الرئيسيةبحث

ميناء سواكن

سواكن ميناء في البحر الاحمر في دولة السودان واشتهر قديما وكانت الرحلات تمر به بعد عبور المواني المجاوره له مثل ميناء جدة وميناء أملج وميناء ينبع في اللملكة العربية السعودية وميناء القصير وميناء سفاجة في دولة مصر

هناك معتقد تاريخي/ديني بان النبي سليمان كان يسجن فيها الجن ويقال بان اسمها كان سواجن

تقع سواكن على الساحل الغربي للبحر الأحمر على خط عرض 19.5 درجة شمال خط الاستواء وخط طول 37.5 درجة شرق ، وهي كانت في الأصل جزيرة سواكن ثم توسعت إلى " القيف" وما جاوره فغدت مدينة سواكن التي تضم الجزيرة و"القيف" و "كاس الدور" و"الملكية" و"المشيل" و"اندارا "و"الليلي" وغيرها...بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أهلا وسهلا بأهلنا البلو الحدارب الذين سأشرح لهم بالتفصيل مايخفى عليهم من

تاريخ جزيرة سواكن التي قال عنها (دي كاستروا البرتغالي) إنها لشبونة الشرق.



البلو:ذكر المؤرخون أنها قبيلة عربية تعرف باسم (بلي) أصولها قحطانية هاجرت من أقصى

شحر في حضرموت إلى الحجاز ومن ثم إلى سواحل البحر الأحمر قبل الإسلام .

وكانت مساكنهم بين ينبع والمدينة المنورة حيث بادر أهلها بالإسلام عند بزوغه

كما صحب كثير من زعمائها النبي صلى الله عليه وسلم في موقعة بدر الكبرى وقد ذكرهم

صاحب كتاب جمهرة أنساب العرب والنويري في نهاية الأرب .

نزحت أعداد كبيرة من هذه القبيلة إلى أرض مصر في مقدمات الموجات العربية واجتازت

مجموعة منها الحدود المصرية إلى مواطن البجة في الصحراء الشرقية كمقدمة لباقي الهجرات

العربية التي دخلت أرض البجة واختلطت وتزاوجت معهم ولا يزال هناك جزء من هذه القبيلة

بصعيد مصر .

سيادتها على البجة: احتفظت قبيلة البلو نسبيا بكيانها كجماعة أرستقراطية متميزة

وتدل الأحداث التاريخية أن قيادة البجة آلت لهذه القبيلة .ومن قادتها المشهورين(كنون بن

عبد العزيز) و(علي بابا)وكانت للبلو إمارة سواكن باعتبارها من إمارات الأبواب السلطانية

حتى تحولت الإمارة إلى الأشراف(الأرتيقا) في القرن السابع الهجري.


من هم الأشراف الأرتيقا: تنتسب قبيلة الأرتيقا إلى الشريف علي بن عبد الله الداعي

الغمري الحسني المهاجر من جبل حرام بشمال اليمن إلى مصوع وتزوج بها من السادة

آل باعلوي وأنجب ابنه محمد جمال الدين وكان يعمل بالتجارة بين سواحل مصوع وسواكن

والحجاز واليمن حتى إستقر به الأمر للاستقرار بجزيرة سواكن لفشل الشريف للاسقرار بمصوع

وعند قدومه لسواكن كان على رأس إمرتها البلويون فقام الشريف علي الداعي بتزويج

ابنه الشريف محمد جمال الدين من بنت أحمد البلوي أمير سواكن ثم قام الشريف شخصيا

وتزوج من قبيلة البويكناب(وتعني أصحاب الدماء) الشق الثاني لجزيرة سواكن

وأنجب ابنه أحمد الملقب باسوفير (أي الذي لايكترث بالأعداء) وبذلك صاهر الشريف

علي بن عبد الله الداعي أقوى جناحين في سواكن ليأمن على تجارته

ثم بعد أن شب الشريف أحمد باسوفير تزوج شقيقة زوجة أخيه بنت أحمد البلوي.

