الرئيسيةبحث

مكتبة الشيخ محمد نصيف

فهرس

مؤسسها

مكتبة الشيخ محمد نصيف معلم ثقافي لمدينة جدة وللحجاز كافة وما ذلك إلا لأن مؤسسها الشيخ محمد بن حسين بن عمر بن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن نصيف كان شديد الشغف بالكتب كبير الحفاوة بالعلم والعلماء السلفيين وكان محباً للقراءة معنيا بجمع أمهات الكتب والمراجع والمخطوطات، حتى أصبحت مكتبته الخاصة من أشهر المكتبات الخاصة في العالم الإسلامي وفضلا عن ذلك فقد كانت مكتبة كبيرة تضم أكثر من ((ستة آلاف مجلد )) في فنون الدنيا وعلوم الدين وكانت مفتوحة للعامة ينهلون مما فيها من خيري الدنيا والدين .

منهج مؤسسها

كان الشيخ مؤسسة تلك المكتبة حريص على الدين الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تدخل على الناس الخرافة والبدع ولهذا عرف الشيخ محمد نصيف بأنه من أهل السنة والجماعة ،

وهو في ذلك يعتبر حلقة من حلقات أعلام الدعوة السلفية والحركة الإصلاحية في عصره متأثرا بجهود من سبقه من أعلام دعوة الإصلاح والتجديد السلفية المتمثلة في شيخ الإسلامي ابن تيمية وتلميذة ابن القيم ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله .تلك الحركة القائمة على أساس تحكيم الكتاب والسنة وآثار السلف والدعوة إلى تصحيح العقيدة من شوائب الشرك والبدع والمعاصي والاعتقادات التصوفية التي انتشرت في الحجاز في ذلك الزمان .


مولد ونشأة مؤسس المكتبة

ولد الشيخ محمد نصيف في الثامن عشر رمضان سنة 1302هـ . وكان الشيخ محمد نصيف ذا أخلاق عالية وسمات سلفية ، واشتهربحسن السجايا وسعة الصدر والكرم والتواضع والأمانة والأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، وتشجيع الدعاة إلى الله مع محبة البذل والنصح والتوجيه لعامة الناس .

نشأ الشيخ محمد نصيف في بيت الأفندي عمر نصيف الذي يشبه قصور أمراء زمانه – لا يزال قائماً إلى الآن - وقد مات والده وهو صغير فتولى تربيته ورعايته جدّه عمر، الذي هيأ له الجو العلمي والبيئة الصالحة. وقد هيأ له جدة "عمر" جوا علميا وبيئة صالحة للتعلم فبدأ بالقران حتى سن الحادية والعشرين ، حتى حصل الشيخ محمد نصيف على عدد من الإجازات العلمية المختلفة في علوم الدين .

وقد كان للشيخ يرحمه الله مجالس يحضرها كبار المشايخ أمثال الشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرحمن السعدي والشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني وغيرهم رحمهم الله.

ولعل ما يميز الشيخ حرصه على وقته وتنظيمه ليومه ومذاكرته لنفسه مخصصا لقراءة القرآن والإطلاع على أمهات الكتب في التفسير و الحديث فضلاً عن ذلك فقد كان يخص نفسه ببعض الوقت للنظر في المسائل العلمية التي تحتاج تأمل وبحث ، ووقتا لطلاب العلم إضافة لاهتمامه الخاص بنشر الكثير من الكتب السلفية التي كانت توزع بالمجان .

كما كان مرجعًا للباحثين وطلاب العلم، وكل من يسأل عن نسب أهل الحجاز ، وقد حكة معاصروه أن الله قد ألقى محبته في قلوب المؤمنين وسيما من عرفه من العلماء وطلبة العلم وأهل الحجاز خاصة لما كان يتحلى به من الصفات الكريمة والأخلاق الفاضلة.

