الرئيسيةبحث

معلقة عمرو بن كلثوم



المعلقة الخامسة من أغنى الشعر الجاهلي بالعناصر الملحمية والحماسة والعزة . الشاعر عمرو بن كلثوم من قبيلة تغلب ساد قومه في الخامسة عشرة من عمره .

المعلقة مائة بيت أنشأ الشاعر قسماً منها في حضرة عمرو بن هند ملك الحيرة لحل الخلاف الناشب بين قبيلتي بكر و تغلب ، والملك استشاط عضباً حين وجد أن الشاعر لا يقيم له ورناً مات الشاعر سنة نحو ( 600 ) للميلاد

نص المعلقة

ألا هُــبــي بـصـحـنـك فاصبـحـيـنـا و لاُ تـبـقــي خــمــور الأنـدريـنــا


مشـعـشـةً كـــأن الـجُــص فـيـهــا إذا مـــا الـمــاءُ خالـطـهـا سخـيـنـا


تـجـورُ بــذي اللُبـانـة عـــن هـــواهُ إذا مـــا ذاقـهــا حــتــى يـلـيـنـا


تــرى اللـحـز الشـحـيـح إذا أُمـــرت عـلـيـه لـمـالــه فـيـهــا مُـهـيـنـا


صنـبـت الـكــأس عـنــا أم عـمــرو و كــان الـكــأسُ مـجـراهـا اليمـيـنـا


و مـــا شـــرُ الـثـلاثـة أم عـمــروٍ بـصـاحـبـك الــــذي لا تصبـحـيـنـا


و كـــأسٍ قـــد شـربــتُ ببـعـلـبـك و أخــرى فــي دمـشــق و قاصـريـنـا


و أنا سوف تدركُنا المنايا

مقدرةً لنـا ومقدرينـا


قـفـي قـبـل الـتـفـرق يـــا ظعـيـنـا نـخـبــرك الـيـقـيـن و تُـخـبـريـنـا


قـفـي نسـألـك هــل أحـدثـت صـرمـاً لـوشــك الـبـيـن أم خـنــت الأمـنـيـا


بـيــومٍ كـريـهـةٍ ضـربــاً و طـعـنـاً أمـــر بـــه مـوالـيــك الـعُـيـونـا


و إن غــــداً و إن الــيــوم رهــــن و بـعــد غـــدٍ بــمــا لا تعلـمـيـنـا


تُـريــك إذا دخـلــت عـلــى خـــلاءٍ و قـــد أمـنــت عـيــون الكاشحـيـنـا


ذراعـــي عـيـطـلٍ أدمـــاء بــكــرٍ هـجـان الـلـون لــم تـقــرأ جنـيـنـا


وثـديــاً مـثــل حُــــق رخــصــاً حـصـانـاً مـــن أكـــف اللامسـيـنـا


و متـنـي كـدنــةٍ سـمـقـت و طـالــت روادفُـهُــا تـنُــوءُ بــمــا ولـيـنــا


ومـأكـمـةً يـضـيـقُ الـبــابُ عـنـهـا و كشـحـاً قــد جُنـنـتُ بـهـا جـنـونـا


وسـاريـتــي بـلـنــطٍ أو رُخـــــامٍ يـــرنُ خـشــاشُ حليـهـمـا رنـيـنـا


فـمــا وجـــدت كـوجــدي أمُ سـقــبٍ أضـلـتــه فـرجــعــت الـحـنـيـنـا


ولا شـمـطـاءُ لـــم يـتــرك شـقـاهـا لـهــا مـــن تـسـعــةٍ إلا جـنـيـنـا


تـذكــرتُ الـصـبـا و اشـتـقـتُ لـمــا رأيـــتُ حمـوكـهـا أصـــلاً حُـديـنـا


فـأعـرضـت الـيـمـامـةُ واشـمـخــرت كـأسـيــافٍ بــأيـــدي مُصـلـيـتـنـا


أبــا هـنــدٍ فـــلا تـعـجـل علـيـنـا و أنـظـرنــا نـخــبــرك الـيـقـيـنـا


