الرئيسيةبحث

نادي الزوراء



الزوراء إمتداد لفريق السكك

السكك ـ النقل ( 1937 ـ 1974 ) المواصلات ـ الزوراء ( 1969 ـ 1975 )

بديةً أود الاشارة إلى ان تاريخ تأسيس النادي كان ولا يزال مثار جدل و خلاف بين المؤرخين والاعلاميين والجهات الرسمية من جهة و بين أبناء وجماهير النادي من جهة اخرى ، أسباب و دواعي الخلاف عديدة ، سنعود لذكرها لاحقاً ..

في مطلع عام 1937 تقدم عدد من عمال السكك الحديدية في بغداد بزعامة كلاً من النقابي الشهير محمد صالح القزاز و نوري روفائيل و يوسف متي و جميل توما (وجميعهم كانوا من كوادر مؤسسة السكك ومحسوبين على التيار الماركسي ) بطلب إلى الجهات الرسمية لإنشاء نادي رياضي خاص بعمال مؤسستهم ، إسوةً بباقي مؤسسات الدولة (المدنية و العسكرية) . لم يدم انتظار عمال السكك طويلاً ، فقد حصلوا على الموافقة الرسمية في أواخر عام 1937 و أنشئوا ناديهم الرياضي في نفس مقر مؤسستهم الواقعة محل فندق الرشيد حالياً . و بقوا في نفس الموقع طيلة فترة وجوده ، أي لغاية عام 1974 . كان فريق السكك يعد أحد أهم وابرز الفرق العراقية و يحضى بقاعدة جماهيرية واسعة . في عام 1974 تغير اسمه من السكك إلى ( نادي النقل ) بعدما قررت الحكومة العراقية حل فرق المؤسسات واسدال الستار نهائياً على دوريهم ليحل محله دوري الاندية . شارك فريق النقل في النسخة الاولى من دوري الاندية (موسم 1974 ـ 1975) و رغم المستوى الطيب الذي قدمه الفريق والذي اوصله بجدارة واستحقاق إلى لقب الوصيف إلا ان هذا لم يشفع له ، حيث تم (الغاء) الفريق بطريقة دراماتيكية بهلوانية عجيبة ... بعدما أمضى 37 عام من العطاء والتألق .. كان عذر وزير المواصلات اقبح من فعله فهو تحجج بأن النقل لا يملك مقر ولا ملعب ونحن نعرف جيدا ان النقل هو ذاته السكك ومقره منذ عام 1937 و لغاية 1974 لم يتغير ، لكن اتضح فيما بعد ان النادي قد تعرض لعملية قرصنة وسطوا من قبل ضيفه المدلل فريق المواصلات بتخطيط وايعاز وترتيب من مؤسسه (العزي) وهدفه كان الاستحواذ على مقر فريق النقل (السكك) وباقي ممتلكاته .


نأتي إلى قصة فريق المواصلات

أسس فريق المواصلات بتاريخ 29/6/1969 على يد وزير النقل و المواصلات المرحوم عدنان أيوب صبري العزي والذي اصبح فيما بعد وزيرا للشباب والرياضة ، تغير اسم النادي لاحقا من المواصلات إلى نادي الزوراء عام 1972 . كان مقر فريق المواصلات منذ لحظة تأسيسه في نفس مقر نادي السكك الحديدية وبقى في نفس المقر إلى عام 1977 لينتقل بعدها إلى موقعه الحالي ، أي ان نادي الزوراء ولد وترعرع في رحم وكنف نادي السكك الحديدة وبالتالي ورث جميع املاكه ابتداءا من المقر و الملعب والاثاث إلى اللاعبين والكوادر الادارية والفنية . شارك فريق المواصلات (الزوراء) في دوري فرق الدرجة الرابعة وتدرجة بخطا ثابتة وموزونة إلى دوري فرق الدرجة الثالثة والثانية ثم صعد إلى دوري الدرجة الاولى عام 1975 و لعب بتشكيلة جديدة ظمت معظم لاعبي فريق النقل المنحل (ان لم يكن جميعهم) وعدد بسيط من لاعبي فريق البريد المنحل ايضا ، وخرج بهم مظفرا بلقب الدوري. توضيح أسباب الجدل والخلف

