الرئيسيةبحث

مسعد

''''مسعد هي مدينة جزائرية تقع في ولاية الجلفة. تبعد مسعد عن جنوب مدينة الجزائر بحوالي 250 كلم. عدد سكانها 107 آلاف نسمة (عام 2007). عرفت المدينة منذ العصور الرومانية القديمة، حيث كانت مدينة مزدهرة.

مدينة مسعد

لنخرج من الجلفة نحو الجنوب عبر الطريق رقم 1 ، و بعد تجاوز مرتفع ثنية القفول على بعد خمسة عشر كلم سنجد ضاية المحلة أين قضت قبائل أولاد نايل على سرية تركية. بعد عين الرومية نصل إلى مفترق مسعد في المرفوق هنا نبين بعض النقوش الصخرية المتواجدة في الناحية و بعد أن نعبر منطقة جبلية هانحن في سهل مسعد. مسعد دائرة مسعد هي أكبر تجمع سكاني بعد مدينة الجلفة تشتهر بحدائقها الخلابة ذات الثلاث طوابق : نخيل ، مشمش ، تين و رمان و غيرها من الخضر و الفواكه ، المشمش يرسل إلى مصانع الشمال و الرمان اشتهر على أنه الأجود في المنطقة. الصناعة التقليدية في مسعد تشتهر خاصة بصناعة البرنوس من الوبر ، لين و خفيف. في شرق مسعد توجد قرية دمد التي تتميز أيضا بحدائقها الجميلة و المثمرة في أعلى الرابية توجد آثار القرية الرومانية القديمة ، و شمال الواد كان هناك حصن روماني تحطم كليا من جراء بناء طريق. الضايات: بعد قرية دمد هناك قرية القاهرة أين توجد زاوية كبيرة ثم بعد ذلك نتسلق ممر إفري الذي يعتبر بحق بوابة الصحراء و ستكتشف أول ضاية. سوف نسير لعدة كيلومترات في حضن هضبة صخرية ذي الأعشاب القليلة و فجأة ها نحن أمام جزيرة خضراء ، غنية بالنباتات و الأشجار المختلفة ـ منظر خلاب حقا. الضاية عبارة عن طست تغمره مياه الأمطار جارة معها التربة الخصبة. و في فصل الحر تنبت الأعشاب و تخضر الضاية فجأة لتعطي للمكان منظرا جميلا و متباينا.

صور مدينة مسعد قديما :


http://djelfa.info/IMG/jpg/messaad4.jpg

http://djelfa.info/IMG/jpg/messaad2.jpg

http://djelfa.info/IMG/jpg/messaad3.jpg


البدو: قد لاحظتم بدون شك أثناء تجوالكم عبر المنطقة الخيم المخططة بالأحمر و الأسود، تلك هي خيمات أولاد نايل. عددهم يتناقص في الآونة الأخيرة لأن الرحل يتحضرون. باستطاعتكم طلب الضيافة منهم بدون حرج أو طلب المساعدة لأنهم أناس يشتهرون قبل كل شيء بالكرم و الشهامة لكن من المستحسن أن تحترموا بعض السلوك المعمول بها في المنطقة. فإن أردتم التقرب من إحدى الخيمات عليكم أن تتقدموا من الناحية الغربية منادين على أهلها من بعيد و عليكم أيضا أن تتجنبوا إفزاع الماشية. الخيمة مقسمة إلى قسمين، جهة الرجال و جهة النساء و إن كان من بينكم نساء سيسمح لهم حتما لرؤية النساء. غني أو فقير، البدوي دائما كريم و مضياف و سيعمل ما في وسعه لإرضائكم. و من دون شك سيبقى من أجمل الذكريات التي ستحتفظون بها عند إقامتكم بالجلفة. شعراء مدينة مسعد: لخنش عبد الرحمان /شاعر أحمد سعيد بن دراح /شاعر تواتي عبد العزيز/ شاعر تواتي عبد الله /شاعر بلول أحمد /شاعر بن دراح لمبارك /شاعر

الرومان في منطقة مسعد من أهم الوسائل التي اعتمدتها السياسة الرومانية من أجل إحكام السيطرة على الأراضي الجزائرية بناء بعض التحصينات " Les limes" التي امتدت من شط الحضنة شمالا إلى وادي جدي جنوبا. وفي سنة 126م امتدت هذه الحصون (Les limes) جنوب وادي جدي، وبذلك شملت منطقة الجلفة وكان الغرض منها صد أي هجمات متوقعة أو تحركات مريبة.

كما اعتمد الرومانيون على إنشاء قلاع، مثل قلعة ديميدي Castellum Dimmidi الواقعة قرب مدينة مسعد الآن. وقد بنيت في عهد الإمبراطور الروماني سبتوس سفيروس. وكان ذلك سنة 198 م في رأي جلبير شارل بيكار، بينما يرى شارل أندري جوليان أنها بنيت سنة 201 م.

واستمر عمل هذه القلعة إلى غاية سنة 240 للميلاد. ولم تكن الوحيدة في هذه المناطق ، بل بنيـت قلاع أخرى في الجنوب ، في "القاهرة" وعين الريش والدوسن وبورادة، وكلها تقع في امتداد استراتيجي يتحكم في الإقليم الممند جنوب حوض الحضنة.

