الرئيسيةبحث

مملكة أوسان

تُعلم مملكة أوسان العتيقة في جنوب الجزيرة العربية (اليمن) - و عاصمتها "هجر يهر" في وادي مرخة جنوب وادي بيحان – الآن بتل صناعي يسمى محلياً هجر أسفل بعدما كانت واحدة من أهم الممالك الصغيرة في جنوب الجزيرة.
كانت هجر يهر مركزاً لحضارة كبيرة و غنية بشكل مدهش متأثرة بـ الحضارة الهلينية، بمعابد و قصور محاطة بالمساكن المبنية من الطين المحروق، و موقع محتمل لسوق كبير، و مكان لاستراحة القوافل المسافرة. و أحرز الملوك الأوسانيون إمتيازات كبيرة، و سلطة دينية على شعبهم، كما أنهم تأثروا بالنموذج اليوناني في الهيئة.
و امتد نفوذ أوسان إلى إفريقيا و الهند حيث كان الساحل الإفريقي يسمى بالساحل الأوساني، و كانت أوسان من أكثر ممالك اليمن نفوذاً و ثراء حتى قضت عليها مملكة سبأ.
دُمرت مدينة هجر يهر في القرن السابع قبل الميلاد من قبل الملك السبأي كرب إل وتر طبقاً للنصوص السبأية التي تتحدث عن النصر بصيغ تقر بأهميته للسبأيين.
اعتمدت حضارة أوسان على ري الفيضان السنوي للمحاصيل في الربيع و الصيف عندما ينزل السيل من الوادي و يغرق الحقول مؤقتاً تاركاً كمية من الطمي الناشيء عما نحتته الرياح من سطح الأرض تكشف نمط الحقول و المجاري المائية. و تأريخ الكربون المشع لبقايا الري في البيئة المحيطة يقترح أن الري المحوري هُجر في النصف الأول من القرن الميلادي الأول، و أن السكان نزحوا عن المنطقة دون أن يُعاد إعمار المكان.
تكونت الأفكار الأولية عن هذه المملكة بواسطة سيراميك اكتشفها محمد سعد أيوب في موقع غير أثري تؤرخ إعمار المدينة حتى نهاية القرن الثاني قبل الميلاد بقيت صامدة حتى بداية القرن الأول الميلادي.
نشوء هجر يهر ترافق مع عواصم أخرى لممالك أقل شأناً في الوديان الكبرى، معين في وادي الجوف، مأرب في وادي بنا، تمنع في وادي بيحان، هجر يهر في وادي مرخة، و شبوة في وادي عرمة.
وُجدت الكثير من النصوص الأوسانية باللهجة القتبانية.