نادي فرناس الجوي – الخطة العراقية الأولى الصحية في الطيران
التأسيسنص مائلتأسس نادي فرناس الجوي في عام 1933 بأسم جمعية الطيران العراقية بموجب القانون رقم ___ بتاريخ _____ وكانت الهيئة المؤسسة مكونة من السادة 1 مولود مخلص المدير العام 2 عباس فضلي خماس نائب المدير العام 3 جعفر الشيبي 4 سعيد حقي 5 عبد الحميد الشالجي 6 كمال الخضيري 7 يوسف كوركيس 8 محمود صبحي الدفتري 9 عزرا مناحيم دانيال 10 كرجي لاوي 11 مهدي كبة 12 حسن رضا 13 عبد الرزاق شكارة 14 ماج القرةغولي
وهولاء النخبة الخيرة أصبحوا أعضاء مجلس إدارته الأول والذي إنبثق عن إنتخابات عقدت في عام 1937 .
الأهداف من أهم أهداف الجمعية هو نشر الطيران كممارسة حضارية وإدخالها للمجتمع وإشاعة استخدام الهواء في خدمة التواصل بيبن أطراف الوطن وإشاعة فروسية العصر الحديث بتأسيس الفتوة الجوية ومساندة القوة الجوية العراقية الفنية وكمؤسس أول للطيران المدني العراقي
المساندة والدعم كان من أولويات الجمعية مساندة ودعم المولود الجديد (القوة الجوية) عن طريق جمع التبرعات من المواطنين لشراء طائرات عسكرية بموجب قانون احداث شارة الطيران المرقم ت/51/3 والمؤرخ في 19 أيلول 1933 حيث قام أعضاء الجمعية من الطلاب بتوزيع هذه الشارة على المواطنين في الأعياد والمناسبات الرسمية والتبرع بما يشاؤون من النقود لتأمين المال اللازم إضافة إلى هذا فقد كان يستوفى (فلس واحد) عن المراسلات الداخلية وتخصيص المبلغ المتوفر لجمعية الطيران العراقية . وقد أثمرت هذه الحملة الوطنية التي قامت بها جمعية الطيران العراقية في شراء خمس طائرات قاصفة إيطالية نوع سافوي (الصورة رقم1) وكذلك شراء (10) طائرات قاصفة /مقاتلة إيطالية نوع بريدا (الصورة رقم2) ... المصدر ... تاريخ القوات المسلحة العراقية – ج 17
الثقافة الجوية والتدريب الجوي وبعد ذلك اتجهت جمعية الطيران العراقية لتكوين بناءها الأساسي وهو نشر علوم الطيران بين المجتمع عن طريق التعريف به من خلال النشريات فأسست مجلة الطيارة التي أصدرتها للفترة من ـــــ ولغاية ــــــ ولأكثر من ـــــ عدد . كما أقامت الندوات والأحتفالات والمهرجانات الجوية والذي كان أكبرها المهرجان الجوي االمشترك مع جمعية الطيران التركية عام 1957 والذي استعرض فيه الطيارون والمظليون العراقيون والأتراك قدراتهم الجوية الرائعة . كما أصدرت الجمعية مجلة جديدة بأسم مجلة جمعية الطيران العراقية للفترة من عام 1964 – 1967 . أما النشاط التدريبي فتعتبر الجمعية مثلٌ يُحتذى فهي أول مؤسسة طيران مدني عراقي حصراً وهو أول من أسس مدرسة لتدريب الطيران بأسم مدرسة جمعية الطيران العراقية عام 1948 وقبل كلية القوة الجوية بسنة كاملة وفيها أول مدرب طيران في العراق وأول طيار هليكوبتر وأول طيار شراعي عراقي وهو اتاذنا الكبير المدرب الطيار (نوري جواد حمودي الجنابي) . وكانت الجمعية أول ناقل وطني مدني عراقي وقبل الخطوط الجوية العراقية حيث قامت بنقل الوفد العراقي المشارك في تأسيس الجامعة العربية في القاهرة . وأول من نفذ طيران الانقاذ في العراق خلال فيضان 1948 و1954 وغرق بغداد .