ولا شك في أن المكان المسمى دمد في منطقة مسعد أخذ تسميته من هذه القلعة التي تمثل موقعا مهما من الناحية التاريخية الأثرية، إذ كان يحوي بعض الآثار والأدوات البرونزية و الخزفية، وكذا رسوما جدارية .. وجلها تم استخراجه في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين ، ووضع للعرض في متحف الآثار القديمة بالجزائر.

وهكذا فقد كانت مهمة هذه الحصون و القلاع التي وضعها الرومان هي إحكام السيطرة وتوفير المن لنفسهم في الشمال الجزائري الذي عرف التركيز الاستيطاني أنذاك، إذ سمحت هذه الإجراءات بمراقبة تحركات البدو الذين كانوا يتنقلون في حدود هذه المناطق.


ولازالت بعض آثار قلعة ديميدي التي بنيت على وادي يعد أحد روافد وادي جدي المنطلق من المنحدرات الجنوبية لجبال أولاد نايل، لا زالت موجودة بمدينة مسعد في المكان المسمى دمد، ولازالت بعض القطع الأثرية المنقوشة من بنيانها معروضة بالمتحف السياحي لمدينة الجلفة.

بمسعد : تقع غابة النخيل لمسعد بمحاذاة وادي مسعد المتواجدة بالوديان المغلقة بسلسلة الأطلس الصحراوي التي تشكل حاجزا و الذي يحتوي على سلسلة من الجبال ذات علو متوسط نوعا ما. تشكل مدينة مسعد منطقة عبور إلى المناطق الجافة المتواجدة في الجنوب منها. فقد تم التعرف و الإعلان بالمرسوم المذكور أعلاه كمنطقة للتوسع السياحي بمساحة 4,5 هكتار.

بلدية مسعد 2001 : العثور على رفات بشرية و أواني فخارية جنائزية وقطع معدنية أثناء تهيئة مكان بجانب حي 120 سكن طريق بوسعادة قصد بناء سكنات اجتماعية جديدة بعد دراسة هذه البقايا العظمية و الفخارية كذلك طريقة الدفن استخلصتا مايلي :

يعد هذا الاكتشاف قبر جماعي يعود إلي فترة فجر التاريخ محتويا أربعة جثث دفنت في وضعية الجنين أي يوضع الميت في وضعية أفقية منطويا كالجنين في بطن أمه ، هذه الوضعية لا تحتاج متسعا من المكان هذا ما عثر عليه في القبر الذي نحن في صدد دراسته دفن الجثث الأربعة وانحلالها ونتيجة ثقل مواد غطاء القبر انهار الهيكل العظمي وتراكمت البقايا العظمية في مساحة صغيرة نتيجة للوضعية التي دفنت بها وهذه الطريقة معروفة في فجر التاريخ . أما بالنسبة للبقايا الفخارية فهي عبارة عن أواني فخارية جنائزية تدفن مع الميت لها وظيفة طقسية التي كانت تمارس في تلك الفترة وتنسب هذه الأواني إلي الفخار البراري المحلي وقد استعملت هذه القطع الفخارية في الحياة اليومية نتيجة اللون الأسود الذي يطغى عليها اثر استعملها في النار . يكتسي هذا الاكتشاف أهمية بالغة هذا من حيث دراسة المعالم و الطقوس الجنائزية للمنطقة .

بماذا تشتهر مدينة مسعد: تشتهر مدينة مسعد (76كم جنوب الجلفة) منذ القدم بمنتوجاتها الفلاحية مثل الرّمان والمشمش، كما تتميز بصناعات تقليدية قد لا نجدها في غيرها من مناطق الوطن، حيث تعتبر المصدر الأول والأخير للصناعة الوبرية و على رأسها "البرنوس المسعدي" ذي السمعة العالمية و الذي أصبح رمز للرجولة و الكبرياء كما أنه أصبح الهدية المفضلة لكبار ضيوف الجزائر. هذا المكسب الذي أصبحت مدينة مسعد تحتكره لوحدها لم يكن هذا محض الصدفة بل جاء نتيجة ثمرة مجهود و إرث حرص عليه الأبناء و توارثوه عن أجدادهم، مما جعل العديد من مراكز البحوث تجري عليه دراسات من أجل دعم صناعته و تثمين المهارات الموجودة بالمنطقة...

