محافظة هرمز هي إحدى محافظات إيران الثلاثين. كانت في السابق تابعة لسلطنة عُمان ودولة القواسم (الإمارات اليوم)، لكن احتلتها إيران بمساعدة بريطانيا. معظم سكانها من البلوش والعرب السنة.
كانت هرمز إمارة عربية عريقة حتى الاحتلال الفارسي لها بعد الثورة الأيرانية ، و كان العرب يطلق عليها ( هرمس ) ، و أحدهم هرمسي ، منها انطلق اسم مضيق هرمز ، و لا زال العرب يسكنوها إلى يومنا هذا من قبائل مختلفة أمثال القواسم و البوسميط و الحواسنه و بني حماد و العبادله و غيرهم.
أبو موسى التي لا تزال دولة الإمارات تطالب بها ،
بستك ( بستق )
بندر عباس
لنقه ( لنجه / لنكه )
قشم ( جزيرة القواسم )
و العديد من القرى العربية .
مملكة هرمز ضحية الصراع الصفوي العثماني على الخليج....
مملكة هرمز هي مملكة التي اسسها اتراك إيران في زمن السلاجقة في احدى الجزر القريبة من الساحل الايراني اي الساحل الشرقي من الخليج ، ولكن كما نعلم جميعا ان كل شيء يخرج من إيران يصبغ بصبغة الفارسية عند اخواننا العرب ، هكذا حال التورك في إيران ، نعم كثيرين في العالم يظنون ان السلاجقة والصفويون زالخوارزميون والغزنويون والغوريون والاتابكة والجلائريون والايلخانيون والقرة قوينلوا والآق قوينلوا على اساس انهم فرس ،لكن في الواقع انهم تورك وهكذا حال مملكة الهرمز اعتبرت مملكة فارسية مع العلم الهرامزة هم احدى فخذ من افخاذ التورك الياقوت الذين وصلوا إلى بلاد الرافدين ٤٠٠٠ سنة قبل الميلاد المسيح عليه السلام والى سواحل الخليج وخاصة الساحل الشرقي ما يسمى إيران حاليا من الاسيا الوسطى مع العلم ان الايران يتكون خمسين بالمئة من التورك الاذريين والتوركمانستانيين ، هؤلاء هم من اسسوا نواة الحضارة السومرية..بعد هذه المقدمة اود ان انقل لكم جزء بسيط عن تاريخ مملكة هرمز :- حتى القرن السادس عشر الميلادي ، لم يكن الخليج يحظى باهتمام القوى الدولية والاقليمية على السواء، فكانت الحياة في الخليج ساكنة، وكان الخليج بقومياته ومناشطه التجارية سادراً في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وكان التداخل بين العرب والفرس امراً شائعاً على سواحل الخليج وجزره، فثمة قبائل عربية ، استقرت على الساحل الشرقي، وفي المقابل ثمة مجاميع بشرية فارسية استقرت على الساحل الجنوبي الغربي. وحين قدم البرتغاليون إلى سواحل الخليج عام 1507 كانت هناك دولة تجارية عظيمة الثراء، وإن كانت تفتقر إلى القوة العسكرية والخبرة القتالية، وهي مملكة هرمزالتي تبعد نحو 12 ميلاً عن الساحل الفارسي في مدخل الخليج، وقد بسطت نفوذها على الساحل العربي من القطيف شمالاً حتى رأس الحاد جنوباً ، ودخلت في حوزتها البحرين وقشم، وممن ممتلكات هرمز ايضاً قلهات، قريات، صحار، خورفكان، مسقط، رأس الحاد(75)..