وكانت هذه الأسرة تعمل بالتجارة ,ولما أثبت الشريف محمد جمال الدين مكانته ولاه شريف

مكة القضاء في سواكن فأصبحت لهذه الأسرة مكانة مرموقة في سواكن بفضل صلاتهم التجارية

وتوليهم القضاءومصاهرتهم للبلو بالإضافة لنسبهم الشريف لذا بعد أن اطمئن الشريف علي

الداعي لموقف أسرته آثر أن يرجع إلى دياره الأولى في جبل حرام وقضى بقية حياته هناك حتى

توفي هناك.

إمارة الشريف علم الدين بن أحمد:

كان أمير سواكن الحدربي (البلوي) وأمير دهلك قد درجا على الاستيلاء على أموال التجار

الأجانب الذين يموتون في بلادهم . وفي عام 663هجري تقدم تاج الدين القرطبي بشكوى

إلى الظاهر بيبرس سلطان مصر متظلما من قاضي القضاة لتساهله مع أمير سواكن الحدربي

غير أن سلطان مصر أمر بسجن تاج الدين القرطبي وفي نفس الوقت أمر والي قوص بالتحقق

في موضوع أمر الشكوى فأرسل والي قوص بعثة عسكرية للتحقق في الأمر وعندما تناهى

إلى أسماع أمير سواكن الحدربي خبر البعثة ظن أن شكوى تاج الدين آتت أكلها فما كان منه

إلا أن ترك سواكن واتجه نحو البادية .

وصلت البعثة إلى سواكن عام 664هجري الموافق 1265م ووجدتها خالية من أميرها

البلوي الحدربي وبعد التحقق في الأمر وجدت البعثة أن الأشراف الموجودين بالجزيرة يتمتعون

بمؤهلات تستوجب تسليمهم أمر إدارة سواكن فرفع الأمر إلى (السلطان الظاهر بيبرس)

فرأى أن يولي الشريف علم الدين بن أحمد بن علي بن عبد الله الداعي أميرا على سواكن

وبهذا انتقلت الإمارة من البلو الحدارب إلى الأشراف وعمل الشريف على نشر الأمن في المنطقة

حتى عام 680هجري عندما اندلعت حرب بين جهينة ورفاعة في صحراء عيذاب

(كما في كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي)

فأرسل سلطان مصر كتابا للشريف علم الدين ليعمل على وقف الحرب بين الطرفين وبالفعل

أرسل الشريف في طلب زعماء القبيلتين وأخذوا منهم العهود والمواثيق حتى عقد الصلح.


رجوع الإمارة إلى البلو:

استمر الأمير علم الدين يسوس إمارته حتى عام 717هجري عندما استولى بعض رعاياه

على ثلاث سفن خاصة بصاحب اليمن محملة بالهدايا للسلطان الناصر بن قلاوون فأمر الشريف

بإخلاء سبل السفن وأخذ مافيها من أحمال وعندما وصلت السفن لعيذاب تقدم الربان بشكوى

لنائب السلطان الذي أوصل الشكوى للسلطان قلوون الذي بادر بإرسال حملة مكونة

من 500 فارس بقيادة علاء الدين مغلطاي لتأديب أمير سواكن . وعند وصولها

إلى سواكن لم تجد الشريف الذي فضل أن يرحل بأهله إلى خور بركو وطوكر وهنا رأى

علاء الدين تنصيب أحد الحدارب البلويين أميرا على سواكن وذلك لتأديب الشريف علم الدين.


رجوع الإمارة للأشراف :

من المعلوم لدينا أن شريف مكة محمد نجم الدين أبونمي الأول بن أبي سعد الحسن بن علي بن

قتادة الحسني تزوج بنت الأمير الشريف علم الدين وأنجب منها ابنه عز الدين زيد الأصغر بن أبي

نمي الذي عاش في كنف جده علم الدين كما يقول النسابة جمال الدين بن عنبة في كتاب

(عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب ) ((عز الدين زيد الأصغر بن أبي نمي ملك سواكن

وكان لجده لأمه وهي من بني الغمر بن الحسن المثنى ثم سم هناك فخرج إلى العراق...))


لذلك في عام 719هجري عين السلطان الناصر بن قلاوون الشريف زيد بن أبي نمي

أميرا على سواكن وهو حفيد الشريف علم الدين في ظروف لم تفصح عنها المصادر التاريخية

ثم أن الشريف زيد ترك الإمارة في ظروف غامضة إثر محاولة اغتياله بدس السم له

فرحل إلى العراق وأصبح نقيب الطالبيين هناك .

