أسفرت حركة الكشوف الجغرافية عن نتائج عديدة، كان لها آثار بالغة الأهمية في حياة أوروبا والعالم في العصر الحديث، فقد ساعد الاتصال بين أوروبا والعالم الجديد، على تقدُّم المعارف والعلوم، فقد فتحت الكشوف الجغرافية آفاقا واسعة أمام العلماء، لمزيد من البحث العلمي، وترتب على ذلك، تعديل كثير من النظريات التي سادت في أوروبا في العصور الوسطى، وظهور نظريات جديدة تدعو إلى حرية البحث، واستخدام المنهج العلمي القائم على التجربة.
فهرس
|
في مطلع القرن الخامس عشر، تمكن الملاحون البرتغال من اكتشاف سواحل أفريقيا الغربي، وتم بناء مراكز وقلاع حربية وتجارية، كما حققت البرتغال أرباحا طائلة من وراء نقل الأفريقيين إلى أوروبا، وبيعهم في أسواق العبيد، وتتابعت الرحلات سنة بعد أخرى,إلى أن تمكن الملاح "دياز" من بلوغ "رأس الرجاء الصالح" في أقصى جنوب أفريقيا عام 1488. وبعد ذلك بأعوام قلائل، وبالتحديد في 1497 اجتاز الملاح البرتغالي "فاسكودي جاما" رأس الرجاء الصالح، حيث التقىبالملاح العربي "أحمد بن ماجد" الذي أرشده إلى جنوب غرب الهند.وفي العام ذاته، حقق البرتغاليون كشفا جديدا، حين تمكن الملاح "فيزبوتشي" من الوصول إلى البرازيل، وكانت هذه الكشوف فاتحة استعمار جشع ،وقبل أن يكتشف البرتغاليون أمريكا الجنوبية بخمس سنوات،
تمكن الأسبانيون بواسطة القبطان "كريستوفر كولمبس" من الوصول إحدى جزر البهاما في البحر الكاريبي، حيث أطلق عليها اسم "سان سلفادور"، وغادر الجزيرة ليمر على كوبا وهايتي، حاملا معه أنواعا من الطيور والحيوانات والحاصلات الزراعية وعديدا من الهنود من سكان أمريكا الوسطى. وتمكن الأسبان أيضا، بواسطة الملاح ماجلان، اجتياز الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية، ليصل من هناك إلى المحيط الهادي، ومن ثم إلى جزر الفلبين.
كما قام الفرنسيون بعد ذلك، باللحاق بركب الكشوف الجغرافية، فاتجه ملاحوها إلى أمريكا الشمالية، حيث أسسوا في كندا مدينتي "كويبك" و "مونتريال"،
وحققت إنجلترا إنجازات مهمة في حركة الكشوف، حيث تحركوا في اتجاه أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى، وأنشئوا شركة الهند الشرقي-الإنجليزية، التي سهلت لهم بسط سيطرتهم على الهند.