المقرّة (أو المكرّة) مملكة كانت توجد في جنوب مصر وشمال السودان. وكانت واحدة من الممالك النوبية التى ظهرت بعد سقوط مملكة مروي التي تواجدت بالمنطقة من 800 ق.م. حتى 350 م. في أقصى اتساع لها امتدت مملكة المقرة بحذى نهر النيل من الشلال الثالث حتى الشلال الخامس أو السادس، وسيطرت على طرق التجارة والمناجم و بعض الواحات غربا وشرقا. وكانت دنقلا عاصمتها. اعتنقت المقرة المسيحية في القرن السادس الميلادي. وعلى عكس المملكتين النوبيتين المحاصرتين للمقرة شمالاً وجنوباً فقد كانت المقرة على المذهب الملكاني. ومع دخول مصر الإسلام في القرن السابع، وصلت الجيوش العربية إلى المقرة في عام 651 ولكنها صُدَت، وتم توقيع اتفاق بقت بين الطرفين يضمن للمسيحيين حقوقهم. استمر هذا الإتفاق سارياً حتى القرن الثالث عشر.
وصل المبشرون اليعاقبة إلى سوبا عاصمة مملكة علوة، ونجحوا في الوصول إلى هناك باتفاق بين ملك البجة وملك نوباتيا، وقد استقبلهم الملك النوبي، واعتنق النصرانية على مذهب اليعاقبة أسوة بمملكة نوباتيا. وكان هذا المذهب هو الذي يدين به المصريون.
أما المملكة النوبية الثالثة وهي مملكة المقرة فإنها تنصرت على مذهب مختلف وهو الملكانية، ولسبب غير معروف، ذلك لأن هذه المملكة كانت واقعة بين المملكتين اليعقوبيتين، إحداهما شمالها وهي نوباتيا، والأخرى جنوبها وهي سوبا.