كما شملت الاحساء والقطيف. وكانت مملكة هرمز تمثل نموذجاً للمجتمع الفسيفسائي، فالى جانب العنصرين العربي والفارسي، هناك عناصر من قوميات آخرى هندية وافريقية متنوعة، وهذا التنوع نابع من أهمية الموقع الجغرافي الذي تحظى به هذه المملكة، فقد كانت تعد حتى القرن السادس عشر الميلادي مركزاً تجارياً بالغ الاهمية وقد ازدهرت فيها تجارة اللؤلؤ. وقد أصبحت هرمز تابعة اسمياً للدولة الصفوية، وبدأت هذه التبعية في عهدالشاه إسماعيل الصفوي، ولكن خضعت هذه التبعية للظروف السياسية المحيطة، وميزان القوى الاقليمية والدولية، ففي فترة اشتداد الضغوطات السياسية والتهديدات العسكرية البرتغالية على هرمز كان يلجأ حكامها إلى اعلان الولاء للدولة الصفوية ، وفي احيان اخرى يطلبون النجدة من العثمانيين، وهذا ما دفع البرتغاليين للتفكير في فرض إدارة مباشرة على الجزيرة عام 1515(76). وقد انصرفت الدولة الصفوية خلال هذه الفترة إلى فتوحات في الشمال والى حروب ضد العثمانيين، ولم تول امور الخليج اهتماماً كبيراً فكان الشاه إسماعيل يترك غالباً المناطق الساحلية الجنوبية لحكام شبه مستقلين(77). وقد استغل البرتغاليون انشغال قوات الشاه إسماعيل في شمال فارس في الحرب ضد العثمانيين ، فوطّدوا نفوذهم في جزيرة هرمز والساحل العماني، واستولوا على القطيف والبحرين، ونكثوا بذلك عهدهم للشاه إسماعيل بمساعدته في بسط حكمه عليها، وقد زار البوكيرك البحين عام 1515 من اجل تعزيز العمل بمقتضى المعاهدات القائمة بين حاكمها المحلي وملك هرمز الخاضع من الآن للسيطرة البرتغالية. وكان الشاه إسماعيل قد حاول في بدايات التهديدات البرتغالية لمملكة هرمز أن يحث حكامها على الثورة ضد البرتغاليين واعداً اياهم بالمساعدة، غير أن حاكم هرمز أظهر خطاب الشاه للبرتغاليين، فانقلب الشاه إسماعيل على موقفه سنة 1510 طالباً التحالف مع البرتغاليين ضد العثمانيين، ووقع اتفاقية معهم جاء فيها: 1ـ أن تساند البحرية البرتغالية القوات الايرانية في الاستيلاء على البحرين والقطيف. 2 ـ يتعهد البرتغاليون بمساندة الشاه في القضاء على الحركات الانفصالية التي قامت في اقليم مكران. 3 ـ قيام حلف عسكري بين الطرفين ضد الدولة العثمانية. 4 ـ اعادة توران شاه إلى هرمز نائباً عن الملك البرتغالي عمانوئيل(78) وهذا يعني اعتراف الشاه بتعبية هرمز للبرتغاليين. وفي غضون ذلك، استولى حاكم الاحساء مقرن بن زامل على البحرين والقطيف، وطرد النفوذ البرتغالي والهرمزي منها، ولكن البرتغاليين عادوا فسيطروا على البحرين بعد القضاء على حركة مقرن بن زامل، وإثر سقوط البحرين بفترة وجيزة، قاد ملك هرمز عام 1522 حركة تغيير شاملة في كافة ممتلكاته، استهدفت بدرجة اساسية تصفية الوجود البرتغالي، واستجابت لهذه الحركة المناطق الخاضعة لمملكة هرمز، وفي مقدمتها البحرين، فعلى اثر اتجاه البرتغاليين عام 1529 إلى التخلص من الوزير شرف الدين الذي كان يسيّر امور هرمز بأسلوب متعارض والمصالح البرتغالية، أعلن سكان البحرين احتجاجهم ضد البرتغاليين وامتنعوا عن دفع الجزية المقررة عليهم حيث قاد حسين ابن سعيد شيخ بني جابر حركة التمرد الشعبي في البحرين وقتل الحاكم البرتغالي، وكان سيء السيرة والصيت عند السكان البحارنة، ثم طردوا الحامية البرتغالية منها، التي فشلت في قمع حركة التمرد الشعبي وارغام السكان على دفع الجزية، بعد انتشار الامراض في افراد الحامية ونقص عتادها، فاضطرت للانسحاب إلى هرمز ، وهذا يمثل أول اختبار لقوة البحرين في ميزان القوى الاقليمية، حيث بات ثابتاً في ظل المعادلة الجيوسياسية الاقليمية أن البحرين