جمعية الطيران العراقية والرعاية العلمية : أحتضنت الجمعية الموهوبين علمياً ورعت إبتكاراتهم وصناعاتهم ودعمتهم بالمال والخبرة لبلوغ الإنجاز المتطور فقام هواة صناعة الصواريخ في عام 1964 من صناعة وإطلاق أول صارخ عراقي وبإشراف المؤسسة العسكرية بتقييم المشروع . كما ابتدأ المرحوم كامل الدباغ نشر الوعي العلمي وافتتاح دورات صناعة وصيانة الأجهزة اللاسلكية عام 1966 وكذلك من برامجه التلفزيوني الاسبوعي (العلم للجميع) والذي استمر بتقديمه لسنوات امتدت لعام 1961 وقبل وفاته بسنة تقريباً .
الإدارة والمال بنيت الجمعية على أسس إدارية ومالية صحيحة كون أحد مؤسسيها المرحوم ساسون حسقيل صاحب عقلية إدارية ومالية فذة فقد أوقفت لها أملاك واسعة من العقارات كالفنادق ومرائب السيارات والأراضي الزراعية وبعوائدها المالية تمكنت الجمعية من تغطية وسد نفقات انشطتها الجوية والعلمية والأعلامية الباهظة التكاليف . إلاَّ أن تقادم الزمن وعدم تطوير هذه الموارد أدى فيما بعد إلى تلكؤ أنشطتها مما دفع مديرها العام المقدم الطيار محمد سبع إلى طلب من رئيس الوزراء حينذاك لتقديم اقتراح عام 1961 للدخول في النشاط الاستثماري بقيام ما يشبه شركة خدمات جوية وإنشاء منظومة الطيران العام والتي نطالب بتحقيقها الآن . إلاَّ أن هذا الطلب والفكرة لم تحضى بالقبول لعدم نضوج الحكومة بقراءتها الدقيقة لهذا االطلب .وقيام االمشروع ، مما أدى إلى تردي الحالة المالية وكان ذلك ما بين عام 1964 ولغاية عام 1968 مما أجبر الجمعية على عدم دفع مرتبات العاملين ولأشهر مما دفع مجلس إدارتها ورئيسه المرحوم طاهر يحيى رئيس الوزراء اضافة لكونه رئيس مجلس إدارة نادي الفروسية العراقي في طلب المساعدة لتخصيص جزء من موارد سباقات الفروسية للجمعية ودفعت رواتب العاملين المتأخرة واشترت خمس طائرات بريطانية جديدة نوع (بيكل بوب150) (الصورة رقم 3) . إضافة إلى طائراتها وهي ثلاث طائرات أوستر وطائرة واحدة نوع زلن226 وطائرة دوف بمحركين .
مدرسة جمعية الطيران العراقية . . . مولود جديد . . ولكن ؛ افتتحت وفي فترة مديرها الكابتن القدير حسام علي العزاوي والذي يمثل مع طاقمها الرائع الممثل بأمينها العام الطيار منذر فضلي العزي ومديرها الفني صاحب المرؤة الفذة فرج بطرس (أبو فارس) وطاقمها الرائع من المهندسين والفنيين والطيارين والذين تمكنوا من افتتاح أول دورة للطيران التجاري والآلي عام 1968 بإدارة الكابتن ناجي العاني ونخبة من أعمدة الطيران المدني العراقي وقد حضت هذه المدرسة بتصنيف وتقييم السيد شفرانيك المفتش العام لمنظمة الطيران المدني الدولية ICAO من خلال زيارته المفاجئة للجمعية والمدرسة في حينها إلاَّ أن أطرافاً أجنبية لا يروق لها التقدم والارتقاء تريد أن تبقينا تابعيها في كل شيء فأمتدت أياديهم الخبيثة وخنقت ذلك المولود بعد أن اصبح شاباً يافعاً واغلقت الدورة وقبل انتهائها بفترة قصيرة
جمعية الطيران العراقية بعد انقلاب عام 1968 بقيت الجمعية تعاني من ضعف إمكانياتها المادية كونها من المنظمات الأهلية ذات النفع العام (مجتمع مدني) وقد صادف أن كان المرحوم عدنان خيرالله عضواً فيها نهاية الستينيات ومن هواة الطيران حيث تدرب فيها وحصل على شهادته كطيار منها مما جعله يهتم فيها وفي مشاكلها المالية من خلال تحويلها إلى ملاك الدولة وربطها بوزارة الشباب وسميت مؤسسة جمعية الطيران العراقية وساهم في اصدار القانون رقم 215 لسنة 1970 ، وبموجب القانون رقم 56 لسنة 1976 حوَّل اسمها إلى المؤسسة االعامة لتدريب الشباب وضمت أنشطة أخرى غير النشاطات الجوية (الطيران والمظلات) وهذا القانون ساهم في تثبيت جهود الجمعية واتجاهاتها الجوية وحولها لأغراض تخدم التوجه العام للدولة في عسكرة المجتمع ولمعالجة عزوف الشباب عن الإنخراط في المؤسسة العسكرية وكما سنورده مفصلاً في باب آخر.
