الرئيسيةبحث

كامل العزاوي



أحتل المخرج السينمائي كامل العزاوي مرتبة متقدمة في اخراج الافلام الروائية العراقية لانه صاحب أول فيلم ملون فيها وهي مرتبة ذات شأن وهو فيلم ضخم جداً وكلفت ميزانيته مبالغ ضخمة في عامي 1961- 1962 تاريخ انتاج وعرض الفيلم في بغداد والمعنون نبوخذ نصر وهو من انتاج القطاع الخاص وليس الدولة.

تاريخ السينما العراقية


يعد كامل العزاوي أحد الاسماء الفنية المهمة التي ارست دعائم قسم السينما في معهد الفنون الجميلة ببغداد، كذلك كان من الفنانين الذين اسسوا مصلحة السينما والمسرح ( الدائرة التي اضطلعت بأنتاج الافلام الروائية في العراق للفترة من (1968 - 2003) كما اشرف كامل العزاوي على مركز وسائل الايضاح في الاذاعة والتليفزيون بوزارة التربية إلى جانب عمله كممثل ومخرج في الاذاعة والتليفزيون والمسرح والسينما وتقديم برامج الاطفال واجراء عمليات المونتاج لمعظم اعماله التليفزيونية وكذلك تصوير أحد افلامه القصيرة.


من هو كامل العزاوي


كامل العزاوي من مواليد اليوم السابع من شهر كانون الثاني من عام 1926 في قرية بهرز بمحافظة ديالى واسمة الكامل هو كامل إبراهيم حمد العزاوي اكمل دراسته المتوسطة في ديالى ثم جاء إلى بغداد ليدخل إلى دار المعلمين الابتدائية في الاعظمية وتخرج منها عام 1943


كامل العزاوي في مصر


سافر إلى جمهورية مصر العربية وعمل فيها مساعدا للاخراج في خمسة افلام روائية، وفي عام 1949 حصل على شهادة فنية من نقابة السينمائيين المصريين تسمح له بممارسة الاخراج السينمائي في مصر وخارجها.


في عام 1952 نال شهادة الليسانس ( البلكلوريوس ) من كلية الاداب بجامعة القاهرة ( قسم الدراسات الفلسفية - فرع الاجتماع ) وفي العام التالي اي في 1953 حصل على دبلوم عال في علوم التربية وعلم النفس من كلية التربية بجامعة عين شمس في القاهرة.


في عام 1955 حصل على شهادة الدبلوم في الموسيقى من معهد الموسيقى العربية في القاهرة وهو من المعاهد الموسيقية المهمة والرصينة في العالم العربي.


العودة إلى بغداد


وحين عاد إلى بغداد تولى الفنان كامل العزاوي العديد من المهام الادارية والفنية والثقافية لكثرة اهتماماته وتعدد الشهادات التي حصل عليها فبعد تخرجه من دار المعلمين الابتدائية عام 1943 عمل في مجال التعليم بالمحافظة التي ولد فيها ( ديالى ) كما عمل في التعليم ببغداد والبصرة.


في عام 1960 قرر مغادرة التعليم والانتقال إلى عالم الثقافـــة والاعلام فنقل خدماتــه إلى وزارة الارشـــــــاد ( الثقافة والاعلام فيما بعد ) وقام بالاشراف على البرامج الثقافية في التليفزيون.


في عام 1960 اتجه كامل العزاوي ( بالاضافة إلى اختصاصة الفني ) إلى مجال الصحافة فعين مديرا للصحافة في وزارة الارشــــــــاد وكان العزاوي قد مارس العمل في الصحافة لعدة اعوام بدون ان يكون صحفيا محترفا او متفرغا لها.


العزاوي في السعودية


في عام 1968 انتدب للعمل في المملكة العربية السعودية كمفتش اختصاصي على معاهد المعلمين في المملكة وظل يعمل بهذا المجال لمدة ثلاث سنوات ثم عاد إلى بغداد.


اول فيلم ملون


تدين السينما العراقية بالفضل للفنان العزاوي لاخراجه أول فيلم روائي سـينمائي عراقي يحمل عنوان ( نبوخذ نصر ) الملك البابلي الشهير صاحب احدى عجائب الدنياالسبع ( الجنائن المعلقة ) التي تقع اثارها في محافظة بابل.


