فهرس
|
إذا كانت العولمة تعنى الهيمنة والسيطرة، وبسط النفوذ العسكري و السياسي و الاقتصادي و الثقافي، ووفقا لما سبق أعتقد أن مفهوم العولمة ليس مفهوما جديدا ولكنه مفهوم قديم، في حُلة جديدة تمليها ظروف وطبيعة جديدة، من ثم وجب علينا السعى نحو استثمار كل الإمكانيات الثقافية ليكون لنا مكانا في هذا العالم الجديد، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق الاندماج معا في كيانات ضخمة تستطيع المنافسة في ظل عصر لا مكان فيه للكيانات الصغيرة. ولما كان من الصعب على المكتبات ومراكز المعلومات أن تعمل بمعزل عن بقية المكتبات.لذا ظهرت كثير من المشاريع التعاونية التي تساعد المكتبات على القيام بمهامها بالتعاون مع المكتبات الأخرى، وتمكنها من توفير مصادر المعلومات للمستفيدين، فضلا عن تقليل التكاليف، وتعد شبكات المكتبات والمعلومات نمطا جديدا من الأنماط المتطورة للتعاون بين مرافق المعلومات؛ ولذا فلقد حان الوقت للمكتبات الأزهرية للاندماج في نظام موحد للمعلومات ( الربط الشبكى ) من أجل الاستغلال الأمثل للثروة الثقافية والعلمية وتوسيع الإفادة منها بتكاليف أقل، خاصة أن كل متطلبات هذا الربط المنشود ليست صعبة المنال.
يمكننا تعريف الشبكة، بأنها تفاعل بين عدد من الوحدات المستقلة والمتباعدة عن بعضها، وهي التنظيم التنسيق بين هذه الوحدات المستقلة بغرض المشاركة في تحقيق أهداف عامة ومشتركة لكفاءة وفاعلية أكبر مما لو حاولت كل وحدة مستقلة أن تحققها منفردة.
أما شبكة المكتبات Library Network فهي مجموعة من المكتبات ومراكز المعلومات المتجانسة أو غير المتجانسة، تتفق فيما بينها على تشاطر المصادر مستخدمة في ذلك الحاسبات ووسائل الاتصال الحديثة، وفي تعريف آخر أكثر وضوحاً فإن شبكة المعلومات هي مشروعات تعاونية توفر فرصاً لكافة المشاركين فيها للحصول على المعلومات. ويوضح أ.د.حشمت قاسم دوافع هذا التعاون " بأنه لم يعد بإمكان أي مكتبة مهما توافر لها من الإمكانات المادية والموارد البشرية أن تدعي القدرة على أن تسلك سبيلها منفردة في خضم ما يسمى الآن بتفجر المعلومات أو فيضان المعلومات... وإذا كان هذا التعاون يتم بين المكتبات إلا أنه يصب في فائدة ومصلحة المستفيدين من هذه المكتبات.
يسعى نظام شبكة المعلومات والمكتبات لتحقيق الأهداف التالية:
1- تأمين أكبر قدر ممكن من المصادر والمعلومات لجمهور المستفيدين عبر منافذ الشبكة ومكتباتها.
2- الاستثمار الأمثل للموارد البشرية المتخصصة، عن طريق تبني المشاريع المشتركة والتدريب عليها.
3- تطوير الإجراءات الفنية وتوحيدها وتحسين أدائها، باستخدام وسائل معيارية مجربة وفعالة.
4- الاستثمار الأمثل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والارتفاع بمستوى ما يقدم من خدمات .
5- بناء روح التعاون بين المكتبات المشاركة بما يعود بالفائدة على الجميع.
6- الاقتصاد في النفقات عن طريق ضبط نمو المجاميع والمصادر بشكل يحد من التكرار والازدواجية.
يمكن إجمال فوائد شبكة المكتبات ومراكز المعلومات فيما يلي:
1- الحد من التكرار في اقتناء المواد المكتبية وخاصة المواد المرتفعة الأسعار؛ حيث يمكن تبادل تلك المواد والتعاون في الاستفادة منها، في المكتبات المشاركة في الشبكة، عن طريق ما يعرف باسم الإعارة المتبادلة (Inter Library Loan) أو التصوير، أو عرض قواعد البيانات... الخ من الوسائل التي يمكن أن تتاح من خلال الشبكة.
2- الاقتصاد في الموارد البشرية المتخصصة، عن طريق مركزية الإجراءات والعمليات الفنية، كالفهرسة التعاونية، والتصنيف، وعمل الكشافات والمستخلصات. بدلاً من قيام كل مكتبة مشاركة في نظام الشبكة بمثل هذه الإجراءات لأوعية المعلومات.
3- توفير مصادر ومعلومات وخدمات، وأكثر مما تستطيع توفيره مكتبة واحدة؛ حيث أن المستفيد من خدمات أي مكتبة من المكتبات المشاركة في الشبكة يفترض أن يحصل على مجمل المعلومات والمصادر المتوفرة التي تقتنيها جميع المكتبات المشاركة.