بـأنــا نـــوردُ الـرايــات بـيـضــاً و نـصـدرُهُـن حُـمــرا قـــد رويـنــا


و أيـــامٍ لــنــا غُــــرٍ طــــوالٍ عصـيـنـا الـمـلـك مـنـهـا أن نـديـنـا


وسـيــد مـعـشـرٍ قــــد تــوجــوهُ بـتـاج الـمـلـك يـحـمـي المحجـريـنـا


تـركـنـا الـخـيـل عـاكـفـةً عـلـيــه مـقــلــدةً أعـنـتـهــا صــفــونــا


و أنـزلـنـا الـبـيـوت بـــذي طُـلــوح إلــى الـشـامـات تـنـفـي الموعـديـنـا


و قــد هــرت كــلابُ الـحــي مـنــا و شـذبـنـا قـتــادة مــــن يـلـيـنـا


مـتـى ننـقـل إلـــى قـــومٍ رحـانــا يكـونـوا فــي اللـقـاء لـهــا طحـيـنـا


يـكــونُ ثفـالُـهـا شــرقــي نــجــدٍ و لـهـوتُـهـا قُـضـاعــةُ أجـمـعـيـنـا


نـزلـتُـم مـنــزل الأضـيــاف مــنــا فأعـجـلـنـا الــقــرى أن تشـتـمـونـا


قـريـنـاكــمُ فـعـجـلـنـا قــراكـــم قـبـيـل الـصُـبـح مـــرداةً طـحُـونـا


نـعُــمُ أُنـاسـنـا و نـعــفُ عـنـهُــم و نـحـمـلُ عـنـهُـمُ مـــا حـمـلـونـا


نُطـاعـنُ مــا تـراخـى الـنـاسُ عـنــا و نـضــربُ بالـسُـيُـوف إذا غُـشـيـنـا


بسُـمـرٍ مــن قـنــا الـخـطـي لُـــدنٍ ذوابــــل أو بـبــيــضٍ يخـتـلـيـنـا


كـــأن جـمـاجـم الأبـطــال فـيـهــا و سُــــوقٌ بـالأمـاعــز يـرتـمـيـنـا


نـشُــقُ بـهــا رُؤوس الـقــوم شـقــاً و نـخـتـلـبُ الــرقــاب فتخـتـلـيـنـا


و إن الضـغـن بـعـد الـضـغـن يـبــدُو عـلـيـك و يُـخــرجُ الـــداء الدفـيـنـا


ورثـنـا المـجـد قــد عـلـمـت مـعــدٌ نـطـاعـنُ دونـــهُ حــتــى يـبـيـنـا


و نـحـنُ إذا عـمــادُ الـحــي خـــرت عــن الأحـفـاض نمـنـعُ مــن يلـيـنـا


نـجـذُ رؤوسـهـم فـــي غـيــر بـــر فـمــا يـــدرون مــــاذا يـتـقـونـا


كـــأن سُيُـوفـنـا مــنــا و مـنـهُــم مـخـاريــقٌ بــأيـــدي لاعـبـيـنــا


كـــأن ثـيـابـنـا مــنــا و مـنـهُــم خُـضـبــن بــأُرجــوانٍ أو طـلـيـنـا


إذا ماعي بالأسناف حيُ من الهول المشبه أن يكوُنا


نصـبـنـا مـثــل رهـــوة ذات حـــدٍ مـحـافـظـةً و كــنـــا السـابـقـيـنـا


بُـشـبـانٍ يـــرون الـقـتـل مــجــداً و شـيـبٍ فـــي الـحــروب مُجربـيـنـا


حُـديــا الـنــاس كـلـهــم جـمـيـعـاً مُـقـارعـةً بنـيـهـم عــــن بـنـيـنـا


فـأمــا يـــوم خشـيـتـنـا عـلـيـهـم فتُـصـبـحُ خيـلـنُـا عُـصـبـاً بـثُـيـنـا


و أمـــا يـــوم لا نـخـشـى علـيـهـم فـنُـمـعــنُ غـــــارةً مُتلـبـبـيـنـا


