المصدر: موقع باقر الماجد الدمستاني
هو ضريح عالم من علماء القرن العاشر الهجري الذي عرف بين أهل البحرين بالورع و التقوى و قوة الإيمان بالله فعد من الأولياء الصالحين الذين خلفتهم هذه الأرض بجانب الكم الهائل من العلماء الذين سجلوا أروع المشاهد الكبيرة التي يتناقلها الناس مع مرور الزمن الطويل على حدوثها ، وما شخصية أبو رمـــانة إلا واحدة من تلك الشخصيات التي جعلت منه معلم من معالم البحرين إلى يومنا هذا .
ضريح الشيخ محمد بن سالم بن عيسى (ابو رمانة) في دمستان أسـمـه :
ذكر في بعض كتب التراجم أن أسمه الشيخ أحمد بن سالم بن عيسى البحراني و بعضها الأخر قال أن أسمه الشيخ محمد و الاختلاف بين الأسمين ليس بكثير علما بأن الجميع يذكرون أحواله و قصته نفسها و المعروف عند أهل البحرين الحاليين و زوار مرقده يقولون أن أسمه الشيخ محمد أبو رمــانة إلا أن الغالب وجود أسم الشيخ أحمد في كثير من التراجم التي بحثنا فيها و الله أعلم .
عــصــره :
لقد عـاش صاحب الترجمة أيام الاحتلال البرتغالي لجزيرة البحرين قبل هزيمتهم على يد ( الصفويين ) سنة ( 1011 هجرية ) الموافق ( 1602 ميلادية ) .
قـصـته :
جاء في بعض كتب التراجم قصة مطولة عن الشيخ أبو رمــانة الذي عاش في زمن الإفرنج الذين كانوا يحكمون البلاد في ذلك العصر و هذه القصة تناقلها الكثير من المؤلفين منوهين بها قائلين بأن صاحبها صاحب الترجمة وهي قصة حظيت بشهرة كبيرة ليس بين أبناء البحرين و الخليج فحسب و إنما سمع بها غيرهم من مناطق أخرى و القصة تتلخص في مايلي :
كان أهل البحرين منذ القدم يوالون أهل البيت ( ع ) ، وقد عين ( البرتغاليون ) أيام سيطرتهم على البحرين واليا من قبلهم ممن لا يدين بولاء آل البيت الطاهرين ( ع ) ، وكان له وزير معروف بالنصب و العداء للأئمة الهداة ( ع ) و مواليهم ، فأراد الإيقاع بأهل البحرين وإرغامهم على التنكب عن منهج الحق ، أو تكون دماؤهم و أعراضهم و أموالهم مباحة .. وقد أحضر لذلك الوالي ما زعمه دليلا على بطلان عقيدتهم ، وفساد دينهم. فقد جاء برمــانة قد نقشت عليها عبارات منذ تكوينها لا تنسجم مع عقيدة اهل البيت (ع) لتكون دليلاً على ذلك الزعم الباطل ، فاقتنع الوالي برأي وزيره ، وأحضر علماء البلد ، وخيرهم بين ترك ولائهم لعترة الرسول ( ص ) والاستئصال التام أو يأتوا بجواب شاف. فهالهم الأمر ، وعمهم خطب عظيم ، فا ستمهلوه ثلاثة أيام لتقرير مصيرهم ..
فخرج جمع من علماء البلد و أتقيائها إلى الصحراء ، ومنهم ( الشيخ أحمد ) أو ( محمد ) صاحب الترجمة هذا ، فألهمه الله على لسان ولي من أوليائه الأصفياء ( وهو صاحب العصر و الزمـان ) أن تلك الرمانة ليست سوى حيلة أراد بها صاحبها أن يشفي غليله من محبي آل البيت ( ع ) ، وأنه قد نقش تلك العبارات على قالب من الطين، وغلف به الرمانة منذ أن كانت صغيرة ، وقد أنطبع ذلك النقش عليها أثناء نموها ، وقد فسدت الرمــانة لذلك ، فليس فيها سوى الدخان ، وفي اللحظة الحاسمة ، بادر الشيخ بأخبار الوالي بحقيقة الأمر ، و طلب تفتيش دار الوزير للعثور على ذلك القالب ، وحينما تأكد للوالي ذلك ، أعتذر من أهل البحرين ، وأمر بقتل الوزير ، وصار من أهل البصيرة باتباعه منهج أهل البيت ( ع ) .
هذا ملخص ما ورد في كتب التراجم حول هذه القصة و الله أعلم .
مـؤلـفـاتـه :
لقد ذكر من خلال البحث أن الشيخ أحمد قد وجدت له تأليف واحد وهو رسالة في ( الاستخارة ) مروية عن الإمام الصادق ( ) والظاهر وجود غيرها ولكن لم تعرف .
مـزاره و قبره :
يوجد في المنطقة الغربية من البحرين في قرية دمستان قبر و مزار داخل مسجد القرية المجاور إلى البحر تقريبا وهو ينسب إلى هذا العالم الجليل ( الشيخ أحمد أبو رمــانة ) وهو مزار مشهور عند أهل البلاد و زواره من مختلف الأجناس و البلدان تقربا إلى الله بأوليائه الصالحين ، وقد جدد بناء هذا المقام مرات عدة إلى أن أصبح الآن بشكل واسع يتسع لكثير من الزوار وقد خصص فيه جانب كبير للنساء لقضاء يوم بجوار المزار .
المصدر: [1]