شأنها شأن الدول الصغيرة ، تظل في مسيس الحاجة إلى تحالفات استراتيجية مع دول كبيرة لمواجهة تحديدات خارجية كبيرة وخطيرة، وهذا ما أسفرت عنه نتائج الاختبار ، واهمها كما عبّر عنها د. عبد العزيز عوض على هذا النحو:"كان حكام البحرين قد اعتادوا على نقل ولاءهم من جار قوي لجار قوي آخر وفقاً لمصالحهم السياسية والاقتصادية"(79)، فأيدوا الصفويين ثم نقلوا تأييدهم إلى العثمانيين في فترات الخصام بينهما، كما أيدوا البرتغاليين وأية قوة اقليمية كبرى تضمن لهم الحماية وتدرء عنهم الاخطار الخارجية. وعلى اية حال، وجد حسين بن سعيد بعد أن استقل بالحكم في البحرين، صعوبة بالغة في مواجهة القوى الكبرى في المنطقة، فعاد إلى التحالف مع البرتغاليين الذي ثار عليهم، ومكّنهم من توطيد أقدامهم في البحرين، فقاموا بتنفيذ مخطط سياسي يتسم بالخبث، ويستند على دراسة احوال المجتمع البحراني المذهبية، إذ لجأت السلطات البرتغالية إلى خلع حاكم البحرين وولوا بدلاً منه حاكماً فارسياً سنياً، حتى لا يحظى بتأييد العرب السنة أو العرب الشيعة ، وقد أثار هذا المخطط الفرقة والخلاف بين طوائف السكان، ويفسّر د.جمال زكريا قاسم هذا المخطط البرتغالي بما نصه "ولعل البرتغاليين قد اختاروا حاكم البحرين على هذا النحو لأنهم كانو يهدفون بذلك أن يختلف في جنسه عن سكان البحرين ومعظمهم من العرب، كما يختلف بحكم مذهبه مع عدد كبير من سكانها الشيعة، وبذلك يضمن البرتغاليون عدم انضمام حاكم البحرين إلى أية حركة تقوم ضدهم فضلاً عن ضمان عدم ولائه لاسرة الصفوية الحاكمة في فارس بحكم كونها اسرة شيعية"(80). على أن الحكم البرتغالي في البحرين لم يدم طويلاً، بفعل رعونة سياسة الحاكم المحلي المعيّن من قبل البرتغاليين، حيث قام بقتل أحد كبار تجار اللؤلؤ في البحرين طمعاً في ثروته، فنهض شقيقه طلباً للانتقام والثأر لأخيه، فاستولى على قلعة البحرين ونصّب نفسه حاكماً على الجزيرة باسم الامير ركن الدين مسعود، وقد أثارت هذه الحركة الانقلابية حفيظة حاكم هرمز الذي ظل متمسكاً بسيادته على البحرين، باعتبارها جزءا لا ينفصل عن مملكة هرمز، ولذلك شعر الامير ركن الدين حاكم البحرين المحلي وكان يعمل لحساب البرتغاليين وكان على علاقة خاصة مع حاكم اقليم فارس وردي خان، شعر بخطر مملكة هرمز فطلب النجدة من حاكم شيراز، الذي سارع إلى إرسال قوة عسكرية افلحت في الاستيلاء على البحرين باسم الشاه عباس الصفوي، وأحبطت مساعي كل من حاكم هرمز والبرتعاليين معاً في استعادة البحرين وقتل ركن الدين مسعود. ولا ننسى في هذا السياق، اغتنام الصفويين فرصة موت ملك هرمز فرخ شاه عام 1601 ، حيث تولى ولده فيروز شاه الحكم واستوزر شرف الدين لطف الله ، الذي عين اخاه ركن الدين مسعود حاكماً على البحرين ، وعندما أظهر مسعود رغبته في الاستقلال عن هرمز، أغراه حاكم شيراز وعرض مساعدته ثم انقلب عليه وقتله واستولى على البحرين باسم الصفوية. ومذ ذاك، أولى الشاه عباس اهتماماً زائداً بالخليج، فنقل مقر حكمه إلى اصفهان حتى يكون على مقربة من التطورات الحاصلة في منطقة الخليج، وقد وصفت هذه الخطوة، بأنها نقلة في العقل الاستراتيجي الصفوي، حيث من الآن سيتزايد اهتمام