الرئيسيةبحث

لوقيان السميساطي

لوقيان
لوقيان

ولد لوقيان( لوقيانوس أو لوكيانوس ) السوري سنة 125 ،في مدينة سميساط على الفرات في شمال سوريا ومات سنة 180 وهناك من يقول مات سنة 175 م . وهو عالم وفيلسوف وكاتب ساخر واول من ابحر في علم الرواية والخيال ويعد أشهر المفكريين والفلاسفة والعلماء والملهم والمعلم الاول لكثير من الفلاسفة في عصره وللفلاسفة والكتاب من بعده وللادب العالمي .

اعتبر السوريون القدامى انفسهم خلفاء للاغريق سياسيا وفكريا وعلميا ، فنرى مثلا الملك السوري انتبوشوس الثالث 187 ق م 223 ق م لقب بالاكبر واراد جمع الامبراطورية الاغرقية التي بناها الاسكندر الاكبر تحت قيادته في سوريا وبلاد الاغريق بكاملها وكان الكثير من مشاهير الاغريق هم سوريين من مفكريين وعلماء وفلاسفة وقادة .

ومنذ نشوء المدرسة السورية وحتى إلى اخر زمانها في العهد الاموي نجدها استعملت اللغة الاغريقية وفضلتها على كل اللغات الاخرى و تعد المدرسة السورية هي المنطلق للمدارس الاخرى .

لعبت المدرسة السورية دورا كبيرا في الحظارة العالمية والعربية الاسلامية فيما بعد ولولاها لما عرفنا الحكمة ولا المنطق والطب وكثير من العلوم والادب والفلسفة وغيرها . انتجت المدرسة السورية الكثير من الشخصيات ومن بينهم لوقيان . عرف بالغرب باسم لوكيانوس مع العلم ان هذا الاسم هو باللاتينية “” نومن جنتيل”" اي اسم عاقل ، اما اسمه الاصلي فغير معروف .

فهرس

نشأته

نشأ لوقيان السوري وتعلم في سوريا وكان انسانا رحالة ومغامرا وكان ذو خيال كبير يهوى الاكتشاف والبحث في الامور الالهية وعالم الخيال والادب الفلسفي التي اشتهر به ورحلات اسطورية كتب عنها ذات اوصاف ووقائع لم يكشف عنها حتى اليوم ، وصف بلدان وعوالم وحلق في عالم من الغرابة والاسطورية ذكر ووصف اشكال المخلوقات الخرافية ونباتات ووصف جزر نائية وبحار او انهار مسحورة في عالم من الروعة والابداع .

في عهد لوقيان قامت ثورات في انحاء الامبراطورية ومنها في بلده سورية في موريطانيا من سنة 144 م إلى 152 م ، ومصر سنة 153 ، وفلسطين سنة 155 ، وشمال افرقيا سنة 160, وكانت المناصب العليا في الامبراطورية حينا ذاك في يد العساكر الذين كانوا يكرهون المثقفين وكل ما له علاقة بالثقافة ، وتلك الظاهرة نعيشها الان .وقد كتب لوقيان السوري عن هذا العالم .

وبدات المسيحية تنتشر في عدة اماكن بالامبراطورية ، وفي عهده قامت حرب بسوريا سنة 161 بعد موت القيصر انطونيوس بيوس ، حيث اغتنم الوطني السوري بارتيرنا الفرصة لتحرير البلاد من الرومان وفتكوا بفيلق روماني وانتصرو علية . وكانت سورية هي من أهم البلاد في عهد الامبراطورية الاغريقية .


قضى لوقيان حياته يتنقل من بلاد إلى بلاد في حوض البحر الابيض المتوسط ، وبعدما اتم دراسته بسوريا نجده مرة يشتغل كمدرس في اثينا ، ومرة كموظف في الادارة ومعلم ببلاد مصر ، وعالم وكاتب وفيلسوف ومعلم في سوريا مرات عديدة وغير ذلك في بلاد اخرى .

ينحدر لوقيان من عائلة فقيرة وتكلم كثيرا عن الفقر والجوع والاهانة التي يلاقيها الفقير في حياته ، كان لوقيان يحسن الاغرقية إلى درجة انه استعمل حوالي 10000 الاف كلمة في كتبه ، وهذا الرقم لم يصله اي فيلسوف اغريقي على الاطلاق عدا افلاطون .

كتب لوقيان الكثير من الاعمال الادبية وعلوم الخيال والوجود والحياة والفلسفة تتراوح بين الحكاية والرواية والرسائل الفلسفية وهو أول من استعمل اسلوب القصة في تاريخ الادب العالمي .

اشتهر لوقيان في الغرب كواحد من أكبر الفلاسفة التى عرفهم التاريخ وله مكانة كبير بين العلماء ، وكذلك نجده المعلم لهلبارغ وشكسبير وفولتير وغيرهم باسلوبه الحواري الالهائي ونال شهرة كبرى بالغرب وعلى وجه الخصوص في فرنسا في عصر النهضة ، وموليار يعتبر تلميذا من تلامذته ، واثر كثيرا على شكسبير بكتابه تيمون كاره الانسانية وتأثيره الكبير على الحضارة الغربية بشكل خاص وعن شهرته في بلاده سوريا.

كتب لوقيان بأسلوبه الساخر عن العالم والحياة والوجود والانسان والحلم والحقيقة والخيال ، لقد انتقد وسخر من الكثير من الفلاسفة وتناقضهم ، انتقد المجتمع انتقادا لاذعا ، وظحك وسخر من الانسان وجنونه في بعض الاحيان وانانيته .

انتقد كذلك المؤرخين وكتب كتابا “” كيف يكتب التاريخ “” وقال ان المؤرخين يقومون بنشر الاكاذيب ويحورون الحقائق ، ولا يقومون بتحليل الاحداث واسبابها ،ويكتبون الا عن الاقوياء ويمدحونهم ، وسبب ثورته ضد المؤرخين هو ان الرومانيين الذين كتبوا عن الحرب الرومانية ضد بارتارنا نشروا الكثير من الاكاذيب .

حارب لوقيان الشعوذة بكل انواعها وتكلم في كل الميادين عدا السياسة التي كانت محرمة في العهد الروماني . هاجم كذلك الاديان الاغريقية القديمة بكل عنف وسخر من محتواها وتناقضها ،

رفض لوقيان استعمال اللاتينية في كتبه رغم انه كان يحسنها جيدا وهذا دليل على رفضه الاستعمار الروماني لبلاده .

يعتبر لوقيان أول كاتب في القصة العلمية الخيالية في العالم واشهر كاتب في هذا المجال ، لوقيان هو أول من حول الانسان إلى وسط الحلقة ، حيث انه قبله نرى ان الاساطير الدينية سواء كانت شرقية او غربية تكلمت الا عن الالهة والمعجزات التي تقوم بها ، لكن لوقيان اخذ الانسان كرمز في قصصه لتحقيق المعجزات المادية لقد عاش لوقيان مئات السنين قبل زمنه.

انجازاته الفكرية

ينحدر لوقيان من عائلة فقيرة ،وقد اثر عهد صباه عليه كثيرا وكان يغتنم كل فرصة لانتقاد الاغنياء وشحهم ،ونرى مثلا في قصته”الحلم” يقدم صورة من حياته تكلم لوقيان عن العذاب والجوع والحرمان الذي يعاني منه العمال, ونجده يتكلم عن والعلم والدراسة وكيف يجب على الانسان تقديسهما, وتكلم عن الفقراء وكيف يجب فتح الباب لتعليمهم,ويقول لوقيان ان الذين يختارون الحكمة والعلم,حتى ان ماتوا وزالت اجسامهم تبقى اسمائهم تتذكرها الاجيال وافكارهم تبقى ابدية ،وتكلم كذلك عن سقراط وكيف كان “كسار حصى”مثله,لكنه يقول ان اسمه بقى خالدا ويقول ان الاغنياء ينساهم الناس لكن العلماء محترمون ومكرمون في كل الازمنة والمجتمعات. وفي كتابه سلطة الكذب او الشك يقول لوقيان:لماذا للكذب جاذبية كبرى في هذا العالم للانسان ?هناك كثيرون من يحبون الكلام الجنوني ،وليس هذا فقط بل كلما ازداد الكلام جنونا كلما سمعته الناس واحبته ويقول احتمال ان سبب الكذب هو الانتهازية وقضاء المصلحة الخاصة,ونجد ان لوقيان يدافع عن الكذب الابيض ويقول حتى اوديسس كذب من اجل مصلحة اصدقائه في حرب طراوده ويقول ان المشكلة هي الذين يكذبون حبا في الكذب ويقول ان الكثير من الناس كذابون بالطبع . ويقول لوقيان لناخذ مثلا هيرودوتوس وحتى هوميروس رغم مقامهما في المجتمع ،الا ان اكاذيبهما كررتها الاجيال من زمان إلى زمان ويقول ان اكاذيبهم التي فتنت بها وعشقتها البشر غير صالحة حتى لازعاج عقول أبناء صغار . وينتقد هنا لوقيان الاسطورة الدينية الاغريقية ويقول عندما يكذب شاعر او كاتب فهذا لا يهم لكن عندما تركع الشعوب والدول لقضاء مصالحها لتلك الاكاذيب وتؤمن بها وتتحول إلى ضحية تلك مشكلة كبرى,والطامة الكبرى هي ان كل من يقف ضد كل تلك الاكاذيب يتهمونه بالكفر ويقول ان للكذب سيطرة على الانسان والانسان الغريب يحبذ الاستماع للاكاذيب ويرفض الحقيقة ويقول لو نتجاهل الاسطورة الاغريقية الدينية لما بقي للاغريق شيء واحد يفتخرون به ولماتوا جوعا(ان هذا يثبت ان الاغريق كل ما قاموا به هو ترجمة الفكر الفرعوني البابلي)

وفي قصة زيوس يفكر نجد حوارا بين قونيسقوس والالهة زيوس ، يبدا الفيلسوف قونيسقوس حواره :اسمعني زيوس ،هدفي ليس ازعاجك لطلب ثروة او مدي بالسلطة لاحكم الناس مثلما انت متعود عندما تتجه لك الناس لطلب شيء,لانني ارى انك غلقت اذنيك لكي لا تسمع هذه الطلبات,اني ساطلب منك شيئا اخر ليس له ولا اهمية ،يلبي زيوس طلب الفيلسوف على شرط ان لا يكون ماديا. وبعدئذ بدا الفيلسوف يتكلم عن التناقض عند هوميروس وهيسيودوس ويذكر كيف ان هوميروس تناقض غير مرة في كلامه حول مصير الانسان ثم بعدها يدخل الفيلسوف في حديث مع زيوس حول المصير.

النتيجة التي يخرج بها لوقيان هي ان الانسان لا يرث الخطيئة قبل ولادته بل يكتسبها في الحياة .

اما في قصصه حوار بين الهة الاولمب نجده ياخذ أكثر الالهة الاغريقية ويعريها,حيث اننا نرى مثلا في القصة 25 زيوس وهيلوس يتكلم هنا لوقيان عن زيوس الذي يريد ان يهرب من المسؤولية التي يتحملها ويقول:ماذا فعلت ايها الغبي تيتان ؟ انك خربت العالم وسبب ذلك هو انك اعطيت مسؤولية قيادة العربة لصبي لا عقل له فيبرر تيتان موقفه بان ابنه وزوجته توسلا اليه وعيونهما مليئة بالدموع ،فرضخ لطلبهما وظن ان ابنه قادر على تحمل مسؤولية كبرى مثل قيادة العالم ،يناقش هنا لوقيان المسؤولية والقيادة ويسخر في نفس الوقت من الاساطير الدينية الاغرقية .

لقد كتب لوقيان الكثير من قصص الابداع وحلق في عالم من الخيال والعوالم الاسطورية وبحث في عمق النفس الانسانية وله عشرات المؤلفات والقصص والرسائل في الادب الفلسفي العالمي ،في حوار مع الاموات كتب 27 قصة وحوار في البحر 15 قصة وحوار مع الهة الاولمب كتب 26 قصة وكتب الجلم وزيوس في حوار وعشرات القصص الاخرى .ويعد لوقيان السوري أهم علماء وفلاسفة ومفكرين الاغريق ومعلم وملهم كافة المثقفين والفلاسفة في كافة الحضارات من بعده .

لقد كتب لوقيان إلى عامة الناس ولم يكتب إلى الفلاسفة والمثقفين فقط, حلق في عالم الابداع الفكري الراقي كتب باسلوب سهل وقصصه صالحة لكل مكان وزمان.

ترجم له

ترجمة:سعد صائب

ترجمة الياس سعد غالي

ترجمة: موسى ديب الخوري

كما ترجم له و كتب عنه الكاتب عبدالسلام زيان

مصادر

عبدالسلام زيان