دعم الدولة لقد سعى المرحوم عدنان خير الله والذي أصبح وزيراُ للدفاع فيما بعد وكذلك الاستاذ حامد الجبوري وزير الشباب في ذلك الوقت إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي لمؤسسة جمعية الطيران العراقية والذي تمثل بتزويدها بطائرات قديمة من القوة الجوية مثل عدد من طائرات السنجاب (Chipmunk) وكذلك عدد من طائرات الزلن Zlin)) وقد تم تجديد هذه الطائرات المتروكة كأنقاض والبعض منها غائص في رمال مطار K2 (بيجي) من قبل الأيادي الفنية الذهبية العاملة في جمعية الطيران العراقية وشاركت هذه الطائرات في طيران تدريب جميع االمرشحين لدورات طيران السمتيات الكبيرة والذي كان عددهم المئات من قبل طياري الجمعية وبعض الضباط الطيارين المنتدبين ومن هذا العطاء الرائع الذي تجسد من خلال تقييم كليات الطيران الفرنسية واعجابهم بمستوى التدريب الجوي العراقي لخريجي هذه الدورات واثنى بالقول لهم (إذا كان عندكم هكذا مستوى من التدريب فأنتم لا تحتاجون التدريب عندنا) ، ومن هذا الأساس التدريبي الرصين والذي أجبر ممثل وزارة الداخلية الأمريكي ما بعد السقوط في 2003 من خلال تجواله في بساتين النخيل واستطلاعه لمواقع الطائرات السمتية التي نشرت هناك بالاعتراف والقول أن قلة من الطيارين الأمريكان يستطيعون إنزال طائراتهم السمتية بمثل هذه البقع .
المرحوم عدنان خيرالله والسعي لشراء الطائرات أثمرت جهود المرحوم عندنان خيرالله عن شراء خمسة عشر طائرة سسنا وموزعة بالأنواع 8 طائرات C.150 و 5 طائرات C.172 وطائرتين C.210T . كما تم شراء طائرات شراعية رومانية نوع ic-32 ICABRASHOF خاصة بالتدريب وكذلك شراء 4 طائرات شراعية ذات محرك نوع GROB-G109 وكذلك تم تخصيص 8 طائرات نوع برافو السويسرية BRAVO AS202/18A من أصل 48 طائرة كان متعاقداً عليها للقوة الجوية فيما لحقت جميع هذه الطائرات بالمؤسسة لإستغناء القوة الجوية في حينها ولحين تأسيس الأعداية الجوية في عام 1981 . حيث أصبح لدى المؤسسة العامة لتدريب الشباب ولغاية 1980-1981 الطائرات التالية :
2 طائرة أوستر OSTER 5 طائرات سنجاب CHIPMUNK 4 طائرات زلن 526 ZELIN 526 8 طائرات سسنا 150 C.150 5 طائرات سسنا 172 C.172 2 طائرات سسنا 210T C.210T 1 طائرة سسنا 180 C.180 44 طائرة برافو BRAVO AS202/18A 10 طائرات شراعية Glider isc-32 4 طائرات شراعية بمحرك Power glider 2 طائرة شراعية بوجيان مهدات من مدرسة GST الألمانية الشرقية POCHEAN 4 طائرات AN2 للقفز المظلي AN-2
الملاك التدريب الجوي كان الملاك التدريبي ولغاية عام 1970 مكون من أربعة مدرببين طيران وسعياً لزيادة عدد الملاك التدريبي فقد أرسلت المؤسسة وفي عام 1972 (6) طيارين إلى مدرسية الطيران الشراعي (GST) في ألمانيا الشرقية لغرض الحصول على تأهيل مدرب طيران شراعي وفي عام 1974 أعقبتهم بدورة إلى إنكلترا لغرض الحصول على تأهيل مدرب طيران محرك وفي عام 1976 أرسلت (5) طيارين إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية للحصول على تأهيل مدرب طيران شراعي . وفي عام 1978 أرسلت (4) طيارين إلى إنكلترا للحصول على تأهيل مدرب طيران محرك وكذلك في عام 1980 أرسلت (5) طيارين إلى المملكة الأردنية للحصول على نفس التأهيل وأعقبتهم وفي نفس السنة (6) طيارين للحصول على تأهيل طيار تجاري وآلي ومدرب طيران . وقد توفى أحدهم في حادث سقوط طائرته أثناء التدريب . وكانت هذه آخر دورة ترسلها المؤسسة ولحد الآن . وأصبح لدى المؤسسة ملاك تدريبي مكون من 22 مدرب طيار يضاف لهم وفي القسم المظلي (7) مدربين وأكثر من (200) مظلة متنوعة وقد تدرب مئات الشباب على نفس القفز بالمظلات وحصل البعض منهم إلى مستويات عالية في الدقة والبراعة .
