الرئيسيةبحث

محمد الخشمان

محمد الخشمان (1945 - 1980) المرحوم محمد الخشمان من مواليد لواء الشوبك بمحافظة معان في السابع من آذار عام 1945.. تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي في مدرسة الشوبك، ثم انتقل إلى مدينة معان لدراسة الثانوية وحصل على المرتبة الأولى في الفرع الأدبي ما أهله لدخول الجامعة الأردنية كلية الآداب. تأثر الخشمان بالنكبة الفلسطينية خصوصا ان عائلته كانت تتردد باستمرار على مدينة الخليل كما ان عددا من اقاربه كان مقيما في بيت لحم وما ان شب عن الطوق حتى تأثر بالفكر اليساري السائد في تلك الفترة وانتمى لبعض الوقت إلى الحزب الشيوعي ثم تخلى عنه ليؤمن بالفكر القومي الناصري المستند إلى الإيمان بالله، وكان من رفاقه أيام الجامعة الدكتور خالد الكركي والدكتور عبد الله الهباهبة والدكتور عدنان الحسيني وطه الهباهبة وغيرهم وكانوا يجتمعون في أحد مقاهي بلدة صويلح للبحث في الهم الوطني الاردني والفلسطيني.

تخرج في الجامعة عام تسعة وستين والتحق بقطاع التعليم في لواء العقبة آنذلك ثم انتقل للعمل في بلدته الشوبك، ويحفظ له طلابه كثيرا من المواقف في مساندة الطلبة. انتقل في عام 1972 للعمل في الديوان الملكي الاردني بوظيفة مساعد رئيس التشريعات الملكية إلى جانب فايز الطراونة وعبد الله الفواز وفواز أبو تايه وملحم التل ومجحم الخريشا وغيرهم ثم انتقل بعد تعيين عدنان أبو عودة رئيسا للديوان إلى الإذاعة الاردنية واعد وقدم العديد من البرامج. أحد أهم برامجه أقلام واعدة الذي كان يتابع ما يكتبه الشباب الأردني والعربي بالنقد والتحليل والتشجيع، واستمر البرنامج حتى عام وفاته ثم تابعه عدد من الصحافيين والمذيعين بعد ذلك. من برامجه حديقة الأدب مجلة الاثير وقاموس الصباح ربوع بلادي الأردن رجال وتاريخ وغيرها كما انه أول من اسس وقدم برنامج البث المباشر، وله العديد من المسلسلات الإذاعية مثل ريحانة الشرق عن حياة الشاعرة مي زيادة ، ومحكمة الشعراء ووردة وريعان الذي تحول إلى مسلسل تلفزيوني، كما له عدة مقابلات وبرامج تلفزيونية احدها يتحدث عن الملكة علياء بعد وفاتها. عمل في النصف الثاني من عقد السبعينات في صوت ألمانيا في عاصمة ألمانيا الغربية آنذاك بون، كما عمل في إذاعة دمشق وإذاعة موسكو، وتلقى عددا من الدورات الإذاعية في بلجيكا وفرنسا وغيرها من البلدان الاوروبية. كتب عدة أبحاث ومقالات في صحف أردنية وعربية وله كتاب غير مطبوع اعدته بالتعاون مع بهاء الدين طوقان حول أصول العشائر والقبائل في الاردن. كما وقدم مئات الدروس التعليمية لطلاب المرحلة الثانوية عبر التلفزيون التربوي الأردني. تزوج في عام 1971 من السيدة هدية الخشمان، ولم يرزق بأبناء إلا عام 1979 حين رزق بـ"لبنى"، وتوفي وزوجته حامل وانجبت بعد ذلك نجله الوحيد وصفي الذي تابع دراسته في الصحافة هو الآخر وعمل في جريدة الغد ثم انتقل للعمل في قناة روسيا اليوم بموسكو. لمحمد الخشمان عدد من الاشقاء من بينهم مساعد مدير الامن العام اللواء الركن المرحوم محمود الخشمان وعضو المجلس الوطني الاستشاري المرحوم علي الخشمان ومدير الامن العسكري السابق أحمد الخشمان، كما أن من أبناء اشقائه واقاربه الدكتور عدنان الخشمان عميد كلية الهندسة الالكترونية والكمبيوتر في جامعة الشرق الأقصى بقبرص، والدكتور عمر الخشمان المدرس في قسم الكيمياء في جامعة مؤتة، والشاعر مصطفى الخشمان. في صباح يوم الخامس عشر من ايار عام 1980 خرجت جريدة الرأي بمقال اليوم المشؤوم الذي كتبه محمد الخشمان في زاوية بلا عنوان والذي تحدث فيه عن ذكرى احتلال فلسطين، وفي ظهيرة ذلك اليوم وقع حادث سير مؤسف في منطقة ضبعة على الطريق الصحراوي خلال توجه الخشمان برفقة زوجته وطفلته لبنى وبنات أخيه، ما اسفر عن وفاته ووفاة ابنته وابنة شقيقه نجوى، وفجعت محافظة معان بنجلها وبكته وما زال الاردنيون يتذكرون ذلك الصوت الحنون الذي كان يطل عليهم كل صباح ليدعوهم لشرب فنجان قهوة معانية.