قناطر التقسيم
أقيمت على هذه الترعة عدة قناطر ، وهى : "قناطر التقسيم" بديروط عند تقاطع الترعة وبحر يوسف ، وقناطر المنيا ، ومطاى ، ومغاغة ، وببا.
وأعظمها شأناً "قناطر التقسيم" التي أقيمت عند ديروط ، على بعد 60 كيلو متراً من فم الترعة ، وهى مجموعة قناطر عدة ، متصلة بعضها ببعض ، ومشيدة بشكل هندسي بديع ، توزع كل منها المياه على فرع من فروع الآخذة من الترعة ، وهاك بيان هذه القناطر :
أنشئت سنة 1871. وتعد " قناطر التقسيم" من أعظم قناطر الري في الدنيا ، وهى من تصميم المهندس الكبير بهجت باشا ، وتناوب بناءها هو وسلامة باشا ثم إسماعيل باشا محمد ، ومن المهندسين الذين كانوا يلاحظون أعمال الحفر والبناء فيها : محمد بك أبو السعود، يوسف بك الحكيم ، رجب بك سرى ، أحمد بك سعيد ، على بك برهان ، محمد بك فهمي ، حسن بك وصفى 0 وكان ابتداء بنائها سنة 1869 م وتمامها سنة 1871م (1288ه ). وقد نظم الشعراء القصائد تأريخاً لهذا العمل الجليل ، فمما قاله في هذا الصدد السيد أبو النصر المنفلوطى أحد شعراء ذلك العصر :
أحَيت عِناياتُ الخديوي ملكَه فسما بطالع سعده التنظـيم وأفاد بحر النيل حسن تصرف حتى ارتوى بالراحـة الإقليم وأراد ثروته فأحكم ترعة أبدى على عنوانـها إبراهيم وبنى بديروط القناطر مورداً تقسيمها قد زانه التصمـيم فكأنها جبل بذروته بدت آثـار مـصـرِ حـادث و قديـم وبرسم (إسماعيل) بعد (سلامة) وافى (ببهجة) شكلها التعميم فلملك (إسماعيل ) في إنشائها فـضل يدوم لربـه التعظـيم عمت منافعها فقلت مؤرخاً إن القناطر نفعها التقسيم
سنة 1288 هـ (1871م)
وكانت هذه القناطر ولم تزل محل إعجاب من شاهدوها من المهندسين الوطنيين والأجـانـب ، مما يسجل الفخر لمهندسي مصر العظام ، فقد وضعوا تصميمها ، تولوا إقامتها ، دون أن يرجعوا إلى رأى خبراء أو مستشارين من الأجانب ، وجاءت آية في الفن والإبداع ، وقد شاهدها المستر (فولر) المهندس الإنجليزي في ذلك العهد ، وقال عنها ما معناه: " يحسن بالسياح الذين يجيئون مصر لمشاهدة الآثار القديمة أن يشاهدوا الآثار الجديدة وهى ترعة الإبراهيمية وقناطرها "