الرئيسيةبحث

محمد بن عبد الله معن الأندلسي

محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي:

هو الشيخ الهمام كهف الإسلام و ملاذ الأنام وملجأ الخاص و العام الولي الكبير الصديق الخطير العارف الكامل المحقق الواصل المتحقق بالأحدية و ذو الشهود للذات العلية المتمكن الراسخ الطود الشامخ الكامل في الشريعة والحقيقة كمال الغاية البالغ فيهما مبلغ كبراء الرجال مقيم السنة وناصر الملة المقيم في التوحيد منذ نشاته ووجوده القائم عن مقام لايتوارى عنه حال ولا يغيب عن مشهوده حجة المريدين و محجة المسترشدين أبو عبد الله وأبو النصائح سيدي امحمد بن محمد بن عبد الله بن معن الأندلسي، يعرف قديما ب معن، (بفتح فسكون، أو بفتحتين)، والآن بابن عبد الله، وهو من ذرية السلطان المعظم أمير المؤمنين يعقوب المنصور بن يوسف بن أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي الموحدي، ويعقوب هذا كومي السلف، مُضري الأصل، من قيس عيلان؛ (بالمهلة)، ابن مضر، كما ذكره جماعة من المؤرخين لدولتهم. وذكر بعض الأعلام من المؤرخين – وهو: الشيخ أبو القاسم السهيلي – أنه شريف النسب حسني إدريسي، من أبناء محمد بن القاسم بن إدريس، وكان الشيخ سيدي محمد بن عبد الله معن يوصي أولاده أن لا يذكروا القول بالشرف، بل يدخرونه للآخرة، وهم على حفظ الوصية – جزاهم الله خيرا –.

ولد صاحب الترجمة سنة 978هـ وأخذ العلم رحمه الله عن شيخه العارف سيدي عبد الرحمان الفاسي و كان قارئا له و جدد القرآن بروايتي نافع عن الشيخ سيدي الحسن بن محمد الدراوي. ثم اشتغل بالتكسب و علق بزيارة سيدي أبي عبد الله التاودي دفين خارج باب عجيسة.

ولما بلغ أشده و بلغ حدود الثلاثين توجة للشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي الفهري و سلب له الإرادة وألقى إليه قياده فصرف أبو المحاسن عنان عنايته إليه إلى ان فتح له على يديه و انتفع به انتفاعا قويا و شرب منه مشربا رويا و على يده كانت له الولادة و كثير من التربية و الإفادة و كانت وجهته إليه في مدة من نحو أربع سنين من السنة التي توفي فيها سيدي إبراهيم الصياد.

ولما توفي أبو المحاسن سيدي يوسف الفاسي الفهري أقبل بعده على أخيه و وارث حاله شيخه العارف سيدي عبد الرحمان الفاسي الفهري فكان يخدمه بنفسه وماله. وكان العارف يعظم أمره و يجل ذكره و يظهر جلالته و فخره و يقول تارة فيه = إنه من أرباب القلوب = وتارة = ليس له نظير في المشرق و المغرب =. وبقي ملازما له إلى أن توفي وذلك مدة من 23 سنة فكان عمدته و عليه عول بعد ربه وبه تهذب و تكمل.

وبعد وفاة شيخه العارف احاط بإرثه و إرث من قبله إلا أنه بقي بداره بحومةالمخفية من عدوة فاس الأندلس مدة لم يؤذن له في الإنتصاب لدلالة الخلق على الله ثم بعد زيارة الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش نفعنا الله به وقع له الإذن هناك وهو أخبر به عن نفسه و حيث قدم من هذه الزيارة جلس في زاوية شيخه سيدي يوسف الفاسي الفهري لقربها منه فقصدها الناس من كل جهة وتصدى حينئذ للإرشاد وتربية المريدين, وبقي في زاوية شيخه نحو 06 أشهر.

ثم بنى زاويته التي بأعلى حومة المخفية من فاس على ضفة واد الزيتون سنة 1038هـ فانتقل إليها بأصحابه يدل على الله وينصح لعباد الله وينصر سنة رسول الله ويحيي امور الدين و قلوب المؤمنين بما منحه الله من المعارف و الأسرار و البركات و الأنوار فأحيى الله به البلاد و العباد ونفع به الحاضر و الباد و انتشرت على يديه أمور السنة بالمدينة وأشرقت بها آياته المبينة. وكان كامل الأنوار و المحاسن قوي الظاهر و الباطن عارفا راسخا و طودا شامخا مقيما للسنة قائما بمصالح الأمة مجددا للدين محبا في أبناء سيد المرسلين ومعظما حرمتهم ومراعيا جانبهم.

وقد أفرد أحواله وأوصافه ومعارفه وكراماته بالتأليف الشيخ سيدي عبد الرحمان بن سيدي عبد القادر الفاسي الفهري وكذا أفرده بجزء الشيخ سيدي المهدي الفاسي الفهري وسماه = عوارف المنة في مناقب سيدي محمد بن عبد الله محيي السنة = . وقد ذكر في المقصد الأحمدي وفي ممتع الأسماع و صفوة من انتشر و الروضة المقصودة و نشر المثاني و الزهر الباسم و سلوة الأنفاس. وكانت وفاته رحمه الله بعد طلوع الشمس بنحو ساعة من يوم الأحد 03 جمادى الثانية سنة 1062هـ و دفن عند الزوال بالقباب أعلى مطرح الجنة خارج باب الفتوح قريبا من قبة سيدي يوسف الفاسي الفهري عن يمينها وبنيت على قبره قبة (القبة العبدلاوية)على شكل قبته وقبره بها مشهور معروف عليه دربوز يزار به.