النبر في علم الصوتيات أو تجويد القرآن هو إبراز الصوت على مقطع من الكلمة. وهو أشيع في اللغات الغربية منه في العربية، بحيث يمكن أن يتغير معنى الكلمة في تلك اللغات بتغير موقع النبر، بينما في العربية لا يغير النبر المعنى لكنه قد يساعد السامع على الفهم.
انظر الجملتين: (1) جاء معلم العربية و(2) جاء معلمو العربية.
أولا أود أن أشير إلى أن العامة يخطئون فيقرؤون الجملة الثانية مع واو بعد الميم في كلمة معلمو هكذا:
مُ عل لِ مولْ عَ رَ بيّ يَ ةِ
وهذا ممنوع،أقصد أن "مول" هذه ممنوعة،والصواب "مُل" هكذا:
مُ عل لِ ملْ عَ رَ بيّ يَ ةِ
إذا فهمت هذا التصويب، فستلاحظ الآن أن الجملتين "جاء معلم العربية" و "جاء معلمو العربية" لهما نفس التقطيع:
مُ عل لِ ملْ عَ رَ بيّ يَ ةِ
ولذلك فإذا قلت لشخص "جاء معلمو العربية" (دون استعمال النبر) فلن يعلم أنك تتحدث عن جمع من المعلمين بل يظنك تتحدث عن معلم واحد. وهنا يأتي النبر ليفرق بين الجملتين: في الجملة الأولى النبر على المقطع "عل" (وربما يضعه البعض على المقطع "ل")، بينما في الجملة الثانية النبر هو على المقطع "مُل" ليدل على أن أصلها "مول" ولكن حذفت الواو لمنع توالي الساكنين على الواو واللام، فتلفظ "مل" في الجملة كما تلفظ كلمة كلْ في قولك "كل ما شئت واشرب ما شئت" وليس كما تلفظ مقطع "كل" بقولك "لا تَشكُ الفقرَ بل حاربه".
ومن الأمثلة في القرآن الكريم قوله تعالى "واستبقا الباب" فيحسن النبر على "قا" لتفريق "استبقا" عن "استبق" وقوله تعالى "فسقى لهما" فيحسن فيه النبر على السين وليس "قا" لكي يعرف السامع أن المقصود أن موسى عليه السلام سقى الأغنام للمرأتين، ولا يتوهم أن "فسقى" هي "فَسَقَا" أي أن هناك اثنين أصبحا فاسقين.والله أعلم وأنوه إلى أن النبر ليس إلزاميا بل مستحسن فقط.
واهتم علماء العروض أيضا بالنبر وذلك لأنه يحدد أحيانا وزن البيت، غير أن هناك معايير غير النبر تحدد بشكل أدق علم البحور الشعرية.