بـرأسٍ مــن بـنـي جُـشـم بــن بـكـرٍ نـــدُفُ بـــه السُـهـولـة و الـحُـزُونـا


ألا لا يـعــلــمُ الأقـــــوامُ أنـــــا تضعضـعـنـا و أنـــا قـــد ونـيـنــا


ألا لا يـجـهـلـن أحـــــدٌ عـلـيـنــا فنـجـهـل فـــوق جـهــل الجاهلـيـنـا


بــأي مشيـئـةٍ عـمــر بـــن هـنــدٍ نـكــونُ لقيـلـكـم فـيـهــا قـطـيـنـا


بــأي مشيـئـةٍ عـمــر بـــن هـنــدٍ تُـطـيـعُ بـنــا الـوُشــاة و تـزدريـنـا


تـهـددُنــا و أوعــدنـــا رُويـــــداً مـتــى كُــنــا لأمــــك مُقـتـويـنـا


فــإن قناتـنـا يـــا عـمــرُو أعـيــت عـلــى الأعـــداء قـبـلـك أن تلـيـنـا


إذا عــض الـثـقـاف بـهــا اشـمــأزت وولــتـــهُ عـشــوزنــةً زبُــونـــا


عـشـوزنــةً إذا انـقـلـبـت أرنـــــت تـشــجُ قـفــا المُـثـقـف و الجـبـيـنـا


فهـل حُـدثـت فــي جُـشـم بــن بـكـرٍ بـنـقـصٍ فـــي خُـطــوب الأولـيـنـا


ورثـنـا مـجـد علقـمـة بـــن سـيــفٍ أبــاح لـنـا حُـصـون الـمـجـد ديـنــا


ورثـــتُ مُهـلـهـلاً و الـخـيـر مـنــهُ زُهـيــراً نـعــم ذُخـــرُ الذاخـريـنـا


و عـتـابــاً و كـلـثـومـاً جـمـيـعــاً بـهــم نـلـنـا تُـــراث الأكـرمـيـنـا


و ذا الـبُــرة الـــذي حُـدثــت عـنــهُ بــه نُـحـمـى و نـحـمـي المُححـريـنـا


و مـنــا قـبـلـهُ الـسـاعـي كـلـيــبٌ فـــأيُ الـمـجـد إلا قــــد ولـيـنــا


مـتــى نـعـقـد قريـنـتـنـا بـجـبــلٍ تـجــذ الـحـبـل أو تـقــص القـريـنـا


و نـوجــدُ نـحــنُ أمنـعـهُـم ذمـــاراً و أوفــاهُــم إذا عــقــدُوا يـمـيـنــا


و نـحـن غــداة أُوقــد فــي خــزارى رفـدنــا فـــوق رفـــد الـرافـديـنـا


و نـحـنُ الحابـسُـون بـــذي أراطـــى تـســفُ الـجـلـةُ الـخُــورا الـدريـنـا


و نــحــنُ الـحـاكـمُـون إذا أُطـعـنــا و نـحــنُ الـعـازمُــون إذا عُـصـيـنـا


و نـحـنُ الـعـاركـون لـمــا سخـطـنـا و نـحـنُ الآخـــذُون لـمــا رضـيـنـا


و كُــنــا الأيـمـنـيـن إذا الـتـقـيـنـا و كـــان الأيـسـريـن بـنُــو أبـيـنــا


فـصـالُـوا صـولــةً فـيـمـن يـلـيـهـم و صُـلـنـا صـولــةً فـيـمـن يـلـيـنـا


فــآبُــوا بـالـنـهـاب و بـالـسـبـايـا و إبــنــا بـالـمُـلــوك مُـصـفـديـنـا


إليـكُـم يـــا بـنــي بـكــرٍ إلـيـكُـم ألـمــا تـعـرفُــوا مــنــا اليـقـيـنـا


ألـمــا تعـلـمـوا مــنــا و مـنـكُــم كـتـائــب يـطــعــن و يـرتـمـيـنـا


