المجس هو فن الموال الحجازي. ازدهر المجس في مدن الحجاز الكبرى؛ مكة والمدينة وجدة، وهو لون تراثي عريق. ويغنى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة أبيات. يكتسب المجس الحجازي بديعيته من صعوبة أداءه؛ فهو يبدأ من مقام معين ثم يتمشى في مقام آخر، ليعود إلى نفس المقام. ومن تلك المقامات، مقام الحجاز، ويماني حجازي منايري، - أي الطبقة العالية، ومقام البنجكة، ومقام الحراب وهو فرع عن الرصد. ويستخدم المجس في الإنشاد المدني والديني معاً، وارتبط مؤخراً بالمناسبات الثقافية، وموالد المديح، وحفلات الزواج وعقد القران. يبدو في شكله الأولي ضربا من ضروب (الموال) العربي الذي تعرفه كل أقطار العالم العربي كالموال المصري والعراقي والشامي، بيد أن (المجس) تميزه خصوصية في الأداء والمقام، ولا يمكن تأديته إلا من قبل أبناء المنطقة ومناطق انتشاره جغرافياً هي (مكة، المدينة المنورة، جدة)، وتختلف المصادر التاريخية في سبب تسميته بـ (المجس)، فثم قول يرى أنه سمي بذلك (لأن المغني قبل أن يشرع في الغناء يجس نبض المتلقين ويهيئ لهم الجو مشعراً إياهم بما سيغني)، ويرى الموسيقار غازي علي (أن من مستلزمات المجس قفله بآهة "يالال" شاقة الفضاء بعذوبة، ويؤدى هذا اللون على مقام الحجاز لذا يصعب على من هو من خارج بيئة الحجاز تأديته، إذن هو فن حجازي خالص ينهض على مقطوعة شعرية مكونة من ما بين أربعة أو ستة أبيات من عيون الشعر العربي، ولا يؤديه إلافنان يجيد التلاعب بالمقامات، وكان مؤدو المجس يعرفون بـ(الجسيسة)
ويذكر الموسيقار طارق عبدالحكيم نقلا عن جريدة الوطن موقفاً يبرز صعوبة أداء المجس يقول :مرة اجتمعنا بالفنان وديع الصافي ورغم ما يملكه من قوة وجمال صوت إلا أنه لم يستطع تأدية المجس لصعوبته عليه وعدم معرفته لطريقة أداء هذا اللون. الجسيس من الشخصيات القديمة التي اشتهرت بها المدينة المنورة لانشاد الأبيات الشعرية احتفاءً بالعائدين من الحج والشباب المحتفين بزواجهم. ومن الأبيات التي يرددها الجسيس قديماً للترحيب بالعائدين من الحج إلى المدينة المنورة بالركب: من طيبة أشرقت بالليل أنـــوار فلاح منها لأهل الركب أسرار
ومن أشهر من أدّى فن المجس في مكة: حسن جاوه، إسماعيل كردوس، سعيد أبو خشبة، حسن لبني، عبدالرحيم مؤذن، منصور بغدادي، محمد أمان، إبراهيم تركستاني، سراج عتيق، عبدالله بايعشوت، عبدالعزيز شرف، وعبدالله شرف.
ومن أشهر مجسّات المديح النبوي قصيدة أدم الصلاة على النبي محمدا وقصيدة أخرى مطلعها
تجلّى لنا الميلاد نورا مجسما | وأضحى اسم طه يملا الارض والسما |