الدولة الايرانية بشؤون الخليج. ولذلك سنجد فاصلاً زمنياً كبيراً يقع بين أول حملة ايرانية ضد البرتغاليين عام 1601 وبين الحروب الشاقة التي أسفرت عن سقوط جمبرون ثم هرمز عام 1622، وقد أفاد الشاه عباس من اشتغال العثمانيين في حروب اوروبا، فاستولى على جزر الخليج، ومن ضمنها البحرين سنة 1031 ـ 1622 بعد انتزاعه حزيرة هرمز من البرتغاليين الذي بدأ ينحسر ظلهم تدريجياً في الخليج وصولاً إلى تلاشيه التام في النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي. ولا ننسى القول بان الظروف السياسية في تلك الفترة ساهمت بدرجة كبيرة في انجاح مشروع الشاه عباس، فقد كانت العلاقات العثمانية ـ الصفوية تسير بسلام، وكان من شان الصلح الصفوي ـ العثماني عام 1618 أن يحبط أي أوراق سياسية يمكن للبرتغاليين أن يلعبوا بها في ابتزاز الصفويين، ولذلك حين سعى البرتغاليون عام 1580 من اجل استرداد جزيرة هرمز والبحرين وجمبرون ، كان الملك الاسباني يؤكد على التحالف الاسباني ـ الصفوي ضد العثمانيين، ولكن الشاه عباس أسقط الورقة التي يلعب بها الاسباب، ورد قائلاً بأنه لن يتخلى عن شبر واحد من البحرين وأن البحرين تابعة لهرمز التابعة بدورها لفارس، وقال بِشأن التحالف في رسالة كتبها الشاه عباس عام 1618:"وأن المساعدة الاسبانية ضد العثمانيين فلسنا بحاجة اليها لأننا عقدنا الصلح مع الباب العالي"(81) فحرّك الاسبان اسطولاً حربياً عام 1619، بهدف اقفال باب المندب في وجه السفن العثمانية، وفي ذلك رسالة تهديد للشاه عباس من القيام بأي عمل عدواني ضد البرتغاليين في الخليج، وفي نفس الوقت الحد من اتساع التجارة الانجليزية في الخليج، فكان ذلك مبرراً للتحالف الانجليزي ـ الصفوي، رغم انكفاء الانجليز عن تأييد شركة الهند الشرقية في الحملة المشتركة ضد الاسبان، ولكن الشاه عباس واصل حملته بعد نجاحه في هرمز ، وقام بتعقّب البرتغاليين إلى عمان، وقد اعتبرت هذه الحملة وفي الفصل الاخير منها ( تحرير بعض الموانىء العمانية) بمثابة رد جميل للعرب الذين وقفوا معه في تحرير هرمز(82). ولكن الشاه عباس أهمل هرمز تدريجياً بفعل الصعوبات التي واجهتها علاقاته مع الانجليز بشأن موضوع طرد البرتغاليين، وعوّض عن هرمز باقامة ميناء بحري عظيم في بلاده وقد اختار لذلك القرية السابقة المهجورة جمبرون لانشاء ذلك الميناء وأطلق عليه اسم "بندر عباس" الذي لعب ومازال دوراً خطيراً في تاريخ الخليج السياسي والتجاري، ومن شأن بناء هذا الميناء أن يسحب جزءا كبيراً من اهتمام الصفويين ووجودهم إلى الساحل الشرقي من الخليج. وقد بقيت السلطة الصفوية في الخليج اسمية، فيما بقيت السلطة الفعلية في يد القبائل المحلية، وفي سنة 1039 ـ 1630 وقع خلاف بين امراء البحرين وكان أكثرهم من الشيعة، فرفعوا شكواهم للشاه عباس وطلبوا منه التدخل والحماية، فجهّز قوة وسيّرها إلى البحرين بقيادة قولي خان، فسيطر على البحرين، وانضمت الجزيرة إلى الممالك الصفوية، ونصبوا عليها اميراً من قبلهم يدعى تسوندك سلطان. وفي سنة 1043 عزلوه من الامارة ، فتوجه إلى إيران وقدّم الهدايا والتحف الفاخرة للشاه عباس طمعاً في اعادته إلى منصبه، وبالفعل، استؤمر مرة