تنتشر جذور عائلة الموسوي في جميع أرجاء العالم ، إلا أن أنتشارها الواضح يلاحظ في الشرق الأوسط من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحتى المغرب العربي . ويوجد أيضا من أبناء العائلة في دول أسيوية مختلفة مثل أفغانستان والهند وباكستان ، كما توجد أفراد من العائلة في دول شرق أوروبا مثال اوكرانيا والدول المجاورة لها.
وتنحدر عائلة الموسوي من سلالة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي سلالة قبيلة بني هاشم وهم من ذرية الأئمة والإمام علي وفاطمة الزهراء عليهم السلام. وتم تسمية العائلة بالموسوي نسبة إلى الإمام موسى بن جعفر حفيد الإمام علي ابن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
الإمام موسى الكاظم عليه السلام
نسبه
الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين السبط ابن الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم سلام الله جميعا. ولد الإمام الكاظم ( عليه السلام ) أواخر حكم الدولة الأموية، وتحمّل أعباء الإمامة وعمره الشريف عشرون سنة. وكانت حياته ( عليه السلام ) مدرسة لمن يدرسها ويتأمل فيها. وكانت فترة إمامته من أشد فترات التاريخ الإسلامي محنة على أهل البيت ( عليهم السلام )، والمستضعفين من طبقات الأمة فتحملها الإمام بثباته وصبره حتى سمّي بالكاظم لكثرة ما كظم من الحزن والألم .
سيرته وفضائله
لقد تحدثت الروايات عن علاقة الإمام ( عليه السلام ) بالله وعن عبادته وزهده، وكان الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) دؤوبا على قراءة القرآن حريصاً على حفظه وترتيله، والعمل بمبادئه وقيمه والتمسك بمنهجه ورسالته، وكان ( عليه السلام ) احفظ الناس لكتاب الله عز وجل وأحسنهم صوتاً به وكان إذا قرأ يحزن ويبكي السامعون لتلاوته، وكان الناس بالمدينة المنورة يسمونه ( زين المجتهدين ).
أمّا عن عفوه وإطلاقه للعبيد فروي أن غلاماً زنجياً مملوكاً، قد اشتاقت نفسه إلى نسيم الحرية فلم يجد ملجأً غير سليل النبوة الكاظم ( عليه السلام )، فقصد الإمام ولكن الحياء عقد لسانه وثقلت عليه الكلمة، فاكتفى بعرض حاله على الإمام واختار تقديم هدية متواضعة للإمام ( عليه السلام ) فقبلها وكافأه على ذلك بأن أطلقه وحرّره من العبودية، والقصة طويلة أوردها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، ومن مناقبه الأخرى العلم، والحلم، والتواضع، وشدة الخوف من الله، والكرم، وكثرة التصدق على الفقراء .
جهاده
نشأ على يديه الكثير من التلاميذ من العلماء والرواة، ولكن النظام العباسي الذي كان يخشى من انتشار الوعي الإسلامي الأصيل، ومن اتساع تأثير شخصية الإمام؛ واجه الإمام وأصحابه بمختلف الضغوط المشددة حيث سجن بعض أصحابه أمثال ابن أبي عمير. وطارد الشيعة، فقتل الكثير من العلويين وشرد الكثير منهم في الأقطار، وأوعز إلى بعض الشعراء للنيل من أهل البيت (عليهم السلام)، ولكن الإمام كان يواصل مهمته التعليمية في الدفاع عن أهل البيت (عليهم السلام)، لذلك كان يصرح بالحق، وتوعية الأمة بالحقائق التي حاول أعداء أهل البيت إخفاءها، حتى في محضر حكام عصره.
قبس من حكمه ومواعظه
قال الإمام الكاظم ( عليه السلام) :
وجدت علم الناس في أربع: أولها أن تعرف ربك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك عن دينك .
وقال الإمام ( عليه السلام :(
كثرة الهم تورث الهرم، والعجلة هي الخرق، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن أحزن والديه فقد عقـّهما .
وقال ( عليه السلام :
اتقِ الله وقل الحق، وإن كان فيه هلاكك، فإن فيه نجاتك، واتق الله ودع الباطل، وإن كان فيه هلاكك .
شهادته
عاصر الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) خلال فترة إمامته أربعة من الخلفاء العباسيين وهم: المنصور ـ المهدي ـ الهادي ـ الرشيد، وقد زخرت هذه الفترة بالأحداث والوقائع التاريخية الخطيرة وكان من ابرز تلك الوقائع هي الثورات، والسجن، والملاحقات، والقتل الفردي والجماعي لآل علي بن أبي طالب ( عليهم السلام (وبني عمومتهم من الطالبيين، فالولاة يحكمون ويعبثون ويتصرفون كيف شاءوا ما زالوا محافظين على طاعة الخليفة المركزية لأن المطلوب هو الولاء للخليفة العباسي، لا بسط العدل وإقامة أحكام الإسلام .
وفي مثل هذه الأوضاع كان طبيعياً أن يضطهد الإمام ( عليه السلام (ويقبع في غياهب السجون. فقد أودعه الخليفة هارون الرشيد السجن وأخذ ينقله من سجن إلى سجن حتى قبض شهيداً مسموماً في سجنه الأخير وهو سجن السندي بن شاهك في بغداد، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر رجب المبارك من عام ثلاثة وثمانين ومائة للهجرة .