الشيخ مزين الدين عبد الرحمن الحسني الأسيوطي، مؤسس فرقة الزيدية الوسطية، أحد فرق الزيدية.
نبذة عن الأصل و النشأة
ولد الشيخ مزين الدين عبد الرحمن الحسني الأسيوطي في محافظة أسيوط، و تنحدر عائلته من قبائل الحسنية من آل البيت، بمحافظة أسيوط، بصعيد مصر، و عاش معظم حياته في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي.
تعلم مبادئ القراءة و الكتابة بكتاب قريته، فحفظ القرآن الكريم و تتلمذ على يد مشايخ عائلته.
فقه الشيخ و ولادة الزيدية الوسطية
ينتمي الشيخ لمذهب الزيدية، إلا إنه إستفاد من مبدأ زيدي، يتعلق بإستمرارية الإجتهاد و عدم غلق بابه. كان شغل الشيخ الشاغل هو تحديد صحة أي مصدر أخر في الإسلام بعد القرآن الكريم، فكتب الحديث متنوعة بين الطوائف، و حتى داخل المذهب الواحد، فبعض الأحاديث لم ترد في جميع مصادر الحديث للمذهب الواحد، و حتى ما ورد فإنه يختلف أحيانا في الصيغة، و في درجة القبول كحسن و ضعيف و ما إلى ذلك، بما يلقي بشكوك في أخذ أو رفض أي حديث، و يجعل الأخذ بتلك المصادر دون تمحيصها أمر يكتنفه الإحساس بعظم المسئولية مخافة تحريم حلال أو تحليل حرام.
لهذا قرر أن يستعمل وسيلة بسيطة للحكم على صحة أي مصدر، غير القرآن الكريم، سواء أكان حديث أو سيرة أو إجتهاد أو غير ذلك، و ذلك بإستعمال القرآن الكريم ذاته كميزان لصحة أي مصدر أخر، و وضع بضعة شروط بسيطة سار على نهجها و أصبحت أسس فرقة جديدة من الزيدية تسمى بالزيدية الوسطية.
1) ألا يضيف هذا المصدر أي شريعة أو شعيرة أو أي شيء لم يرد بالقرآن الكريم.
2) ألا يلغي هذا المصدر، أو ينتقص، أي شريعة أو شعيرة أو شيء ورد بالقرآن الكريم.
3) ألا يتعارض هذا المصدر مع، أو يعطل، أو يناقض، شيء ورد بالقرآن الكريم.
بهذه القواعد الثلاث البسيطة حكم على أي مصدر، و بهذه القواعد تحرر من الخوف في الوقوع في خطأ رفض و قبول مصادر، إعتمادا على سلسلة الرواة، أو رفض مصادر، قد تكون صحيحة، فقط لكونها لم ترد في كتب فرقته.
كانت نتيجة هذا أن أصبحت فرقة الزيدية الوسطية من أكثر الفرق الإسلامية إنفتاحا على جميع الفرق الإسلامية. و سبب تقارب الزيدية الوسطية و إنفتاحها على المذاهب الأخرى، سواء سنية أو شيعية، يكمن في إعلائها القرآن الكريم فوق أي مصدر و إتخاذه إياه ميزانا، و جميع الفرق الإسلامية تؤمن بالقرآن الكريم، و هذا ما يجمع المسلمين جميعا.