وبعد إمارته اكتنف أمر إمارة سواكن الغموض ويرى الأستاذ محمد صالح ضرار

أن أمير سواكن من الأشراف أخذ ضرائب باهظة من التجار الهنود عام 824هجري

ومايتضح هو سيطرة البلو على سواكن مرة أخرى قبل احتلالها من قبل السلطنة الزرقاء.


عهد الفونج:

غزا قائد الفونج العبدلابي جزيرة سواكن عام 914هجري واستطاع دحر جيوش أمير سواكن

الحدربي البلوي .وكان ذلك بمساعدة الشريف عبد الله بوش الذي عينه قائد الفونج أميرا على

سواكن وهكذا حل الأشراف سادة على سواكن بعد البلو وورثوا عنهم اسمهم البجاوي القديم

(حدارب) وأصبح زعيم الأشراف يلقب بأمير الحدارب .

استعادت سواكن شهرتها التجارية وانتعشت أسواقها حتى سادت مقولة (أن أول سواكن

على يد بوش) وصارت مثلا شائعا يدل على نمو سواكن وازدهارها واستمر الحكم إلى

أن احتل البرتغاليون سواكن عام 923هجري وحكموها فخرج سنان باشا عام 937هجري

وطهر البحر الأحمر من جيوش البرتغاليون فعادت سواكن للأمير عبد الله بوش إلى وفاته

ثم تولى الإمارة ابنه الأمير الشريف دس الحدربي الذي سلمها من بعده لابنه الأمير الشريف

موسى دس الحدربي .

ثم حكم الأمير الشريف عبد الوهاب موسى الحدربي الذي تصفه المصادر التاريخية بحسن الأخلاق

وحلو المعشر كما في كتاب (سيرة الحبشة)للحسن بن أحمد الحيمي.

ثم تناقلت السلطة بين فروع القبيلة إلى أن كان آخر من استلمها وهم فرع الكرباب

أحفاد الأمير الشريف أحمد كرب بن الأمير عبد الله بوش وهم الذين في عهدهم تلقبوا

بالأرتيقة ومعناها الرقي والنبل والشرف وارتقاء السلطة


لقب أرتيقا:

أخيرافي عهد الكرباب استقرت هذه القبيلة العريضة من الأشراف على اسم الأرتيقة الذي أطلقه

البجا على هذه القبيلة ومعناه ارتقاء السلطة والنبل والشرف وأصبح للاسم وقع في نفوس

البجا فإنه إذا سمع لفظ أرتيقا تأتي على مخيلته تلك الإمارة العظيمة والسؤدد والتجارة

والشرف .


اسمر الحكم يتناقل بين السادة الأرتيقا بني الغمر بن الحسن المثنى إلى أن جاء المستعمر

بقيادة الحكم الثنائي فخفض الإمارة إلى نظارة ثم إلى عمودية وعمل على تمزيق أواصر

القبيلة لأنها أيدت المهدية وناصرت المجاهد عثمان دقنة فبنى الانجليز مرسى الشيخ

برغوث الذي يسمى بورسودان حاليا ليعملو على خراب سواكن وقطعوا وصول القطار لسواكن

فماتت المدينة وتشتت القبيلة منهم من ذهب إلى طوكر وكسلا وبورسودان والخرطوم والأبيض

والفاشر في دارفور وكلهم يعملون بالتجارة وتعلم معظم أبناء القبيلة في الجامعات

ولكن مازلت القبيلة ترثي نفسها .


ولكن بفضل الله تم تعيين الشريف البروفيسور حسن أبوعائشة حامد الغمري الحسني

وزيرا للدولة بوزارة الصحة وهو أول رجل من السادة الأرتيقا يتم تعيينة في الحكومة

منذ الاستقلال .


والآن يوجد حي ضخم جدا في مدينة الأبيض يسمى حي (الحدارب)

وهم جميعهم من كبار التجار ورجال الأعمال من قبيلة الأرتيقا



فهذه هي قصة تاريخ سواكن مفصلة ياأخوالي وأرجوا ألا أكون قد مللتكم


منقولة من كتاب (إمارة سواكن من المنشأ إلى ميناء عثمان دقنة) تأليف الشريف محمود

أبوعائشة حامد الغمري الحسني.



وصلى الله على سيدنا محمد.