الرئيسيةبحث

محافظة هيروشيما

موقع محافظة هيروشيما
موقع محافظة هيروشيما

محافظة هيروشيما (بالـيابانية: 広島県 = Hiroshima-ken): إحدى المحافظات الشمالية في الـيابان عاصمتها مدينة "هيروشيما". عدد السكان: 2,878,915 نسمة، المساحة: 8,476.95 كلم².

هيروشيما 1945: يوم من أغسطس (آب) غيّر العالم العنوان الأصلي: "نظرة على هيروشيما، شهر بعد القنبلة" – مقال صحفي بقلم ريتشارد ويرلي في جريدة Le Temps السويسرية منشور بتاريخ 14 أغسطس/ آب 2003؛ يشرح المقال كيف نما إلى علم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ كان تركيزها منصباً على مصير الأسرى، أن قنبلة ذرية قد ألقيت على هيروشيما، وما فعلته المنظمة على أثر ذلك.


من أرشيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر


بحث صحفيون من جريدة "Le Temps" السويسرية في أرشيف اللجنة الدولية وحرروا سلسلة من خمس مقالات تتناول كل واحدة منها مرحلة حاسمة من التاريخ وتطور اللجنة الدولية نفسها. وتكشف المقالة الثانية في هذه السلسلة هول المجاعة في روسيا في عامي 1921 و1922 والإجراءات التي اتخذتها اللجنة الدولية للمساعدة على إنقاذ الملايين من الموت جوعاً.

عندما كانت اللجنة الدولية تتعلم كيف تحمي المدنيين ...

هول المجاعة في روسيا : الويلات المخفية التي حدثت عام 1921

استعمال غاز الخردل في إثيوبيا (1936). هيروشيما 1945: يوم من أغسطس (آب) غيّر العالم عنوان المقال القادم :: المناطق الآمنة في القدس

منذ دحول اليابان الحرب العالمية الثانية كان مصير أسرى الحلفاء شاغلاً أساسياً للجنة الدولية للصليب الأحمر. لم تكن الإمبراطورية الشرقية قد صدّقت على اتفاقية جنيف لعام 1929 التي تحمي أسرى الحرب، كما قضت تقاليدها العسكرية بأن التعرّض للأسر يجلب العار على الأسير وعلى أُسْرته. ولما كان يُعْتقد أن هناك عشرات، إن لم يكن، مئات الآلاف من الأسرى ـ من العسكريين والمدنيين على السواء ـ محتجزين في مناطق مختلفة من آسيا، فقد كان هناك إذاً ما يدعو إلى القلق؛ ولم يُسْمح للجنة الدولية سوى بزيارة عدد محدود للغاية من المعسكرات.

هكذا فعند وصول رئيس بعثة اللجنة الدولية الجديد في اليابان الدكتور مارسيل جونو إلى المنطقة في صيف 1945 كان هدفه الأساسي يتمثّل في توسيع نطاق وصول المنظّمة إلى أسرى الحرب، وخاصة كبار القادة الذين تم أسرهم خلال الانتصارات اليابانية على امتداد الشرق الأقصى. سمحت له السلطات اليابانية بالبدء في إقليم منشوريا الصيني المحتل والذي جابه "جونو" بالقطار خلال رحلته قادماً من جنيف.

وفي 6 أغسطس/ آب حقّق "جونو"، بفضل ما أبداه من إصرار عنيد، اختراقاً محدوداً: فقد سمح له القائد الياباني المحلي في "سيهان" ليس فقط بزيارة المعسكر المخفي عن الأنظار الذي كان كبار قادة الحلفاء محتجزين به، وإنما أيضاً بالتحدّث إلى أحدهم ـ وهو الجنرال "وينرايت" قائد الجيش الأميركي المهزوم في "كوريجيدول" بالفلبين. كان الاتصال وجيزاً غير أن "جونو" رأى فيه خطوة في الاتجاه الصحيح.


تكبير الصورة

هيروشيما، 7 أغسطس/ آب 1945: سلاح مروّع على نحو غير مسبوق ـ كثير ممن بقوا أحياء بعد الانفجار واجهوا موتاً بطئياً معذِّباً.