أخرى وخلفه بابا خان. وفي 1077 ـ 1666 رفع أهالي البحرين شكواهم للسلطان من تعديات بابا خان وظلمه للرعية ، فعزله ونصّب مكانه الامير سلطان ابن قزل خان، واستقام على امارة البحرين مدة ، ثم خلفه عليها الامير مهدي قلي خان وبقي حتى عام 1113، وعزل عنها لظلمه، وعيّن محله قزّاع سلطان ، إلى أن خرجت البحرين من حكم الشاه عباس، فدخلت في حكم الهولة ، وعندما قويت شوكة اليعاربة في مقابل ضعف الصفويين، قاموا بمهاجمة البحرين في نهاية القرن السابع عشر الميلادي فهرب معظم سكانها إلى القطيف، حيث استوطن فيها كثير منهم بسبب الاضطهاد المذهبي الذي مارسه اليعاربة(83) إلى ان قام نادر شاه حيث استعاد البحرين وعيّن عليها الشيخ ناصر آل مذكور عام 1739، وخلفه أخوه نصر. وهكذا، ظلت البحرين تابعة لفارس مائة وثمانين عاماً ، أي منذ عام 1602 حتى عام 1783 عندما استولى عليها العتوب وقيام القوات السعودية بغزوها. ورغم خضوع البحرين عام 1783 لعائلة آل خليفة ، الا أنهم ظلوا لفترة من الزمن في مسيس الحاجة للحماية الفارسية، الحليف التقليدي حينذاك، قبالة غزو الجوار، ففي المحالاوت الثلاث التي قام بها سلطان بن أحمد سلطان مسقط في اعوام 1799 و1801 و 1803 كانت النتيجة ايجابية لصالح الحكم الخليفي، فقد فشلت الحملة الاولى ، ولم تسفر سوى عن احتلال حزيرة خرج عام 1800 التي اخليت فيما بعد، وفي الحملة الثانية، ورغم أن سلطان بن احمد احتل الجزيرة وعيّن ابنه سالماً والياً عليها، ولما كان سالم هذا حدثاً صغيراً فقد جعل الوصاية عليه في الشيخ كجك بن خلف ، وكان شيعي المذهب، وربما كان وراء ذلك قصد ارضاء الشيعة كما ذهب إلى ذلك جمال زكريا قاسم(84). ولكنه أساء للعتوب الذي نقضوا عهدهم معه، ولجأوا إلى قطر، ولكن آل خليفة عادوا وسيطروا على البحرين بمعاونة القوة السعودية التي تمكنت من طرد الحامية المسقطية في البحرين، وعينوا بن عفيصان وكيلاً عنهم في البحرين، وكان في ذلك اغضاب لآل خليفة ، فطلبوا نجدة فارس، ثم انسحب القوات السعودية من البحرين، وبقيت الاخيرة تحت الوصاية البريطانية حتى استقلال البحرين في نهاية الستينات. الدور العثماني في الخليج كانت الدولة العثمانية وقت وصول البرتغاليين إلى الخليج، منصرفة إلى الحروب مع اوروبا، ولم تستقر حينذاك السلطة العثمانية في بغداد قبل سنة 1534، وحتى بعد دخول بغداد تحت السيادة العثمانية، كانت البصرة كمنفذ أساسي للخليج متروكة لحكام محليين، وهم شيوخ القبائل، الذين لم يتجاوز ادراكهم السياسي حدود المنطقة التي تحت ايدهم، بمعنى أنهم لم يستوعبوا بصورة تامة ماتحيكه القوى الاوروبية من مؤامرات وماتحمله من تطلعات سياسية استعمارية. وقد كان التدخل البرتغالي في شئون البصرة قد بدأ عام 1529 في عهد حاكمها راشد بن مغامس والتابع اسمياً للشاه الصفوي، وكان راشد قد دخل في خلاف مع حاكم الجزاير، وعوضاً عن طلب وساطة عثمانية للتدخل من أجل تسوية الخلاف ، طلب راشد مساعدة البرتغاليين في هرمز ضد حاكم منطقة الجزاير لطلبه الجزية من البصرة، فتدخل القائد البرتغالي بلشوار دي سوزا لانهاء الصراع بين البصرة والجزاير، بأن استعاد للبصرة حصنيها من حاكم الجزاير الذي تعهد ايضاً بدفع