من أهم اسس وقواعد ومواصفات الارشفة والتوثيق ” الحيادية و الاستقلالية و دقة المستندات و عرض المصادر ” للأسف الشديد كل هذه الاسس مفقودة عندنا وبالتالي نحن لا نملك مراجع ارشيفية موثوقة نستند و نحتكم اليها عند الحاجة ، لذا فأن كل ما يدون وينشر عن تارخ الرياضة العراقية ما هو الا محض اجتهاد وافتاء ، معتمدين على بعض قصاصات من الصحف والجرائد القديمة وعلى ذاكرة بعض الرياضيين والمشجعين القدامى . غياب التوثيق العلمي خلق لنا ثغرات كبيرة ومشاكل عويصة في قراءة ومعرفة تاريخنا الرياضي .. الانظمة الرجعية التي حكمت العراق عبثت كثيرا بتاريخنا وطمرت العديد من صفحاته خصوصا تلك التي تتعارض وتتقاطع مع توجهاتها ومشاريعها .. معظم الباحثين والمهتمين بالشأن الرياضي لم يجدوا امامهم سوى الروايات الرسمية والوثائق المفبركة ولم يكن امامهم سوى قبول تلك الروايات واعتمادها كمراجع ووثائق تاريخية ليبنوا عليها ابحاثهم و اطروحاتهم . عودا لموضوع نادي الزوراء وعلاقته بفريق السكك الضروف والعوامل والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة التي زامنت فترة تاسيس الناديين كانت مختلفة اختلاف كبير لهذا يجب علينا ان ننظر إلى تلك الفترة نظر شمولية واسعة لكافة الجوانب والحيثيات والمتغيرات والارهاصات لتتضح لنا الرؤية بشكل اكبر. النقابي والميكانيكي المعروف محمد صالح القزاز مؤسس نادي السكك الحديدية كان في ثلاثينيات القرن الماضي محسوب على الماركسيين الاوائل في العراق و سكرتير النادي يوسف متي كان ماركسيا ايضا واصبح فيما بعد أحد ابرز اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وعدد كبير من الاداريين والرياضيين كانوا ينتمون إلى الحزب الشيوعي العراقي لهذا اشيع عن النادي بانه نادي الشيوعيين وهذا خطأ كبير لأن النادي كان يمول ويدعم من وزارة النقل والمواصلات وليس من الحزب الشيوعي ولم يكن للحزب اي سلطة على النادي . أما الوزير السابق عدنان أيوب صبري العزي مؤسس فريق المواصلات فهو كان ينتمي إلى عصابات الحرس القومي التابعة لحزب العبث و يعد أحد قادة انقلاب 14 رمضان الاسود عام 1963 ، اعهدت اليه وزارة المواصلات عام 1964. من خلال موقعه المدني الجديد نجح العزي من ضرب عصفورين بحجر وذلك عندما إستأصل اعدائه الشيوعيين من وزارة المواصلات ومن كافة مؤسساتها وفرقها الرياضية ، وبدء يعمل على استثمار فعلته الشنيعة لصالحه الشخصي وذلك عندما استحدث فريق الزوراء وسخر كل امكانياته وعلاقاته لتمرير مخططه العبثي ، مستعينا بقرار مجلس قيادة ثورته السوداء القاضي بتصفية المعارضين السياسيين (الخونة) و بعده قرار حل فرق المؤسسات الذي جاء بوقته وحسب ما تشتهيه نفسه ليستغلهما لصالحه الشخصي و ليلغي بهما تاريخ نادي السكك (النقل) العريق و يستحوذ على تركته الثمينة من مقر وممتلاكات و إداريين ولاعبين الخ .

الغريب في الامر اننا عندما نعرض هذه الحقائق والوقائع التاريخية عن النادي على المؤرخين والاعلاميين والجهات الرسمية ذات العلاقة نجدهم يتفقون معنا بان الزوراء ما هو إلا امتداد للسكك لكن للأسف الشديد عندما تصل المسئلة إلى التوثيق الرسمي تتغير مواقفهم وينكرون على الزوراء صلته بفريق السكك .. زميلنا العزيز واستاذنا الكبير الدكتور منذر العذاري أقر بعد نقاش طويل بأن تاريخ الزوراء زورته العصابات المجرمة (حسب وصفه) والوثائق الموجودة تقول غير الذي نعرفه والكلام هنا للدكتور العذاري. حتى الدكتور موفق عبد الوهاب عضو الهيئة الادارية الاخيرة لنادي الزوراء والذي اشرف على اعادة توثيق تاريخ النادي بعد سقوط الصنم أيد ما ذهبنا اليه وقال (وأوافقك الرأي بشأن ما قلته حول تاريخ الناي وعدم جواز اهمال الفترة التي سبقت تسمية نادينا بالتسمية الحالية(الزوراء) وانه امتداد لناي النقل وفريق السكك وهذا ما اكده لي ايضا السيد سعيد عبد الحسين وكل ما قلته صحيح بشان ما قاله البعض من اللاعبين حول هذه المسألة خصوصاً واني سمعتها من الكابتن كاظم خلف الذي كان ينتمي للحزب الشيوعي واعتقد بانك تعرف ذلك جيدا .) لكنه مع هذا لم نلمس منه ولا من غيره تحرك جدي لتصحيح اخطاء الماضي واعادة توثيق الحقائق التاريخية كما هي . موقع نادي الزوراء على شبكة الانترنت: www.zawraaclub.com