المؤسسة العامة لتدريب الشباب من المهد إلى اللحد كانت أهم مبررات ودواعي تحويل جمعية الطيران العراقية إلى مؤسسة حكومية والتي سعى إليها المرحوم عدنان خيرالله وزير الدفاع والسيد حامد علوان الجبوري وزير الشباب واللذان كانا من هواة الطيران بمقاصد خيرة وإيجاد وسيلة لدعم أهداف جمعية الطيران الوطنية الراقية في نشر الطيران العام والخفيف وجعله ميسر لعامة الناس ، ولكن هذا المسعى الخير تقاطع وأصطدم مع المقاصد والتوجهات السياسية العامة للقيادة في عسكرة المجتمع وتحويله إلى (بروسيا العرب) وهي أساس توجهات التيار القومي التقليدي الذي دأب يسعى لها منذ بداية القرن العشرين . ومن خلال عزوف الشباب الملموس عن الأنخراط في المؤسسة العسكرية جاء الوعيد الذي أطلقه أحمد حسن البكر (رئيس الجمهوية آنذاك) بأنه سيجعل الدخول إلى الجيش حلم لا يتحقق إلاَّ (بالواسطة) وكان يسعى لبناء جيش عرمرم يستطيع به تحقيق أحلامه المريضة في غزو سوريا وإيران في آن واحد ومن أجل هذا وذاك جاء تنظير أحد الكوادر البعثية المتقدمة المدعو نجم عبدالله العراقي من خلال دراسته العليا لمنظمة الشبيبة الألمانية الحرة GST في ألمانيا الشرقية بنقل التجربة بحذافيرها فإنبثقت فكرة وتشريع المؤسسة العامة لتدريب الشباب والتي ضمت إضافة للطيران والمظلات صنوف الجيش كافة (البحرية – الدروع – المشاة – المدفعية – الرماية – المخابرة . . وغيرها . وصدر قانون المؤسسة المرقم 1 في 1977 . وضيعت الدولة فكرة مدنية حضارية كان يمكن لها أن تقدم رقياً مدنياً وحضارياً للمجتمع وطُمس الهدف الأساس (الطيران) في هدف سياسي نتن جرَّ مثل غيره من الإجراءات المجتمع إلى هاوية العسكرة المقيتة والتي أصبحت وبالاً على المنطقة برمتها وأول المتضررين منها العراق نفسه حين جند موارد ضخمة لبلد غني مثل العراق في إتجاه التسليح الباهض التكاليف وتعطيل قدرات الدولة وتوجهها سلباً لهدم الآخرين والذات والنفس العراقية . . . بدفع هذه السلطة الغاشمة أهداف خفية في تعزيز قبضتها على الوطن من خلال حالة الطوارئ الدائمة وما يتبعها من تكميم الأفواه وتعطيل الحياة السياسية الديمقراطية والحصول على العمولات الضخمة من تجارة السلاح السرية والأغناء على حساب الشعب العراقي الذي أفقروه وليكونوا دولة الرعب والعصبيه القبلية التي أوردها أبن خلدون في مقدمته للتاريخ والتي دمرت العراق والمنطقة وجرتنا لذلة الأحتلال الأمريكي . فلو سمعنا وعقلنا ما ذهب إليه المقدم الطيار محمد سبع مدير عام جمعية الطيران العراقية عام 1961 في تحويل الجمعية إلى شركة خدمات جوية عامة تقدم خدمات طيران متنوعة من التدريب والتاكسي الجوي وطيران مراقبة الطرق والنقل االداخلي الخفيف والطبيب الطائر والطيران الزراعي وغيرها من المثمر والمفيد لأمكن الحصول على موارد تكفي لتغطية نشاط الجمعية وتقديم خدمات لعامة المجتمع والأهم في صناعة قطاع أقتصادي وعلمي يخدم التوجه العام للمجتمع ويكون نبع صافي يخدم الطيران العراقي (عسكرياً ومدنياً) من خلال ضخ طاقات متنوعة لها تجربة ملموسة تغني المجتمع العام كما قطاعها الخاص ولما أحتجنا لتحويلها إلى دائرة رسمية .