شغف مؤسس المكتبة رحمه الله بالعلم والعلماء واقتناء وطباعة وتوزيع الكتب

لقد عكف الشيخ محمد نصيف منذ فتوته على جمع الكتب واقتنائها وتتبع النادر منها حيث وجد ، وكانت صلته بعلماء عصره سواء المقيمين أو القادمين مدعاة لتنمية حبه للقراءة والدرس وكذلك تلقيه طلبة العلم واستضافتهم وإكرامهم وتوزيع الكتب العلمية عليهم ، التي كان يطبعها على نفقته الخاصة في الوقت الذي لم يكن أكثرهم يقدر في ذلك الزمان على تحصيل الكتب العلمية النافعة بالشراء . وبرز ولعه بالكتب الشرعية وخصوصا سلفية المذهب في ظل اهتمامه باقتنائها وطباعتها ، الذي كان له الأثر الكبير على تكوين شخصية الشيخ ، فقد قام الشيخ بطباعة كثير من الكتب على نفقة الخاصة مثل كتاب الأنوار الكاشفة للشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني وكتاب التنكيل له أيضا وكتاب الجواب الباهر في حكم زيارة المقابر لابن تيمية، وكتاب العلو للعلي الغفار للحافظ الذهبي سنة 1325هـ.

ولقد أثمر صرف الشيخ محمد نصيف حياته الطويلة في جمع الكتب النافعة في تكوين مكتبة خاصة كبيرة عرفت في ما بعد بمكتبة الشيخ محمد نصيف ، تعد أثمن مكتبة خاصة في مدينة جدة ثم تشرفت المكتبة المركزية جامعة الملك عبد العزيز بضمها إلى مقتنياتها ليتزود منها طلاب العلم ما شاء الله .


ثناء عاطر من الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني عليه

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله في تقدمته لكتابه الأنوار الكاشفة :

(( ولفضيلة السلفي الجليل المحسن الشهير نصير السنة الشيخ محمد نصيف اليد الطولى في استحثاثي لإكمال الكتاب، وإمدادي بالمراجع.)) اهـ


الملك فيصل بن عبد العزيز يأمر بشراء قصر نصيف ومكتبته

لقد أصدر الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله أمره بشراء قصر نصيف ومكتبته، وجعلهما ملكًا للدولة وإبقائهما أثرًا وتاريخًا، يسميان باسم بيت نصيف ، ومازال الأمر كذلك إلى يومنا هذا، حيث كتبت لوحة "وزارة المعارف – إدارة الآثار والمتاحف – مكتب الآثار بجدة – بيت نصيف" . وقد أهدى أحفاد الشيخ محمد نصيف مخطوطات مكتبته إلى جامعة الملك عبد العزيز بجدة. هـــــــ وانتقلت مكتبة الشيخ محمد بن نصيف رحمه الله للمكتبة المركزية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ففي يوم السبت الموافق 21/4/1397هـ صدر قرار بتكليف لجنة لنقل مكتبة الشيخ محمد نصيف . وقد علق الشيخ محمد نصيف على كثير من أجزاء كتبة بقصد الإيضاح و التفسير وربطها باستدلالات أخرى لها قاسم مشترك مع عنوان الكتاب أو مؤلف الكتاب أو موضوع معين بالكتاب . أو حتى مسائل فرعية من الكتاب كأحداث ذلك العصر ، فقد عرفننا كثير من تلك الغموض من خلال بعض التعليقات

أمير الكتب

ليس غريباً أن ينال شيخنا الفاضل محمد نصيف لقب أمير الكتب فإضافة إلى جهوده في طباعة الكتب الشرعية السلفية وتوزيعها بالمجان فقد ملك مكتبة تعد أكبر مكتبة في منطقة الحجاز .

وفاته

كانت وفاة الشيخ محمد نصيف في يوم الخميس السادس من شهر جمادى الآخرة عام 1391هـ/1971م بمدينة الطائف، ثم نقل جثمانه إلى جدة في جمع كبير مهيب، وقد خرجت جدة كلها لتشييع جنازته، وصلَّى عليه بعد صلاة العصر في مسجد المعمار، ودفن في مقبرة الأسد في مدينة جدة، وكان عمره يناهز التسعين عامًا.

مدونات عن الشيخ محمد نصيف


مراجع لبعض من نقلت عنهم

1- أحمد محمد أحمد السيد،العلوي عبده بن أحمد .- ط1.- بيروت:المكتب الإسلامي .1414هـ،1994م.

2- مغربي محمد على.أعلام الحجاز في القرن الرابع عشر .- ط1.- الرياض:الكتاب العربي السعودي .1401هـ،1981م.

3- الزركلي خير الدين . أعلام .- ط6.- القاهرة:دار العلم للملايين.

4- مجلة الفيصل .علاقة المستشرق كريستيان سنوك هورخرونيه بالملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله .العدد357-ربيع الأول 1427هـ،ابريل2006م.

5 حسين محمد نصيف، (1349هـ)، ماضي الحجاز وحاضره، مكتبة مصطفى البابي، القاهرة.