جزية سنوية إلى البصرة، وفي المقابل طلب البرتغاليون من راشد تزويدهم بست سفن مسلحّة بالمدافع ، وعندما رفض قام دي سوزا بحرق الاماكن المجاورة للبصرة ، وتدمير السفن التي كانت تعمل لحساب التجار العراقيين وعاد ادراجه إلى هرمز. وسيبدأ مع دخول السلطان العثماني سليمان القانوني بغداد عام 1534 فصل جديد في تاريخ العراق والمنطقة بصورة عامة، فقد وصلت اصداء التطورات السياسية الجديدة على الساحة العراقية بدخول السلطان سليمان إلى بغداد، إلى كل ارجاء الخليج، وسافرت على اثرها وفود الشيعة من حكام وعلماء ووجهاء من البحرين والاحساء والبصرة إلى بغداد للترحيب بالسلطان العثماني واعلان الولاء والبيعة له(85) وفي هذا معنى بليغ يعكس الشعور الديني التضامني عند سكان المنطقة ، كما يؤكد حقيقة انعدام التشنجات المذهبية في منطقة الخليج، في زمن كان فيه الفوران المذهبي قد بلغ حداً خطيراً ، ولعل ذلك مما أثار غضب البرتغاليين، لأن في ذلك ايذاناً بانفراط سيطرة البرتغاليين في كثير من المناطق الخاضعة لسلطانهم ، فبعد فترة وجيزة من مبايعة حكام البحرين للسلطان سليمان القانوني عام 1534 ، نزعت الوصاية البرتغالية عن البحرين. وبدأ السلطان سليمان القانوني عهداً ذهبياً توّج بالفتوحات والانتصارات، وبدأ العثمانيون يقتربون أكثر فأكثر من المسألة الخليجية، ففي سنة 943 ـ 1537 طلب سفير حكومة دهلي بالهند النجدة من السلطان سليمان القانوني لوقف الزحف البرتغالي، فأصدر القانوني أوامره إلى والي مصر سليمان باشا الخادم لاعداد اسطول كبير والتوجبه إلى الهند للجهاد ضد البرتغاليين، وإبعاد خطرهم عن الاماكن المقدسة في الحجاز، فبني اسطول بحري مؤلف من 70 سفينة مجهّزة بالمدافع، ومعه عشرون ألف جندي ، وسار بهم عام 944 ـ 1538 نحو مدائن عدن ومسقط وفرض سيطرته عليها، وحاصر جزيرة هرمز، ثم قصد سواحل الحوزرات الهندية وفتح أغلب الحصون التي أقامها البرتغاليون هناك، ثم زحف إلى جزيرة البحرين براً من جهة قطر ، فاضطر البرتغاليون للانسحاب من سواحل الاحساء ومن جزيرة البحرين. وفي عام 1546 أخضع العثمانيون البصرة للادارة المباشرة، حيث تحولت إلى قاعدة لانطلاقهم نحو توطيد نفوذهم في سواحل الخليج، فاستولوا على الاحساء اثر استيلائهم على البصرة، وبعد أن استولوا على حصن القطيف ـ بعد تنازل اهل القطيف عنه ــ وضعوا فيه بعض الجنود والمدافع، وباستثناء عدن التي لم يطمأن العثمانيون إلى ولاء سكانها لهم حتى بعد احتلالهم لها ، بالنظر إلى التحالف الذي تم بين البدو القاطنين بالقرب من الميناء مع البرتغاليين، أقول باستثناء هذه الحادثة فإن الخليج قد دان كله بالولاء للسلطان العثماني وهذا ما شجّع الاخير على تكثيف الحضور العسكري العثماني في الخليج. فقد ظهرت عام 1546 قوة بحرية عثمانية مشفوعة برسائل الاستنجاد التي رفعها الحكام والاهالي في مناطق مختلفة من الخليج إلى السلطان العثماني سليمان القانوني، الا أن تلك القوة كانت محدودة بالقياس إلى القوة البحرية البرتغالية. فبعد أن ضربت القوة البحرية العثمانية حصون البرتغاليين في هرمز عام 1550 "استنجد أهل القطيف بالعثمانيين ، ولما استجابوا لهم بهجوم خاطف انسحبوا بعدها