المؤسسة العامة لتدريب الشباب . . . تجربة فاشلة كانت المؤسسة العامة لتدريب الشباب تجربة فاشلة في كل نواحيها فقد أسرفت في تبذير الآمال العام دون أن تقدم حتى للمؤسسة العسكرية أي عائد ملموس مقابل المال الذي أُنفق عليها والتنظير لها بتجربة الآخرين وكما أسلفنا ومن هنا لابد وأن نشير وفي معرض الحديث إلى تجربة المملكة العربية السعودية والتي اختصرت وطورت هذا الهدف في خدمة الشباب بإرسال طلبة الأعداديات العامة خلال العطلة الصيفية إلى بريطانيا لإدخالهم دورات طيران في مدرسة أكسفورد للطيران إضافة إلى تعليم اللغة الإنكليزية والأتكيت ومعايشة العوائل والقيام بجولات سياحية في بريطانيا وبعشر التكاليف المصروفة على المؤسسة العامة لتدريب الشباب وبفائدة عظيمة جداً . وبما أن للطيران خصوصية القوانين والتطور التقني المستمر إلاّ أن المؤسسة أُثقلت بتعليمات وقوانين الحكومة والتي شلت الأهداف الصحيحة ومنها أصبحت ملاذاً لعديمي الموهبة والطارئين والمرفوضين من مؤسساتهم ودار إستراحة للضباط والمسؤولين الحزبيين والموظفين المدنيين غير المرجي منهم أو المغضوب عليهم والسُراق كطبقة حاكمة تُسيس عالم غير عالمهم مما أشاعوا العشوائية وضيعوا الأهداف يقودهم دائماُ رؤساء مؤسسات من الحزبيين أو المحضيين ممن قدموا خدماتهم للحزب والجيش أو القيادة السياسية ولا يصلون لمستوى يكافئونهم بهذه (الخلعة السنية) أما الهدف الأساس وهو الطيران وكونه وسيلة لخدمة المجتمع العام فكان كلام فارغ في نظر الشباب ولا يذكره أحد وصمت الآذان عن المنادين لفعل التوجهات الصحيحة بل أثير إليهم بأنهم مشاغبون . من الجانب الآخر هو اقتصارها في قبول المتدربين على أعضاء الاتحاد العام لشباب العراق وقليل من المنظمات الأخرى كالأتحاد الوطني لطلبة العراق والاتحاد العام لنساء العراق دون عامة الشباب غير المنظوين للمنظمات الواجهية للحزب وكانوا ينعتون ويقيمون تجربة جمعية الطيران العراقية بأنها كانت مفتوحة للطبقة البرجوازية ورغم أن الطبقة البرجوازية الوطنية هي إحدى طبقات المجتمع المحترمة وهي ليست شُبه إلاّ أن الجمعية وفي حقيقتها كانت تضم في أعضائها أيضاً من غير هذه الطبقة وتقدم خدماتها لعامة مؤسسات المجتمع والدولة . ولكون الطيران مكلف فلم تستطع الطبقات الفقيرة مزاولته وكان يمكن تقديم منح حكومية معينة لقطاعات أوسع في مزاولة الطيران مثلاً . . للمتفوقين دراسياً والراغبين في اختياره وكما أسلفنا في تجربة العربية السعودية . أدت هذه السياسة إلى تضييق الخناق على أعضاء الجمعية التاريخيين ومنعهم من الاستمرار في ممارسة هوياتهم مما حتم عليهم التنظير وايجاد صيغة تنظيمية أخرى بعد أن يأسوا من إصلاح المؤسسة ونظامها ووسائلها المتبعة ولتسع سنوات فكان التتويج في عام 1979 في تأسيس نادي فرناس الجوي داخل موقع وأبنية المؤسسة العامة لتدريب الشباب والتي هي أصلاً مقر جمعية الطيران العراقية أرضاً وبناءاً .