4- توحيد المعايير والمواصفات وأساليب العمل في المكتبات المشاركة، حيث يتم تبني أسس علمية قياسية تعتمد من جميع المكتبات المشاركة. مما يؤدي إلى تبادل المعلومات والمصادر بشكل أفضل.
5- إن نتائج الاقتصاد في النفقات، التي ستحصل عليها المكتبات نتيجة مشاركتها في الشبكة يمكن أن تستثمر في فعاليات وأنشطة إضافية أخرى لمثل تلك المكتبات.
6- توفر قناعات أفضل لدى المستفيدين بجدوى خدمات المكتبات المشاركة وفاعليتها، إضافة إلى توفير النفقات.
عند بناء أو تطوير شبكة معلومات ومكتبات فإنه، لابد من تحديد العناصر الأساسية المطلوبة لها كنظام، والتي تتمثل فيما يلي:
1-الأهداف والغايات المطلوب تحقيقها، أي الأغراض الشاملة لنظام الشبكة.
2-النشاطات والوظائف والمهام التي يتطلب من نظام الشبكة أداءها، لغرض تحقيق الأهداف.
'قد تتطلب النشاطات والوظائف عدداً من المتطلبات السابقة – قبل تطبيق النظام - التي يجب إتمامها، إضافة إلى النشاطات الملازمة لتطبيق نظام الشبكة، وكذلك النشاطات اللاحقة للتطبيق'
يوجد عدداً كبيراً من مجالات التعاون الذي تؤمنه شبكات المكتبات، هي كالآتي:
1- التزويد التعاوني .
2-الفهرسة التعاونية.
3- الفهارس الموحدة.
4-التزويد المركزي .
5-الإعارة بين المكتبات.
6-الخدمات المرجعية.
لإنشاء شبكة معلومات تربط بين منظومة المكتبات الأزهرية فإننا نرى ضرورة العمل في اتجاهين:
1-تعيين كوادر متخصصة في المكتبات وتطوير قدراتهم التكنولوجية.
2- توحيد الإجراءات الفنية بين المكتبات وتكليف جهة معينة بمتابعة ذلك.
3- إدخال الميكنة في كافة العمليات المكتبية واختيار برنامج موحد يتم استخدامه من قبل جميع المكتبات، ويتوافق مع النظم العالمية.
4- تزويد المكتبات بكافة الأدوات والتجهيزات اللازمة لتقديم الخدمات المكتبية المتطورة .
5- وضع خطه أو برنامج للتعاون بين المكتبات يشتمل على كل الإجراءات والمتطلبات.
6-إعداد سياسة للاستعارة التعاونية بين المكتبات متشابهة التخصص .
تحتاج الشبكة إلى المقومات الآتية:
1- مجموعة من الحاسبات، ذو سعة وقدرة فائقة بكل مكتبة، خط تليفوني، وجها ز مودم، فضلا عن جهاز رئيسي خادم الشبكة Server أو المضيف.
2- النهائيات الطرفية Terminals، وهي منافذ للدخول إلى المعلومات واسترجاع المطلوب منها، أو إضافة ما يمكن إضافته إليها بضوء ما يسمح نظام الشبكة المعتمد.
3- قواعد بيانات Databases وتمثل مثل هذه القواعد المواد الأولية الضرورية لعمل وأداء أية شبكة من شبكات المعلومات. وقد تعكس مثل تلك القواعد نصوصاً كاملة (Full text)، أو بيانات ببليوجرافية (Bibliographic) مصحوبة بمستخلصات (Abstracts)
4- وسائل الاتصال والوسائط Communication Media للمعلومات.
5- المستفيدون (Users) وهم العمود الفقري لشبكات المعلومات التي من المفروض أنها بنيت وأنشئت من أجلهم.
تحتاج شبكات المكتبات إلى متطلبات مالية كثيرة ومتعددة تتمثل في النفقات التالية:
تحتاج الشبكات إلى كوادر بشرية متخصصة ومؤهلة ومدربة للعمل في أنشطتها وخدماتها المختلفة، وتتمثل الكوادر البشرية في:
أ. محللي النظم ويفضل أن يكونوا متخصصين جامعيين وذي خبرة عالية .
ب. المبرمجين ويفضل أن يكونوا متخصصين وذوي خبرة كذلك.
جـ. مشغلي الأجهزة ويمكن أن يكونوا من خريجي المعاهد التكنولوجية.
د. أخصائي المكتبات والتوثيق والمعلومات.
هـ. كوادر بشرية مساعدة وفنية وإدارية أخرى تحتاجها الشبكات.
الدكتور رضا سعيد مقبل( مدرس علم المكتبات - جامعة الأزهر).
بحث في ندوة ( نحو تطوير مكتبات الأزهر جامعة وجامع)أبريل - 2007.