© CICR - ref. hist-00261-35.jpg

لم يكن بوسع "جونو" ـ أو أي شخص آخر في منشوريا في هذا اليوم ـ أن يعلم أنه على بعد 1500 كيلومتر تعرّضت مدينة هيروشيما اليابانية لضربة مروّعة في آثارها: نحو مائة ألف شخص قتلوا في الحال وأصيب عدد مماثل بإصابات مخيفة على حين أن الجانب الأكبر من المدينة قد تم محوه محواً. (أول صحافي أجنبي يصل إلى مكان الحدث، وهو "ويلفريد بورشيت"، بلغ المدينة يوم 3 سبتمبر/ أيلول).

وحتى لو كان "جونو" قد سمع عن الهجوم فربما كان سيفوته إدراك مغزاه بوضوح ـ فالكثير من المدن اليابانية كانت تتعرض لهجوم جوي مدمّر بالقنابل الحارقة إذ راحت الولايات المتحدة تسعى لإجبار العدو على الاستسلام غير المشروط. وقد رأت واشنطن أن الخسائر في الأرواح التي يمكن أن تنجم عن غزو عسكري شامل تزيد عما يمكن القبول به، كما أن القنبلة السرية الجديدة كانت قد اختبرت في نيو مكسيكو وتقرّر أنها صارت جاهزة للاستعمال...

مع وصوله إلى طوكيو في 9 أغسطس/ آب ـ اليوم الذي شهد إلقاء القنبلة الذرية الثانية على ناغازاكي ـ شعر "جونو أن الحرب تشارف على بلوغ ذروتها. وقد قام بإرسال أعضاء فريقه الصغير إلى مناطق مختلفة من البلاد بغرض الدخول إلى أكبر عدد ممكن من معسكرات أسرى الحرب والاستعداد للمساعدة في الإفراج عنهم.


ما رآه الدكتور جونو في مستشفى الصليب الأحمر في هيروشيما "المرضى الذين ظل فيهم شيء من القوة يجثمون في الأركان. والآخرون يرقدون أرضاً، يحتضرون. هناك 84 مريضاً في هذا المستشفى، معهم عشرة من الممرضين ونحو عشرين طالباً لمساعدتهم. ليس هناك ماء ولا مراحيض ولا مطبخ. آلاف من الذبابات تغطي الجروح والحروق؛ كل شيء قذر على نحو مروّع. يحتاج المرضى لعمليات نقل دم؛ إنهم ينزفون بسبب الإشعاع. ولكن ليس هناك متبرعين بالدم ولا علاج..."

وفي 30 أغسطس/ آب، كان مساعده "فريتز بيلفينجير" في المنطقة وقام بزيارة إلى المدينة. إن قراءة تقريره إلى "جونو"، وهو التقرير الذي أضفى عليه أسلوبه التلغرافي بالضرورة طابعاً أكثر درامية، نقول إن قراءة التقرير تثير في الجسم القشعريرة: "ظروف مروّعة ـ المدينة أبيد 80% منها ـ جميع المستشفيات دُمِّرت أو تضرّرت بشدة ـ فحصت مستشفيي طوارئ ـ ظروف تفوق الوصف. آثار للقصف خطيرة ومستعصية على الفهم ـ كثير من الضحايا الآخذين في التعافي ظاهرياً يتعرضون لانتكاسات مفاجئة بسبب تحلّل كرات الدم البيضاء... إنهم يموتون الآن بأعداد هائلة..."

اتصل "جونو" على الفور بالقيادة الأميركية طالباً إمدادات طبية عاجلة، وهي إمدادات ساعد في توزيعها عند زيارته للمدينة المنكوبة بعد بضعة أيام ـ حيث كان أول طبيب أجنبي يضع قدميه هناك بعد الكارثة. وقد وصف ما رآه قائلاً: "تمت تسوية سطح المدينة بالأرض فصار مثل راحة اليد. لا شيء بقى. كان الأمر مهولاً".

وفيما بعد كتب "جونو": "ليس لدي أدنى شك: العالم اليوم يواجه خيار ـ الاستمرار في الوجود أو الإبادة إذا استخدمت هذه القنبلة مرة أخرى..."