نادي فرناس الجوي . . . الوجه المشرف لجمعية الطيران العراقية من كل ما أسلفنا ونتيجة لما وصلت إليه المؤسسة العامة لتدريب الشباب في توجهاتها التي تخالف تماماً الأهداف التي تأسست بموجبها جمعية الطيران العراقية واتخاذها لمسارات ودوائر الدولة الرسمية المشبعة بالجمود والروتينية وغلبة المنافع الشخصية والأسراف المالي وتولي عناصر لا تمت بصلة لعالم الطيران بل وصلت إلى حد عسكرتها تماماً وضياع الأهداف تحت يافطة تشجيع الشباب للإنخراط في الجيش إضافة إلى حرمان هواة الطيران الحقيقيين من الحضور في المركز الوحيد لممارسة هواياتهم الجوية ومن أجل احتظان كل الفئات العمرية ولكل الطبقات الإجتماعية ومن أجل تحقيق وتطبيق الأهداف الصحيحة لهذا العلم وتقويم هذا الصرح العلمي تأسس نادي فرناس الجوي من عام 1979 ومن الأعضاء القدامى لجمعية الطيران العراقية وحضي بأهتمام ورعاية ملموسة من لدن المرحوم عدنان خيرالله وادار العمل اللواء الطيار محمد عبدالله الشهواني والمدرب الطيار محمد راضي فهد والعقيد المظلي المرحوم طارق محمد علي جمعة واللواء الركن الطيار سمير محمد أيوب وغيرهم إضافة إلى بعض خريجي الدورات الحديثة من الشباب ومنهم المدرب الطيار مهدي جاسم محمد والمظلية هدى مطرود حمود والمدرب الطيار (الربان) عبدالرحمن عباس والطيار محمد عبدالله سرحان والمرحوم رافع يحيى شعبان والربان صفاء أحمد الشيخلي . وقد سبق وأن تأسس اتحاد الطيران والمظلات في اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية في عام 1978 بقيادة المرحوم العقيد قوات خاصة طارق محمد علي جمعة . وكان يعنى بتنظيم التباري بين الفرق الجوية المختلفة (الطيران – المظلات – نماذج الطائرات – الطيران الشراعي وغيرها ) وكان ضمن التشكيلة المدرب الطيار محمد راضي فهد أحد أعضاء جمعية الطيران منذ عام 1966 وهو نائب رئيس النادي حالياً فطرح على الهيئة الإدارية للاتحاد وجوب تشكيل قاعدة تدريبية تتمثل بنادي جوي يضم فرق جوية تشارك فيما بينها لفرز المستويات العالية من الرياضات الجوية على أن يتم تشكيل أندية جوية أخرى فيما بعد ومن خلالها نحصل على الفريق الذي يمثل البلد في المناسبات الدولية والإقليمية . وتم إقرار الاقتراح وروجت المعاملة إلى مديرية الأندية في وزارة الشباب كونها الجهة المشرفة على الأندية الرياضية واختير عدد من المؤسسين الأعضاء وعلى رأسهم المرحوم عدنان خيرالله ومحمد عبدالله محمد والمرحوم سمير احمد أيوب ومحمد راضي فهد والمرحوم طارق محمد علي جمعة وأقر التأسيس بموجب الأمر الوزاري المرقم 3/30/326 في 15/6/1980 (الصورة رقم1) مرحلة جديدية . . . أو إنطلاقة جديدية بدأ النادي نشاطه في بناية المؤسسة العامة لتدريب الشباب وهو أصلاً أرض وبناء جمعية الطيران العراقية وبطائرة واحدة فقط نوع بيكل (Begel pup 150) من طائرات جمعية الطيران العراقية المتروكة وبمجموعة المدربين خالد شفيق محمد فهمي لرئاسة الطيارين ومحمد راضي فهد وسمير عبدالله ولطفي محمد علي ورعد الدرة وآزاد ومن المهندسين خالد سعيد سلمان وحسان الصباغ والفنيين نصيف حمزة ومحمود عبدالله قادر وفهد محمود ومحسن محمود . وقد حقق في انطلاقته الأولى استخدام عالي للطائرة الواحدة تمثل بإنجاز معدل (41-42) طلعة جوية يومياً ومن الضياء الأول وإلى منتصف الليل ولمدة سبعة أشهر مما شجع المرحوم عدنان خيرالله لإهداء النادي أربع طائرات جديدة نوع برافو (BRAVO/AS202/IBA) واتسع