من اللصوص على بنك في الليل وفقا لمبدا ثنائية البنية ستشمل البنية العميقة, الممثلة للصورة الذهنية العناصر المكونة للحدث: الفعل و الفاعل و المفعول به و زمن الحدث, بناء على هذه البنية العميقة يمكن اخراجها على صورة أحد بدائل البنى السطحية التالية:
لقد تمركز النحو التوليدي حول التركيب (syntax- centeric) فقد جعل هذا النموذج من المكون الدلالي الخاص بالمعنى ناتجا فرعيا للمكون التركيبي, بمعنى امكان تفسير معنى الجملة استنادا إلى عناصر البنية التركيبية لها وهو ما يعرف بالدلالة التاويلية(interpretive semantics) وكان هذا التوجه موضع نقد شديد من قبل المناطقة و الدلاليين.
وقد حاول بعضهم اقامة نموذج لما يسمى بالدلالة التوليدية (generative semantics) جاعلين المكون الدلالي هو اساس البنية العميقة لكونه ثابتا بغض النظر عن الاختلافات السطحية التي تتجلى في هيئتها; المنطوقات اللغوية ظاهريا بالاضافة إلى كون الدلالة هي العنصر الموحد بين جميع اللغات حيث يثبت المعنى وتتغير وسائلها للتعبير عنه من لغة إلى اخرى.
واذا كان النحو التوليدي التحويلي قد همش الدلالة, فقد اغفل كذالك الصرف برمته تفاديا ان يجر وراءه المعجم بكل اشكالياته التي تستعصي على التعميم الرياضي و بما يرجع ذالك إلى ان هذا النمودج اللغوي قد اقيم على اساس اللغة الانجليزية التي تتسم بضمور الخاصية الصرفية.
علاوة على ما سبق, فقد عاب علماء النفس على النحو التوليدي التحويلي تعقد شقه التركيبي و كثرة قواعده التحويلية بصورة حرمت هذا النموذج من ان يحظى بدعم من علماء النفس كاساس لتفسير اكتساب الطفل للغته الام.