الرئيسيةبحث

مصرايم

هو مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح عليه السلام, هو أبو المصريين و مؤسس مصر. و ذلك أن قليمون الكاهن خرج من مصر و لحق بنوح عليه السلام و آمن به هو و أهله و ولده و تلامذته و ركب معه السفينة و زوّج ابنته من بنصر بن حام بن نوح عليه السلام, فلما خرج نوح عليه السلام من السفينة و قَسَّم الأرض بين أولاده, كانت ابنة قليمون الكاهن قد ولدت لبنصر بن حام بن نوح ولداً أسماه مصرايم فقال الكاهن قليمون لنوح عليه السلام‏:‏ ابعث معي يا نبيّ الله حفيدى حتى أمضي به بلدي و أظهره على كنوزي و أوقفه على علومه و رموزه, فأنفذه معه في جماعة من أهل بيته و كان غلاماً فلما قرب من أرض مصر بنى له جده الكاهن قليمون عريشاً من أغصان الشجر و ستره بحشيش الأرض ثم بنى له بعد ذلك في هذا الموضع مدينة و سماها‏:‏ (درسان) أي باب الجنة فزرعوا و غرسوا الأشجار و الأجنة من درسان إلى البحر فصارت هناك زروع و أجنة و عمارة و كان أهل مصرايم جبابرة فقطعوا الصخور و بنوا المعالم و المصانع و أقاموا في أرغد عيش, و نَصَّب أهل مصر مصرايم بن بنصر ملكاً عليهم, فَمَلَكَ مصر و هي مدينة منيعة على النيل و سماها باسمه و غرس الأشجار بيده و كانت ثمارها عظيمة بحيث يشق الأترجة نصفين فيحمل على البعير نصفها و كان القثاء في طول 14 شبراً و هو أول من صنع السفن بالنيل و أول سفينة كانت 300ذراع طولاً في عرض 100 ذراع‏ و نكح مصرايم امرأة من بني الكهنة فولدت له قفطيم وأشمون وأتريب و صا. و بعد 70 عاما نكح قفطيم أكبر أبناء مصرايم امرأة ولدت له أربعة أولاد‏:‏ قفطريم و أشمون و أتريب و صا, فتكاثروا و عَمَّروا أرض مصر و بورك لهم فيها و فبنوا مدينة سموها (نافة) و معنى نافة 30 بلغتهم و هي من نفر (منف) و (ممفيس) و كشفوا عن كنوز مصر و علومها و أثاروا المعادن و علموا علم الطلسمات و وضعوا علم الصنعة و بنوا على البحر مدناً منها (رقودة) مكان الإسكندرية, و لَمَّا حضرت مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح عليه السلام الوفاة عهد إلى ابنه قفطيم, و كان مصرايم قد قَسَّم أرض مصر بين بنيه فجعل لقفطيم من قفط إلى أسوان و لأشمون من أشمون إلى منف و لأتريب الجرف كله و لصا من ناحية صا البحرية إلى قرب برقة. و قال لأخيه‏:‏ فارق لك من برقة إلى الغرب و فارق هو صاحب إفريقية و والد الأفارقة. ثم أمر مصرايم كل واحد من بنيه قفطيم و أشمون و أتريب و صا أن يبني لنفسه مدينة في موضعه. مات مصرايم بن بنصر بن حام بن نوح عليه السلام بعد 700 عام مضت من أيام الطوفان و لم يعبد صَنماً قط و حَصَّن نفسه بأسماء اللّه العظام و آمَن بدين جد أبيه (نوح عليه السلام) دين الملك الديان و آمن بالمبعوث بالفرقان.

مصرايم و مصر و مباركة سيدنا نوح له

قال أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في كتاب فتوح مصر و أخبارها عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال‏: أنّ نوحاً رغب إلى الله عزّ و جلّ و سأله أن يرزقه الإجابة في ولده و ذريته فنادى حام فقام مصرايم يسعى إلى نوح و قال‏:‏ يا جدّي قد أجبتك إذ لم يجبك جدي و لا أحد من ولده فاجعل لي دعوة من دعائك ففرح نوح و وضع يده على رأسه و قال‏:‏ اللهمّ إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه و في ذريته و أسكنه الأرض المباركة التي هي أمّ البلاد و غوث العباد التي نهرها أفضل أنهار الدنيا و أجعل فيها أفضل البركات و سخر له و لولده الأرض و ذللها لهم و قوّهم عليها.