مملكة ميشان: مملكة( ميشان) التي تتكون من الآراميين في منطقة ملتقى دجلة والفرات، وفي شرق البلاد بمدينة الاهواز، وقد تولى حكمها الملوك الآراميون منذ عام 221 ق. م
330ق م جاء جيش اليونانيين بقيادة الاسكندر المقدوني للعراق سنة 330 ق.م مر الاسكندر المقدوني علي منطقة ميشان وهو عائد من انتصاراته على الفرس والهنود. وقد بعث الاسكندر الحياة في تلك المنطقة وامر يتشييد مدينة ( خاراكس اوخارسين CHARASSEN )كما بني ميناءا باسم ( بيلا PELLA ) وميناءا اخرا في جزيرة ايكاروس (فيلكا)،
واختار السلوقيون شيخا من شيوخ المنطقة من المعتقد انه ارامي او كلداني- بابلي الأصل حاكما على المنطقة وكانت هذه الخطوة بداية لتأسيس مملكة ميشان في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد وقد ورد ذكرها في المصادر الارامية والعبرانية بهيئة ميشان وفي الفارسية ميشون وفي المصادر الكلاسيكية ميسين messem
وتكلم طه باقر عنها قائلاً: "ان جل سكانها من الاراميين".
221 ق م خلال حكم الملك السلوقي انتيوخس الثالث سنة 221 ق.م كان حاكم منطقة ميشان او الاحواز بما فيها المدينة الرئيسة خاراكس يدعى (بايكادس PYKADES) ويظهر ان مملكة ميشان التي كانت تتحدث بالارامية والفارسية لها علاقات متميزة مع التدمريين ومع الانباط القادمين من بطرا (البتراء) التي اصبحت تميل للنفوذ الروماني. ومن ملوك ميشان (بتراويوس الثاني) الذي نقرأ على النقود التي سكها لقبين هما يوركتيس وسوتير اي العاهل والمنقذ كما نلحظ في نقوده صيرورة لباسه الملكي ذا طابع شرقي.. وخلف هذا الملك العاهل (اتابنلوس) ثم (ابزكلوس)
وكانت مملكة ميشان الكلدانية- الارامية البوتقة التي تضم مختلف الاثنيات الكلدية والنبطية والفارسية، فكانت لها علاقات في بداية القرن 1م مع مملكة ( حدياب ) الارامية، وكان أحد الامراء الحديابيين وهو (ايزات) قد قابل أحد التجار اليهود في ميشان واقتنع بالايمان باليهودية فلما عاد اصبح ملكا على حدياب بين 30 -36 م بحسب ما جاء في كتاب (تاريخ اليهود) لفلافوس جوزيفوس:
وظلت المملكة قائمة حتى اكتسحها الملك (متر يدتيس الرابع )في الاعوام (128 -147 م) واحتل عاصمتها ميشان (كرخا) ونقل اهاليها إلى مدينة (فرات - ميشان) التي كانت واقعة على نهر دجلة القديم جنوب المحمرة بحوالي (18 كم) وفي تلك الفترة دخلت المسيحية إلى ميشان خاصة في مدينة جنديشابور بواسطة مبشرين قد قدموا من مدينة انطاكيا من اصول رومانية وارامية وأخذ يطلق عليها ( بيت هوزاي ) التي ربما أصل كلمة الاهواز، وسميت جنديشابور من قبل ساكنيها (بيت لافاط) اي مكان الهزيمة وانتشرت المسيحية في منطقة بيت قطرايا (قطر) وفي البحرين وفرات - ميشان (قرب البصرة فيما بعد)
المصدر شيلدن، نورلمان "ميشان : دراسة تاريخية اولية ، ترجمة فؤاد جميل.. مجلة الاستاذ مجلد 12 (63 - 1964) ص 434- 463