بقليل(86) . وقد رد البرتغاليون على ذلك الهجوم بطريقة انتقامية، واستغلوا فرصة طلب بعض زعماء القبائل مساعدتهم ضد العثمانيين ، فحّركوا حملة بحرية ضد أهل القطيف، ونجحت الحملة في ارغام الحامية العثمانية في القطيف على الاستسلام، ثم قاموا بتدمير الحصون والميناء. ومع ذلك تأكدت رغبة العثمانيين في ايجاد حضور عسكري كثيف لهم في الخليج، رغم قلة امكانياتهم، بالقياس إلى الامكانيات العثمانية المرصودة لغزو الاسبان في شمال افريقيا، وهذا يفسر سبب اعتماد العثمانيين في حملاتهم العسكرية بالخليج على المباغتة المحدودة الاهداف. إذ لم يفلح هذا الاسلوب في تصفية الوجود البرتغالي بالكامل من الخليج، وقد اضطر العثمانيون فيما بعد للدخول في معاهدات واتفاقيات تسوية وترضية مع البرتغاليين، وقد بدأت هذه المحالاوت بعد اخضاع البصرة للحكم العثماني المباشر عام 1546. وفي واقع الامر، لم يبذل العثمانيون حتى عام 1559 جهداً كبيراً وجدياً لتوطيد نفوذهم في الخليج بوجه عام وفي البحرين بوجه خاص، ولذلك بعد فشل قواتهم في استعادة البحرين التي سقطت تحت حكم ملوك هرمز الخاضعين للتاج البرتغالي، ودحر قواتهم على يد البرتغاليين، اضطروا للانسحاب للاحساء ثم للبصرة. وفي عام 1562 جدد العثمانيون محاولاتهم واتصالاتهم مع البرتغاليين في سياق البحث عن تسوية سلمية بينهما، الا أن المحاولات باءت ايضاً بالفشل، فيما نشطت القوات البحرية البرتغالية في البحر الاحمر. وترد اسباب الفشل العثماني الى: 1ــ بعد قواعد العثمانيين البحرية في المياه الشرقية عن مركز ثقلهم في البحرين ، وفي البحر المتوسط، ولعدم تمكنهم من حشد القوى الاسلامية ضد البرتغاليين، حيث ظل النزاع العثماني ـ السني والصفوي ـ الشيعي، يستنفذ امكانيات القوى الرئيسية في العالم الاسلامي ، ولأسلوب بعض القادة العثمانيين في التعامل مع العرب مثل الاسلوب الغادر الذي استولى به والي مصر سليمان باشا الخادم على عدن، إلى نجاح البرتغاليين في قفل المنافذ البحرية في وجه التجارة العربية واقصاء العرب عن التجارة الدولية(87). الاحساء والقطيف في العهد العثماني تعود بداية الوجود العثماني في الاحساء والقطيف إلى النصف الاول من القرن السادي عشر الميلادي وتتصل بدرجة وثيقة بالمتغيرات السياسية الكبرى على الساحة الاقليمية، فبعد استيلاء السلطان سليم القانوني على بغداد عام 1534 أعلن شيوخ وسكان الاحساء والقطيف ـ وهم في الغالب من الشيعة ـ عن ولائهم وللسلطان واعلان انفسهم رعايا عثمانيين واعلنوا رفضهم الخضوع لمملكة هرمز التي كانت واقعة حينذاك تحت الاحتلال البرتغالي، وقد اعتبر العثمانيون المناطق التي اعلنت ولاءها لهم ايالة عثمانية، فقرروا اعتبار الاحساء ايالة تابعة لايالة بغداد، فيما اعتبرت القطيف ضمن مجموعة سناجق ايالة الاحساء ، وتضم وفقاً للتقسيمات الادارية العثمانية: القطيف والمبرز وجبرين وقوبان والتهامية وعيون وغيرها، والبحرين في بعض الاحيان. وقد كان العثمانيون يتخذون من السويس والبصرة قاعدتين اساسيتين للانطلاق إلى الخليج والمحيط الهندي وقداصبحت البصرة مقراً لمتسلمية تابعة لولاية بعداد منذ عام 1549، ولاشك أن وجود إدارة عثمانية في البصرة ، قد