هذا الفيلم انتجته ( شركة شهرزاد للافلام السينمائية الملونة ) التي قام العزاوي بتأسيسها في عام 1957 وانتخب رئيسا لمجلس ادارتها وقد اسندت هذه الشركة مهمة اخراج الفيلم للفنان العزاوي الذي كتب السيناريو ايضا للفيلم عن قصة كتبها الشاعر المعروف خالد الشواف فيما قام بتصوير الفيلم الفنان ماجد كامل واجرى عملية المونتاج المخرج المعروف محمد شكري جميل وصاغ موسيقاه التصويرية ادوارد وليامز فيما اضطلع بمهمة اداء ادوار الفيلم الفنانون سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد ونجلاء سامي ويعقوب القره غولي وكارلو هارتيون الذي اصبح فيما بعد مخرجا مهما في السينما والتليفزيون وقد عرض الفيلم في بغداد بسينما النصر بتاريخ 3 كانون الاول من عام 1962


الفيلم تاريخي ويحمل بصمات اجتماعية من خلال علاقات ابطال الفيلم واعتمد فيه المخرج على التحليل النفسي والتربوي للشخصيات لانه حاصل على الدبلوم العالي في اختصاص التربية وعلم النفس من جامعة عين شمس في القاهرة وقد استقبل الفيلم بعد عرضة استقبالا حارا وطيبا واهتمت به الصحافة العراقية على وجه الخصوص كما كتب بعض النقاد والفنانين العراقيين عن الفيلم بالصحافة اللبنانية واشادوا به وبجماليته واداء ممثليه لاسيما الفنان الكبير سامي عبد الحميد كما عرض الفيلم في دول عربية منها الكويت وسوريا والبحرين إلى جانب العديد من المحافظات العراقية وحقق نجاحا رائعا.


العزاوي ممثلا


بدأ الفنان كامل العزاوي نشاطة الفني ممثلا في عام 1935 وقد جسد دور البطولة في مسرحية ( الفضيلة ) المأخوذة عن قصة يوسف الصديق وقام بأخراجها الفنان سيد هادي ثم مثل ادوارا اخرى في الاربعينات منها دوره في مسرحية (مجنون ليلى) للشاعر احمد شوقي وقام باخراجها الفنان الرائد حقي الشبلي وقام بتدريبه الفنان عبدالله العزاوي.


العزاوي مخرجا مسرحيا


كما كان للرائد العزاوي عدة محاولات في الاخراج المسرحي في النصف الثاني من الاربعينيات حين قام باخراج مسرحية ( مجنون ليلى ) التي كتبتها الشاعرة الدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي وعرضت في مايس من عام 1947 في جمعية بيوت الامة النسائية وفي ذات العام قام العزاوي باخراج مسرحية اخرى بعنوان ( حمدان وفاشية الاسبان ) وهو نص معروف انذاك وقدمت على مسرح دار المعلمين الابتدائية في موقعها بالاعظمية واستمر عرضها لمدة ثلاثة ايام متتالية وقام باجراء مكياج الممثلين الفنان القدير الرائد جعفر السعدي الذي كان ممثلا ومخرجا مسرحيا انذاك ثم استاذا جامعيا في كلية الفنون الجميلة.


في التليفزيون


الى جانب المسرح والسينما والتعليم كان الفنان العزاوي له ولع بالعمل التليفزيوني والاذاعي واسهم في تقديم برنامجين احدهما للاطفال والاخر للطلاب من الاذاعة خلال سنوات 1945 - 1947 كما اشترك مع الفنان التشكيلي المعروف ( جميل حمودي ) في تقديم برنامج اذاعي باسم ( النشاط الفني في وزارة المعارف ) ومن أهم برامجه الاذاعية ( زيارة ) و ( البيت السعيد ) و ( مدرسة الشعب ) .


اما في التليفزيون فقد كان له شرف اخراج أول فيلم تليفزيوني اخباري يصور ويعرض في نفس اليوم ضمن نشرة الاخبار التليفزيونية وقام العزاوي باخراج ومونتاج الفيلم ويتناول هذا الفلم مسيرة اخر دورة للبرلمان العراقي قبل ثورة 1958 وصور الفيلم بكاميرا 16 ملم واستغرق عرضه عشر دقائق وقام بتصويره الفنان إبراهيم عبد الوهاب كذلك اشرف العزاوي على اخراج التمثيليات والنشاطات المدرسية في عام 1959 ثم اصبح مشـرفا عاما على البرامج الثقافية ثم مديرا للاخراج في عام 1960 إلى جانب فعاليات تليفزيونية اخرى .


اعمال اخرى


الى جانب اخراجه لفيلمه السينمائي الملون ( نبوخذ نصر ) كان العزاوي قبل ذلك قد عمل في السينما حيث قام باخراج وعمل مونتاج لفيلم ( سليمان الحكيم ) الملون في عام 1956 وهو فيلم قصير امده نصف ساعة وصوره بمقياس 16 ملم المصور إبراهيم عبد الوهاب .


كذلك مثل العزاوي الجمهورية العراقية في المهرجان السينمائي الدولي العاشر في برلين .


المحطة الاخيرة


اخيرا لابد من ذكر اهمية هذا الفنان في تخريج العديد من الفنانين الشباب الذين صاروا نجوما في السينما العراقية اثناء وجوده في معهد الفنون الجميلة ببغداد كرئيس لقسم السينما فيه وتدريسه في المعهد ايضا.


في نوفمبر / تشرين الثاني عام 1995 توفي كامل العزاوي تاركا خلفه حصيلة من الاعمال الفنية والدروس القيمة لاجيال فنية متعاقبة.


الفنان الراحل كامل العزاوي هو زوج الكاتبة والروائية العراقية المعروفة لطفية الدليمي.