كما أشار إلى ذلك السيد بن دراح محمد عضو في فريق المعهد الوطني للتنمية و رئيس الديوان المحلي للسياحة بمسعد ورئيس فرع الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية و الحرف بالمسيلة ( فرع الجلفة) الذي كان له الفضل الكبير في الترويج للبرنوس الوبري سواء داخل الوطن أو خارجه بحيث كان أول من روّج له في الخليج العربي بمشاركته ثلاث مرات في مهرجانات عديدة بدولة الإمارات. "البرنوس المسعدي" الذي وصل سعره في بعض الأحيان إلى ما يقارب التسعة ملايين سنتيم و وصل ثمن خياطته إلى 12000 دينارا بحيث أصبح حكرا على طبقة معينة من المجتمع بسبب غلاء ثمنه الذي يعتبره السيد زيطوط جلول و هو تاجر و خياط البرانيس و رئيس " جمعية البرنوس الوبري المسعدي "،غير مرتفع مقارنة بالأتعاب و بالمدة الزمنية التي يستغرقها صنع البرنوس الوبري الواحد التي قد تصل إلى سنة

و يعتبر البرنوس أو " القشابية" الوبريين أغلى الأنواع حيث توجد عدة أنواع و منها القشابية البيضاء و الحمراء و الدرعاء (التي تصنع من صوف الغنم الأسود) و هذا النوع يستعمله عامة أبسط الناس و لا يتجاوز ثمنه الخمسة آلاف أو ستة آلاف دينار و ثمن الخياطة لا يتجاوز الألفي دينار في أحسن الأحوال ، كما أن هناك نوعان من الخياطة؛ خياطة رفيعة و تكون باستعمال اليد و هي الأغلى ، و خياطة بالماكنة و هي أسرع و أقل تكلفة .

و حتى يصبح البرنوس جاهزا فإنه يمر بعدة مراحل: فالمرحلة الأولى هي جمع المادة الأولية و هي الوبر و بر الجمال، و يحبذ فيها وبر " المخلول " و هو ابن الناقة لاعتباره أكثر جودة و يتجاوز سعر الكيلوغرام الواحد الخمسة آلاف دينار بحيث تحتاج المرأة التي تنجزه داخل البيت ثلاثة أشهر للحصول على " الخملة " التي يقدر وزنها بـ 400غرام في الكيلوغرام الواحد، ثم تأتي المرحلة الثانية و هي نسج " الخملة " بخيط خاص يعرف باسم " القيام"، و بعد عمليات الغزل و التسليك "التقرديش" تأتي المرحلة النهائية و هي النسج على خشبتين متوازيتين أفقيا و يتم فيها وضع البرنوس أو القشابية و قد تستغرق سنة كاملة ، ثم يتم فكها عن "المنسج" و منها إلى السوق أو إلى الخياط و هناك نوعان من الخياطة النوع الأول القسنطيني أو المغربي و تستعمل فيه الإبرة و اليد و تكون الزخرفة مضاعفة و يتراوح ثمنه من 5000 دينار إلى 12000 دج و تدوم من 15 يوما إلى شهر و هو يصلح لكبار الشخصيات، أما النوع الثاني فهو العادي و يكون بواسطة الماكنة و يتراوح ثمنه من ألف إلى ألفين و خمسمائة دينار و يلبسه عامة الناس و يستعمل فيها المجبود "السفيفة".

و تعتبر مدينة مسعد الممون الرئيسي لسوق البرنوس على المستوى الوطني و حسب السيد عبد الكريم خياط فإن السلعة مطلوبة بكثرة في المغرب و تونس، و تعتبر بلدية زكار دائرة عين الإبل الممون الرئيسي بالقشابية البيضاء والمعروفة بجودتها و سمعتها العالية و ثمنها الباهض، غير أن هذه الصناعة النادرة بدأت في الاضمحلال يوما بعد يوم على الرغم من أنها تعد مصدر رزق للكثير من العائلات بالمنطقة و ذلك نظرا لعدة مشاكل منها أنها صناعة ما زالت تعتمد على وسائل بدائية محضة مثل " المشط " و " السلاك " و الخلالة و الأخشاب و لم تستعمل فيها لحد الآن أية آلة حديثة مما تسبب للكثير من العائلات في الإصابة ببعض الأمراض الصدرية و العمى نتيجة نفض الغبار و الأوساخ كما أصيب بعض الخياطين بالشلل الجزئي لبعض الأطراف نتيجة الوضعيات المرهقة جدا أثناء الخياطة و هو ما أدى بالكثير منهم إلى التخلي عن هذه المهنة الصعبة. المشكل الثاني هو ندرة و غلاء المواد الأولية مثل الوبر "العقيقة" التي أصبحت نادرة بعد التراجع المسجل في عدد مربي الإبل إضافة إلى غلاء بعض المواد التي تستعمل في خياطة هذا النوع من الملابس مثل المجبود والشفيفة و البادرة، أما أهم مشكل و الذي بدأ فعلا يؤثر كثيرا على هذه الصناعة فهو عزوف الفتيات عن هذه المهنة حتى بقيت حكرا على العجائز ، و يعود ذلك إلى انعدام مراكز التكوين في هذا الاختصاص و كذا إبقاءه على استعمال أدوات تقليدية بدائية لم تتطور.

و للخروج من هذه الوضعية فإن ذوي الاختصاص يقترحون تدعيم تربية الإبل الآخذة في الزوال، و إنشاء ورشات للصناعات التقليدية و تثمين هذه المهنة، و هو الأمر الذي استدركته مؤخرا الوزارة المعنية (وزارة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و الصناعات التقليدية) حيث ستشرع قريبا في إنجاز مركز لهذا الغرض بمدينة مسعد .


==وصلات خارجية==