شجّع اهالي القطيف على الاستنجاد بالعثمانيين مرة اخرى حتى أنهم قرروا في بعض الوقت اقامة حامية ثابتة في الميناء العربي واتصلوا بقبائل الاحساء(88). وبعد أن فرض العثمانيون الحكم المباشر على البصرة عام 1546 وطردوا حاكمها من آل مغامس الذي استعان بالبرتغاليين، ووعدهم بمنح أحد حصون البصرة لهم ، فأرسلوا له عدة سفن هاجمت البصرة ثم توجهت إلى البصرة ، ولكن الحملة فشلت على يد باشا البصرة العثمانية، ورد البرتغاليون في نفس السنة على استيلاء العثمانيين على البصرة ، بحملة قام بها الاسطول البرتغالي انطاو دي تورونها يساعده 3000 من اتباع ملك هرمز بقيادة الرئيس شرف الدين مستشار ملك هرمز للاستيلاء على القطيف لتنازل سكانها عن حصتها للعثمانيين، وكان اهالي القطيف قد ثاروا في 1550 على ملك هرمز بمساعدة شيخ الحسا ، وطردوا الحاكم الهرمزي وطلبوا الحماية العثمانية، فحرّض البرتغاليون ملك هرمز على اخضاعهم مما ادى إلى طرد العثمانيين منها(89)، ثم ردت الدولة العثمانية على سقوط حصن القطيف في قبضة البرتغاليين، وعلى مساعدة الاسطول البرتغالي للمتمردين في البصرة، فأرسلت حملة بحرية بقيادة بيري رنشي للانتقام منهم. والحال، أن البرتغاليين ظلوا طيلة القرن السادس عشر الميلادي يشددون قبضتهم على مناطق الخليج الشرقية مستخدمين أسوأ الوسائل لاخضاع السكان المحليين، وفي منتصف القرن السادس عشر تقريباً بدأ الاتراك يقومون بنشاط متزايد في منطقة الخليج ، افضت إلى صراع مكشوف بينهم وبين البرتغاليين، فتحركت قوة بحرية عام 1550 بقيادة البحار الشهير بير بك ويدعى الريس مراد، للثأر من تدمير البرتغاليين لميناء القطيف، فأقلعت قوة من السويس وطافت حول سواحل شبه الجزيرة العربية، للافلات من الرقابة البرتغالية، وتمكنت من الوصول إلى شواطىء مسقط واجبار القلعة البرتغالية على الاستسلام. وقد شعر البرتغاليون بخطورة المخططات العسكرية العثمانية، فقاموا بتوجيه ضربات قوية ومرسومة لقواعد العثمانيين، فشنوا غارة على البصرة سنة 1556، ولكن لم يفلحوا في السيطرة عليها. وبعد أن ظهرت قبيلة بني خالد كفوة قبلية في شرقي الجزيرة العربية خلال القرن السابع عشر ، تمكن زعيمها براك بن غرير آل حميد الخالدي من السيطرة على الاحساء ، وانهاء الوجود العثماني، وكان براك أول من أسس حكم بني خالد في الاحساء بعد أن طرد العثمانيين وظل براك يحكم الاحساء حتى 1682. وهنا يلزم القول، بأن الحكم العثماني في منطقة الاحساء والقطيف اتسم بالضعف على الدوام، مما جعل المنطقة عرضة للتبدلات السريعة والمفاجئة ، كما سمح هذا الضعف بظهور قوى جديدة فرضت سيطرتها على المنطقة، حتى قيام الدولة السعودية عام 1923م.
بحث وتقديم ديارالهرمزي مصدر .. مجلة الواحة العدد ٤ الكاتب فؤاد إبراهيم
محافظات إيران | |
---|---|
طهران | قم | مرکزي | قزوین | غیلان | اردبیل | زنجان | آذربایجان ش. | آذربایجان غ. | کردستان | همدان | کرمانشاه | ایلام | لرستان | خوزستان | تشهارمحل و بختیاري | کهکیلویه و بویر أحمد | بوشهر | فارس | هرمزغان | سیستان و بلوتشستان | کرمان | یزد | اصفهان | سمنان | مازندران | غلستان | خراسان ش. | خراسان رضوی | خراسان ج. |