نشاط النادي وتمت الموافقة على توريد 12 مظلة رياضية جديدة نوع ستراتوكلاود كأول مظلة مستطيلة تدخل العراق ومن ثم تم التحرك والحصول على عدد من طائرات الزلن الخارجة من خدمة القوة الجوية وحين وصولها كانت المبادرة بتشكيل فريق النادي والعراقي الأول للألعاب الجوية وعلى طائرات البرافو وطائرات الزلن بقيادة المدرب الباكستاني شاهد كمال وعضوية محمد عبدالله ونصير أركان ولازم حمزة وتلت ذلك حركة باتجاه الحصول على طائرات ISLANDER المزدوجة المحرك والتابعة لشركة النفط الوطنية والخارجة من الخدمة أيضاً فتم وبوجود الخبرة الفنية المتراكمة إعادتها للخدمة وعندها أصبح للنادي عدد جيد من الطائرات والمظلات استطاع من خلالها قيامه بمهامه تمثل بدعوة فريق الصقور الملكي الاردني للألعاب الجوية بقيادة الأمريكي بول وارسو والفريق الهولندي للقفز الحر بالمظلات ومن أجل رفع الكفاءة وزيادة مستوى الاطلاع والاحتكاك المباشر مع الفرق المتقدمة بالالعاب الجوي وإقامة مهرجانات وعروض جوية مشتركة في سماء بغداد وفي منطقة الشلالات في الموصل وفي شركة نفط الشمال في محافظة كركوك وفي سماء السليمانبة وأربيل . وكذلك شروع النادي بافتتاح دورات الطيران الخاص P.P.L واستقبل (12) طالباً وطالبة وأوصلهم إلى مستوى نيل إجازة الطيران P.P.L وكذلك استقبل دورتين من طلاب طيران الجيش وبواقع أربعون طالباً . وكذلك استقبل دورات الطيران المدني وبواقع (15) طالباً كمرحلة أولى و(19) طالباً كمرحلة ثانية وقد أكمل اغلبهم متطلبات الحصول على اجازة طيران P.P.L . ونتيجة هذه النشاطات المكثفة المبنية على المنهج العلمي الصحيح والتوجه المخلص أزداد عدد أعضاء النادي وطلاب هواية ارتياد الهواء ولنختلف الفعاليات الجوية فأدخل النادي ولأول مرة في تاريخ الطيران العراقي الطيران البرمائي Amphibus واستورد لذلك طائرتين نوع ليك Lake وأدخل الطيران الشراعي المعلق Hang glider على يد الشهداء الأخوان الثلاثة (انمار – إياد – اثير محمد عبدالله ) والذين حصلوا على تدريبهم لهذه الرياضة في ألمانيا . وأيضاً ولأول مرة ادخل الطيران الشراعي بمحرك واستيراد طائرة نوع كروب الألمانية (Grop. G109) وكذلك الطيران الشراعي النفاث بطائرة كابروني الإيطالية Caprony وتوالت التطويرات بإدخال الطيران فائق الدقة وإستيراد خمس طائرات نوع (الترالايت Altra light) لقد كسر النادي بهذه الفعاليات التقليدية التي حكمت الطيران العراقي لمدة خمسين عاماُ فأعطى مثلاً في الأساليب المختلفة لإرتياد الهواء ومغالبة الجاذبية بهذه التشكيلة الرائعة من الوسائط إضافة إلى تحرر النادي وكسره لقيود الدوام الرسمي مما اتاح له تحقيق الزخم الكبير في الانجاز والذي مثل بتنفيذ 779 ساعة طيران وبطائرة واحدة خلال سبعة أشهر فقط وهذا يعتبر وفي كل المقاييس العالمية ثلاث أضاعاف المعدل العالمي وبالقياس إلى ما كانت تنجزه المؤسسة الحكومية (المؤسسة العامة لتدريب الشباب) والتي كانت تمتلك 91 طائرة بأربعة أضعاف انجازها وبحساب عدد الطائرات والأنجاز المتحقق أن تكون النتيجة 364 ضعف . واستمرت هذه الإنجازات بالتصاعد وتسارعت في رحلة تسابق مع الزمن إلاَّ أنها لم تدم بسبب نشوب الحرب العراقية الإيرانية الظالمة واستمرارها لزمن طويل وكون أن غالبية قيادة النادي هم من الضباط الكبار وإنشغالهم بمتابعة شؤون الحرب أدى إلى ضعف أهتماهم بمتابعة الشؤون المدنية للنادي وبدأت مرحلة الإنهواء المتعمد .
