كتامة الغابة ، قرية من قرى مركز بسيون التابع بمحافظة الغربية في وسط الدلتا بجمهورية مصر العربية. وهى تبعد عن بسيون نحو عشرة كيلومترات، وعن طنطا عاصمة المحافظة نحو عشرين كيلومترا.
ويبلغ عدد سكانها أكثر من خمسين ألف نسمة. ولها ثلاثة مداخل مرصوفة، وتطل على ترعتين كبيرتين تسميان: بحر عاص، وبحر شفاوقرون. ويعرف التاريخ الإسلامى قبيلة كتامة المغربية البربرية التى ناصرت الدعوة الفاطمية واعتمد عليها رجال تلك الدعوة في توسيع حدود دولتهم شرقا، ومنه فتح مصر. وفى المغرب العربى توجد منطقة كتامة، وفيها الغابات وأشجار الأرز المعروفة. وفى كتامة الغابة مسجد يحتوى على رفات شيخ يدعى: "سيدى على المغربى" كما يسميه أهل القرية، وقد شد هذا المسجد اهتمام طائفة البهرة الهندية فجاء بعض رؤسائهم إلى القرية في أوائل ثمانينات القرن العشرين يبحثون عن هذا المسجد، والبهرة كما نعرف فرع من الشيعة الإسماعيلية التى ينتمى إليها الفاطميون. ومع هذا فالقرية كلها سنة تامة السنية. ويبدو أن اسمها في البداية كان "منية الكتامى" أو "منية الكتاميين". وبالمناسبة ففى مصر أكثر من قرية تسمى: "كتامة"
وتضم قرية كتامة الغابة من الإدارات الخدمية وحدة محلية تشتمل على مستشفى تكاملى ومركز معلومات ومكتب تأمينات اجتماعية ووحدة شؤون اجتماعية ومكتب تموين ووحدة مطافئ وجمعية تنمية للمجتمع ووحدة بيطرية. كما توجد في القرية جمعية زراعية ومجزر ونقطة شرطة وسجل مدنى ومجلس شعبى محلى ومركز شباب متطور ومكتب كهرباء ومكتب اتصالات حكومى وعدة مكاتب اتصالات أهلية وعدد من الكتاتيب وجمعية تحفيظ للقرآن الكريم ومعهدان أزهريان إعداديان: واحد للبنين، والآخر للبنات، وكذلك معهدان أزهريان ثانويان: للبنين والبنات أيضا، ومدرستان إعداديتان ومدرسة ثانوية عامة ومدرسة ثانوية تجارية وأكثر من عشر صيدليات ومخبزان وأكثر من عشرين مسجدا تصلى فيها الجمعة وصهريج مياه كبير يزود القرية وبعض البلاد التى حولها بالماء النقى
وإلى جانب الزراعة بطبيعة الحال ازدهرت بالقرية في الفترة الأخيرة صناعة الأثاث حتى أصبحت تحتل المركز التالى لدمياط مباشرة، ومن هنا أطلق عليها: دمياط الثانية. وهناك تحقيق بجريدة "المصرى اليوم" القاهرية عن هذا الموضوع بتاريخ ٢ سبتمبر ٢٠٠٦م عنوانه "«كتامة الغابة» تعيد كتابة سيناريو «الدمايطة»". ومما يتصل بصناعة الأثاث هناك وجود عدد من الورش لنشر الخشب وتقطيعه وتجهيزه بالقرية. كذلك يوجد بها عدد من الحرف البسيطة كالحدادة وإصلاح السيارات بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى وجود عدد من الأفران لدهانها
وتتبع كتامة عدة قرى هى شفاوقرون وكفر نصير ومشال وكوم النجار، بالإضافة إلى عدد كبير من العزب منها أبو جاموس والربايعه والشريف وبراده وحسام الدين وحميده وراتب وشلبى وعاشور وكوم الغابة ومصطفى كامل وناشد والشريف والقصاصين والبهوتى والبنا والجريتلى والدرى والسلام وغبريال والطبلية والعش والنقراشى والنونو وجلال وعبده
ومن الأسر الكبيرة في كتامة الغابة أسرة ربيع التى كان منها العمدة قبل إلغاء ذلك المنصب، وآخر من شغله هو المرحوم قطب رياض ربيع، وكان رجلا خيرا مقصودا، وبابه مفتوحا لكل طارق، وكذلك أسرة غنيم وأسرة النجار وأسرة الشيخ وأسرة عاشور وأسرة جبريل وأسرة أغا وأسرة الكومى. ومن مشاهيرها الشيخ محمد يوسف الشيخ وأخوه الشيخ حسينى، وكانا أستاذين في جامعة الأزهر بالقاهرة، والأستاذ الدكتور عبد الفتاح الشيخ رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وهو ابن الشيخ حسينى الآنف الذكر، والأستاذ الدكتور إبراهيم عوض الأستاذ بكلية الآداب بجامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور محمود نحلة الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، والدكتور بدران العيارى والدكتور الشوادفى علام والدكتور على الجدة والدكتور صبحى ربيع والدكتور أحمد الجزار بجامعة الأزهر، وغيرهم
كما خرجت القرية أيضا عددا كبيرا من الدعاة الدينيين والمحامين والمهندسين والأطباء والصيادلة. ومن رجالها الذين يصح ذكرهم هنا المرحوم محمد معوض، وهو الشخص الوحيد حتى الآن الذى نجح من أهل القرية في انتخابات مجلس الأمة (فى سبعينات القرن الماضى)، واللواء محمد محمد الشيخ وكيل المخابرات العامة المصرية سابقا، والمستشار إبراهيم الزواوى بسلك القضاء. ومن عظماء الرجال ومشاهيرهم تفخر القرية بالزعيم والمجاهد الوطنى الكبير المرحوم مصطفى كامل، الذى ينتمى أبوه إلى أسرة الملا هناك
وكان في صقلية أيام الحكم الإسلامى مدينة تسمى: "الخالصة" لها أربعة أبواب: باب كتامة وباب الفتوح وباب البنود وباب الصناعة، وذلك طبقا لما ذكره المقدسى في كتابه: "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم". أما في الأندلس فكانت هناك مدينة "قصر كتامة" على ما جاء في "معجم البلدان" لياقوت الحموى، والنسبة إليها "قَصْرِىّ". وأشار ابن خلكان في "وفيات الأعيان" إلى موضع يقال له: "كتامة" يبعد عن مراكش ثلاثة أيام. كما كانت هناك وراء الجامع الأزهر بالقاهرة حارة مشهورة اسمها "حارة كتامة" مجاورة لحارة الباطلية ثم اندمجت فيها، حسبما ورد في كتاب "المواعظ والاعتبار" للمقريزى، الذى أضاف أن " كتامة هي أصل دولة الخلفاء الفاطميين". وفى "المواعظ والآثار" للجبرتى ذِكْرٌ لقرية بناحية رشيد اسمها "حصة كتامة"