عليـنـا الـبـيـضُ و الـيـلـبُ اليـمـانـي و أســيــافٌ يـقُـمــن و ينـحـنـيـنـا


عـلـيـنـا كُـــــلُ سـابــغــةٍ دلاصٍ تــرى فــوق النـطـاق لـهـا غُـضُـونـا


إذا وُضـعـت عـــن الأبـطــال يـومــاً رأيــت لـهـا جـلـود الـقــوم جُـونــا


كـــأنً غُضُـونـهُـن مـتــونُ غـــدرٍ تُصـفـقُـهـا الــريــاحُ إذا جـريــنــا


و تحمـلُـنـا غـــداة الـــروع جُـــروٌ عُـرفــن لـنــا نـفـائــذ وافتُـلـيـنـا


و ردن دوارعـــاً و خـرجــن شُـعـثــاً كـأمـثـال الـرصـائـع قـــد بـلـيـنـا


و رثـنـاهُـن عـــن آبـــاء صـــدقٍ و نُـورثُـهــا إذا مُـتــنــا بـنـيـنــا


عـلــى آثـارنــا بـيــضٌ حــســانُ تُــحــاذرُ أن تـقـســم أو تـهــوُنــا


أخـــذن عـلــى بُعُولـتـهـن عــهــداً إذا لاقــــوا كـتــائــب مُعـلـمـيـنـا


ليسـتـلـبُـن أفــراســـاً و بـيــضــاً و أُســـرى فـــي الـحـديـد مُقرنـيـنـا


تـرانــا بـارزيــن و كـــلُ حــــيٍ قـــد اتـخــذوا مخـافـتـنـا قـريـنــا


إذا مـــا رُحـنــا يمـشـيـن الهُـويـنـى كـمـا اضطـربـت مُـتُــونُ الشاربـيـنـا


يـقُـتـن جـيـادنـا و يـقُـلـن لـسـتُــم بُـعُـولـتـنـا إذا لـــــم تـمـنـعـونـا


ظعائـن مــن بـنـي جُـشـمٍ بــن بـكـرٍ خـلـطـن بمـيـسـم حـسـبـاً و ديـنــا


و مــا مـنـع الظعـائـن مـثـلُ ضــربٍ تـــرى مـنــهُ الـسـواعـد كالقـلـيـنـا


كــأنــا و الـسُـيُــوف مُـســلــلاتٌ ولـدنــا الـنــاس طُـــراً أجمـعـيـنـا


يُـدهـدون الـــرُؤوس كـمــا تُـدهــدي حــــزاورةٌ بأبـطـحـهـا الـكُـريـنــا


و قــد عـلـم القـبـائـلُ مـــن مـعــدٍ إذا قُــبــبٌ بـأبـطـحـهـا بـنـيـنــا


بــأنــا المـطـعـمُـون إذا قــدرنـــا و أنــــا المُـهـلـكـون إذا ابـتُـلـيـنـا


و أنـــا المـانـعـوُن لـمــا أردنــــا و أنـــا الـنـازلـون بـحـيـثُ شـيـنـا


و أنــــا الـتـاركــون إذا سـخـطـنـا و أنــــا الآخــــذون إذا رضـيــنــا


و أنــــا الـعـاصـمـون إذا أُطـعـنــا و أنــــا الـعـازمــون إذا عُـصـيـنـا


و نـشـربُ إن وردنــا الـمــاء صـفــواً و يـشـربُ غـيـرُنـا كـــدراً و طـيـنـا


ألا أبـلــغ بـنــي الـطـمـاح عــنــا و دُعـمـيـاً فـكـيـف وجـــد يـمـوُنـا


إذا مــا المـلـكُ ســام الـنـاس خـسـفـاً أبـيـنـا أن نُــقــر الــــذل فـيـنــا


مـلأنـا الـبـر حـتـى ضـــاق عـنــا ومـــاءُ الـبـحـر نـمـلــؤه سـفـيـنـا


إذا بـلــغ الـفـطـام لــنــا صــبــيٌ تـخــرُ لـــهُ الجـبـابـرُ سـاجـديـنـا