مرحلة الإنهواء لقد مضى على بداية الحرب العراقية الإيرانية فترة طويلة وكذلك وكما أسلفنا أن غالبية قيادة النادي من الضباط الكبار وإنشغالهم بمتابعة تطوراتها الميدانية وهذه العوامل القت بضلالها في تقليل الأهتمام وبالتالي إضمحلال مزاولة النشاطات التي كانت قائمة إضافة إلى العامل الرئيسي والمهم وهو الاستهداف المباشر وغير المباشر لأعمدة هذه النشاطات من قبل النظام البائد وهم إبتداءاً انسحاب نائب رئيس النادي اللواء الطيار محمد عبدالله ومن ثم تلاه انسحاب أمين السر المدرب الطيار محمد راضي فهد وأخيراً المكيدة المدبرة لحادث اغتيال رئيس النادي المرحوم عدنان خير الله (الحادث الجوي المعروف) . وبدأت مرحلة الإنهواء الحقيقي بتسليم رئاسة النادي للنائب الثاني اللواء الطيار الحكم حسن علي والذي لم يكن جدياً وذا معرفة بالرياضة الجوية ففشل في إدارته وتسلم من بعده قيادة النادي اللواء الركن علاءالدين حسين مكي خماس ورغم أنه كان من الهواة المخضرمين في جمعية الطيران العراقية والذي إنتمى إليها عام 1962 ولديه ثقافة جوية عالية إلاَّ أن غلبة مصلحته الشخصية وفرديته ومحاربته للعناصر الأصيلة من الهواة واتباعه أسلوب العسكريتارية فوتت على النادي فرص ارتقاء كبيرة وكان جدار عازل أمام أي تقدم يمكن أن يحصل . وبعدها إستلم رئاسة النادي المرحوم الشهيد الفريق الركن قوات خاصة كامل ساجت عزيز وهو عنصر مؤمن وطيب وتجتمع فيه الكثير من الصفات الحميدة وحاول جاهداً تطوير النادي يعاونه الشهيد الرائد عادل إسماعيل القيسي إلاَّ أن الطيبة وحدها دون الخبرة لا تفعل شيئاً فقد أعدمه النظام المقبور نتيجة رفضه العمل مع إنسان لا يعرف الإنسانية وهو المجرم علي حسن المجيد في قمع الانتفاضة الشعبانية في الجنوب وذهب شهيداً مخلداً وتبعه في الشهادة معاونه الشهيد الرائد عادل القيسي على يد القوات الأمريكية بعد أشهر قلائل من سقوط النظام البائد . وبعد إعدام المرحوم كامل ساجت ونتيجة العلاقات الشخصية والمنافع المتبادلة والمتلاعبة بالرياضة فقد أُعيد اللواء الركن علاءالدين حسين مكي خماس لرئاسة النادي مرة أخرى إلاَّ أنه احتفظ بنفس سياسته السابقة لا بل زاد عليها بتجاوزات مالية عديدة مما أجبر السيدين محمد راضي فهد وعادل كاظم بتحرك ثنائي لفضح تجاوزاته أمام المسؤولين إضافة إلى وقوع أربعة حوادث سقوط طائرات وهبوط المستوى الفني والعلمي للنادي مما أدى إلى إقصائه والمجيء باللواء الركن الطيار عبدالجبار الحدوش وهو طيار سمتيات وكان بمنصب نائب ثان لرئيس اللجنة الأولمبية وهو عنصر مخلص وطيب ويريد أن يحدث تطوراً إلاّ أن عدم تخصصه بالرياضة الجوية والطيران المدني وتباطئه في أحدث التغيير أضاع الفرصة لمجموعة من العناصر الفاسدة في النادي الاستمرار بالإساءة ولحين سقوط النظام حيث استولوا على كم كبير من موجودات المطار والمقر الرئيسي
موقع المقر الرئيسي الحالي للنادي هو في العراق بغداد\ حي المنصور\ خلف بناية معهد الفنون الجميلة firnas_aero2004@yahoo.cm البريد الالكتروني بغداد12112 ص ب 1070 صندوق بريد 009645372300 tlefax 009645375958 هاتف