لايعرف بالضبط تاريخ إنشاء قرية "كوانغ تشو"، إلا أنها ضمت إلى الـصين حوالي القرن الـ3 ق.م. أصبحت ميناء هاما ومر عليها العديد من التجار العرب، وآخرين من بلاد فارس والـهند. وصل البرتغاليون إلى المنطقة في القرن الـ16 م، أثناء بحثهم مصادر جديدة لتجارة الحرير والفخاريات. تبعهم الإنجليز في القرن الـ17 م، ثم الفرنسيين والهولنديين في القرن الـ18 م.
وقعت "إتفاقية نانكين" سنة 1842 م، وتحصلت بريطانيا بموجبها على امتيازات تجارية كبيرة).بعد توقيع الإتفاقية أصبح ميناء "كوانغ تشو" مفتوحا على التجارية الخارجية، رغم أن البلاد كانت لاتزال محضورة على الأجانب. كانت العمليات التجارية تتم بصعوبة، إلا أنه وبعد "حرب الأفيون الثانية"، تنازلت الصين للأوروبيين عن "جزيرة شاميان" (على ضفاف "نهر اللؤلؤ") سنة 1861 م، فبدأت الحيوية تعود للنشاطات التجارية.
أصبحت المدينة معقلا للوطنيين الصينين، وفيها أعلن الزعيم "صن يات سين" ميلاد "جمهورية الصين" عام 1911 م، كما احتضنت مقر حزب "قومنغدانغ" القومي. احتلها اليابانيون (1938-1945 م) أثناء "الحرب العالمية الثانية"، وتعرضت مبانيها للخراب، ثم استعادتها الصين سنة 1945 م. بدأ حركة العمران فيها تزدهر منذ 1949 م، مع بدء الحكومة أعمال تهيئة كبيرة و توسعة للميناء.
"كوانغ تشو" من أكبر الموانىء الصناعية والتجارية في البلاد. الميناء مكون من جزءين: الميناء الرئيسي في المدينة نفسها ثم ميناء "هوانغ بو" المتقدم، ويبعد عن الأول بـ15 كلم ألا أنه يخضع إداريا لبلدية "قوانغتشو". يعتعبر من أنشط الموانىء الصينية، وحجم التبادلات فيه يصل إلى ربع (1/4) التجارة الخارجية للبلاد. من بين الأنشطة الاقتصادية الأخرى في المدينة: صناعة السكر، صناعة النسيج، صناعة الحديد والصلب، الورق، الإسمنت، صناعة الأسمدة الزراعية، صناعة السيارات، الكيماويات وآلات التصنيع.
توجد في "كوانغ تشو" أسواق فلاحية كبيرة -الفواكه والحبوب- كما تشتهر بالصناعات التقليدية اليدوية. يعقد فيها معرض تجاري كل ستة اشهر، وكان أول افتتاح له سنة 1957 م. تتواصل المدينة مع كل من "هونغ كونغ" و"بكين" عن طريق خطوط السكك الحديدية. تحتوى على جامعة أنشئت سنة 1924 م، مدرسة للطب، ،معهد للتكنولوجيا ومدرسة للفلاحة.
من بين أهم المعالم المعمارية والسياحية للمدينة: