اقترح اللورد كتشنر عند تسلمه الدرجة الفخرية من جامعة أدنبرة عام 1899 إعتماد مائة الف جنيها استرلينياً لتشييد كلية في الخرطوم تخليداً لذكرى الجنرال غوردون. وتلقى تبرعات من أغنياء بريطانيا لتحقيق هدفه بلغت (111) الف جنيه إسترلينى بعد أن وجدت فكرته لخلق أداة لنقل المعرفة الأوربية وتوفير فرص التعليم لأبناء السودان ترحيباً كبيراً والرفض الحكومى لتوفير المبلغ المطلوب من الخزانة العامة. ورغم إشراف المستعمر البريطانى على إدارة كلية غوردون ومناهجها التى وضعت بما يتفق مع المصالح البريطانية، إلا أنها خرجت أجيالاً تولت قيادة الحركة الوطنية وزعزعة الإستعمار ليس في السودان فقط ويمثلهم الزعيم إسماعيل الأزهرى ومحمد أحمد محجوب اللذان رفعا علم السودان المستقل مكان العلم البريطانى، واللواء محمد نجيب الذى حقق جلاء البريطانيين عن وادى النيل وتحرير مصر من النظام الملكى، وقحطان الشعبى مفجر الثورة اليمنية التى أجبرت البريطانيين على ما يشبه الهروب من الجنوب العربى.