الليالي السود في تركستان في رؤية نجيب الكيلاني الروائية ..
منذ عرفت الرواية التاريخية طريقها إلى أدبنا العربي الحديث، اختبار الروائيون أحداثاً من التاريخ ثاوية في سجلاته منذ آلاف السنين، تنتمي إلى العصر الفرعوني أو البابلي أو الآشوري، أو إلى الجاهلية العربية، أو إلى التاريخ الإسلامي الحديث كجرجي زيدان الذي كتب عن الثورة المهدية في السودان في روايته (أسير المهدي)، وبعض الذين جعلوا مأساة فلسطين قلب المشرق العربي محور رؤيتهم الروائية، وظلت الأطراف الإسلامية البعيدة في آسيا وإفريقية وأوروبا متوارية عن اهتمام الرواية التاريخية العربية حتى جاء نجيب الكيلاني فاستثار من غياهب النسيان مآسي المسلمين في صراعهم مع الاستعمار والصليبية التي وقعت في العصر الحديث، بل إن تلك المآسي لم تكن منسية فحسب،لكنها غائبة تماماً عن إدراك المسلمين في المشرق والمغرب. فلولا مأساة حرب البوسنة لما أدرك المسلمون المعاصرون وجودة دولة إسلامية في قلب أوروبا، وكذلك الأمر في الشيشان التي برزت بوجهها الإسلامي الجسور في الأحداث الراهنة وهي تصارع الاستعمار الروسي الكئيب.